samedi 10 décembre 2016




تعد مئذنة المسجد الأحمر من أهم وأقدم المعالم الأثرية المتبقية بمدينة المدية، بعد أن تم هدم جل أجزاء المسجد الذي كان يعتبر تحفة فنية يعود تاريخها إلى أكثر من عشرة قرون خلت، وما تزال هذه المئذنة شامخة شموخ "بن تاشفين" القائد المغاربي الذي بناها متحدية الزمن والعوامل الطبيعية والبشرية التي تسعى إلى هدمها. عرفت مدينة المدية خلال التواجد العثماني من سنة1526 إلى 1830 ميلادي إنجاز أربعة مساجد هي مسجد الباي أو المسجد الأخضر، مسجد سيدي سليمان، مسجد الجيش في الثكنة والجامع الأحمر، حيث كان الاهتمام العثماني منصبا على إنشاء المرافق الأساسية في كل مدينة من مدن الجزائر، منها الجامع الأحمر الذي يحاذي دار الإمارة والأسواق العمومية آنذاك، وقد كان المذهب الحنفي هو المذهب المعتمد من طرف الجيش والإدارة العثمانية. ويقع الجامع الأحمر إلى الناحية الجنويسة الشرقية لمدينة المدية وجنوب قصر الباي، كما يفصل بينهما ساحة تسمى حاليا ساحة الشهداء، وحسب المراجع التاريخية، فإن تاريخ تأسيس الجامع الأحمر يعود إلى ما قبل التواجد العثماني وبالضبط إلى زمن القائد المرابطي يوسف بن تاشفين اللمتوني الذي حكم المغرب الإسلامي والأندلس خلال القرن الخامس هجري، الموافق للقرن الحادي عشر ميلادي، حيث كان المسجد مركز إشعاع فكري وحضاري لكثير من المشايخ والدارسين، ولكن مع مرور الزمن تدهورت حالة هذا المسجد واندثرت أهم معالمه باستثناء المنارة التي لم تطلها أيادي الزمن، والتي يميزها الطابع العمراني المغاربي ذو الثمانية أضلاع. وأثناء فترة الاستعمار الفرنسي قام البارون بنقل لوحة من الرخام كانت بالمسجد إلى المتحف الوطني للآثار القديمة بالعاصمة كتب عليها بالخط النسخي "اللهم تقبل من عبدك حسن باي بن خليل، ما مننت به عليه من بناء هذا المسجد واجعله عدة له وما بين يديه، رحم الله عبدا قال آمين كلما رفع نظره له لسنة 1213 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم". وترمز هذه اللوحة إلى تاريخ التأسيس، إلا أن الكثير من المؤرخين يؤكدون على أن تاريخ بنائه يعود إلى ما قبل التواجد العثماني، بدليل أن المساجد الأخرى التي بنيت أثناء التواجد العثماني ما تزال قائمة لحد الساعة بعد أن خضعت لبعض الترميمات، أما المسجد الأحمر فهو أقدم هذه المساجد. وللمحافظة على ما تبقى من هذا المعلم التاريخي رصدت مديرية الثقافة لولاية المدية غلافا ماليا لترميمه، حيث تمت عملية الترميم بعد أن أجريت دراسة من طرف مكتب دراسات مختص في ترميم الآثار .

Aucun commentaire: