jeudi 27 octobre 2016

من علماء الجزائر
الشيخ عبد القادر المجاوي

ولد الشيخ عبد القادر المجاوي في تلمسان في عام 1266 ه/ 1848 م. وهو ينتمي إلى أسرة تلمسانية عريقة ساهمت في نشر العلم وممارسة القضاء. فقد تقلد والده محمد بن عبد الكريم المجاوي منصب القضاء بهذه هذه المدينة لمدة خمسة وعشرين عاما فنشأ ابنه نشأة علمية، ثم انتقل إلى المغرب لما عيّن والده قاضيا بطنجة. فدرس بتطوان ثم بجامع القرويين بفاس على مجموعة من العلماء المعروفين أمثال: الشيخ صالح الشاوي، الشيخ أحمد بن سودة، الشيخ جعفر الكتاني…الخ.
وفي عام 1869 عاد إلى بلده الجزائر واستقر أولا في قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري، ودرس في مساجدها. وفي سنة 1877 تولى تدريس العلوم الشرعية واللغة العربية في المدرسة الكتانية التي أسسها صالح باي في عام 1778.
وانتشرت بسرعة شهرته العلمية في البلاد فأقبل على دروسه طلاب العلم من كل أرجاء الوطن. وكان من أبرز تلامذته عالمان سيكون لهما شأن علمي عظيم فيما بعد. فالأول هو حمدان الونيسي المدرس بالمسجد النبوي بعد هجرته إلى الحجاز. وهو كذلك أستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس.
أما العالم الثاني فهو المولود بن الموهوب المدرس بالمدرسة الكتانية وأستاذ المفكر مالك بن نبي (1905-1973) الذي تحدث عنه كثيرا في كتابه “مذكرات شاهد القرن”. وقد لازم الشيخ ابن الموهوب أستاذه لمدة 12 سنة ثم أجازه وسمح له بالتدريس والوعظ. كما ساعده على الانضمام إلى المدرسة الكتانية ليشتغل بها مدرسا للفقه والأدب العربي. وأصبح فيما بعد (1908) مفتيا لقسنطينة.
وفي عام 1898 انتقل إلى الجزائر العاصمة للتدريس بمدرسة الجزائر العليا (الثعالبية) المكلفة بتكوين القضاة والمترجمين الجزائريين. ثم توسع نشاطه بداية من سنة 1908 خارج المدرسة الثعالبية للدعوة والإرشاد فعمل إماما واعظا في مسجد سيدي رمضان ومسجد سيدي محمد الشريف.
كتابات وبصمات
لقد ألف الشيخ عبد القادر المجّاوي عدة كتب في شتى العلوم وهي في غالبيتها كتب مدرسية، صغيرة الحجم موجهة لطلاب العلم. فمنها ما طبع، ومنها ما بقي مخطوطا لم يطبع بعد.
ويبلغ عددها حسب الدكتور سعد الدين بن أبي شنب ثلاثة عشر كتابا ورسالة، وهي: إرشاد المتعلمين، نصيحة المريدين، شرح إبن هشام، شرح اللامية المجرادية في المسائل النحوية، الدرر البهية على اللامية المجرادية في الجمل، نزهة الطّرف فيما يتعلّق بمعاني الصّرف، الدرر النحوية على المنظومة الشبراوية، شرح الجمل النحوية، شرح منظومة ابن غازي في التوقيت، الإفادة لمن يطلب الاستفادة، شرح منظومة البدع، الفريدة السنية في الأعمال الجيبية، تحفة الأخبار فيما يتعلق بالكسب والاختيار.
ضاعت العديد من هذه الكتب من المكتبات العامة والجامعية. ونأمل أن يضع من بحوزته هذه المؤلفات في أيدي الباحثين وأصحاب دور النشر لإعادة طبعها من جديد، فهي تتضمن أفكارا مفيدة خاصة في مجال التربية التي نحن في أمسّ الحاجة إليها اليوم.
ولا بأس أن نقدم هنا بعض المعلومات عن هذه الكتب. لقد نشر كتاب «إرشاد المعلمين» في القاهرة سنة 1877. ومؤلفه يعمل آنذاك إماما بجامع سيدي الكتاني بقسنطينة. وهو يعتبر أشهر كتبه كلها. وقد سبق لي أن نشرتُ في مكان آخر بحثا حول هذا الكتاب مبرزا الظروف التي ظهر فيها، ومحللا أفكار المجاوي التربوية، وأصداءها في الجزائر.
وقد قام مؤخرا باحث جزائري بتحقيقه ونشره بدار ابن حزم. وهو يتضمن مقدمة وأربعة فصول وخاتمة. وقد نشرت جريدة “المغرب” في عام 1903 الفصل الرابع حول “المعاش” في حلقتين.
ونشر الشيخ المجاوي «نصيحة المريدين» في تونس، و طبع «الدرر النحوية» و «شرح الجمل النحوية» و«الاقتصاد السياسي»، و«شرح منظومة البدع» في الجزائر. كما طبع «شرح منظومة ابن غازي في التوقيت» و«شرح شواهد القطر» في قسنطينة.
و«شرح منظومة البدع» هو كما يشير إليه عنوانه شرح لقصيدة كتبها تلميذه المولود بن الموهوب وقال فيها:
صعود الأسفلين به ذهبنا لأنا للمعارف ما هدينا
رمت أمواج بحر اللهو منا أناسا للخمور ملازمينا
أضاعوا عرضهم والمال حبا لبنت الحان فازدادوا جنونا

لقد كان إقدام الشيخ المجاوي على شرح منظومة تلميذه سابقة في تاريخ الأدب العربي لأن المتعارف عليه هو الطالب الذي يشرح أقوال وكتابات أستاذه وليس العكس، وهذا ما دفع الشيخ حمزة بوكوشة إلى القول وهو محق في ذلك: « وهو في شرحه هذا النظم الذي نظمه تلميذه الشيخ المولود بن الموهوب، يخالف ما تعارف عليه الناس في عصر المتون والشروح، من أن التلميذ هو الذي يشرح كلام شيخه، وهذا إن دلنا على شيء فهو يدلنا على تواضع المجاوي.»
تضمن كتاب “القواعد الكلامية” مقدمة وعشرة فصول وخاتمة. واستشهد في هذا الكتاب بأقوال أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي وابن تيمية وابن خلدون والفارابي.
ونشير أيضا هنا إلى كتابين في قضايا عصرية وهي دلالة على تنوع معارفه ومواكبته لتطور العلم. فألف منظومة في علم الفلك. ويبدو أنها لم تطبع. وقد ذكر الباحث الدكتور عمر بن قينة أنه اطلع عليها سنة 1975 في مكتبة مسجد البرواقية. وقد قال لي أيضا الدكتور أبو القاسم سعد الله أنه يملك نسخة من هذه المنظومة مطبوعة، لكنه فقد أثرها بين أوراقه الكثيرة.
أما الكتاب الثاني فعنوانه “المرصاد في مسائل الاقتصاد”، وقد صدر في الجزائر سنة 1904 عن مطبعة فونتانا. ورغم صغر حجم الكتاب فإنه في غاية الأهمية من حيث المضمون والظرف الذي طبع فيه. فهذا العمل “جعله مثلا يقتدى به وبحرفية عالية كانت تجمع بين الاختصار والدقة والكفاءة ووضوح الرأي والتي كانت تعكس فكر المعلم المتعطش للكمال المعرفي، ومتطلبات الفكر العلمي.
ومكتبة الشيخ المجاوي محفوظة في مسجد برواقية، وهي المدينة التي عمل فيها نجله الشيخ مصطفى بن عبد القادر المجاوي قاضيا. وقد زار هذه المكتبة العامرة بعض الباحثين واستفادوا منها كثيرا.
وكتب الشيخ المجاوي في بعض الصحف العربية الجزائرية: المغرب (1903-1904) وكوكب إفريقيا (1907-1914). ويرى الباحث الدكتور زاهر إحدادن أن المجاوي كتب أيضا في جريدة “المبشر” لسان حال الحكومة العامة الفرنسية في الجزائر.
لقد أحصيتُ له 12 مقالا في جريدة “المغرب” تناولت المواضع التالية: العلم والأخلاق (العلم، الحلم)، التراث العربي (مشاهير العرب، الطب العربي) وقضايا اجتماعية (الافتخار بالنفس والنسب، المعاش، العادة).
كما نشر 15 مقالا في جريدة “كوكب إفريقيا” تدور مواضيعه حول الأخلاق (التربية، سماحة النفس، الأدب، حفظ اللسان الكبر، والإعجاب)، فضل المواسم الدينية (العيد الأضحى، المولد النبوي، العاشوراء، الهجرة، شهر رمضان، الحج)، وقضايا دينية واجتماعية (البدع، البطالة).
لقد بحثت أيضا عن مقالاته في صحف عربية جزائرية أخرى لكن للأسف لم نعثر له إلا على المقالات القليلة المنشورة في جريدة “المغرب” و “كوكب إفريقيا” المذكورة سابقا. فهل استعفف عن الكتابة في الصحف الأخرى لأنها لا تتطابق مع أفكاره أم لأنه كان متفرغا بالدرجة الأولى لتربية الرجال على عادة علماء الجزائريين الذين عاصروه؟
وتحصل الشيخ المجاوي في حياته على عدة أوسمة -كما هو واضح من الصورة المرفقة- وذلك اعترافا وتقديرا لجهوده في التعليم والتأليف. وخصصت له مجلة “التقويم الجزائري” التي كان يصدرها الشيخ محمود كحول (1870-1936) والمستعرب بودي لوي مقالا منوها بفضله على الثقافة الجزائرية. ونشرت في نفس المجلة صورة كبيرة له.
السلطة الاستعمارية تضايق الشيخ المجاوي
لا ندري إن اتصل الشيخ المجاوي بالإمام محمد عبده (1849-1905)خلال زيارته للجزائر في عام 1903. فلم يتحدث عن ذلك أي باحث درس هذا الموضوع رغم وجوده آنذاك بالجزائر العاصمة. ونحن نعلم أن العديد من النخبة الجزائرية حرصت على اللقاء بهذا العالم الأزهري المعروف وتلميذ زعيم الإصلاح الشهير الإمام جمال الدين الأفغاني (1838-1897).
ولم نعثر له عن نشاط سياسي مباشر على العكس من صاحبه الشيخ عبد الحليم بن سماية الذي عبّر بصراحة عن معارضته لقانون التجنيد الإجباري في عام 1912. وعلى الرغم من ذلك لقي “إهانات من بعض الناس كما لقي مقاومات وصعابا من السلطة الاستعمارية التي طفقت تنقله من مكان إلى آخر” لتشتيت جهوده وتحجيم دوره التربوي.
وقد أثار صدور كتابه “إرشاد المتعلمين” قلق المصالح الاستعمارية في الجزائر التي رأت فيه دعوة لليقظة والإصلاح. وهذا ما أكده الباحث الأمريكي آلان كريستلو الذي درس مجموعة من الوثائق العسكرية المحفوظة بمركز أرشيف المستعمرات الفرنسية بإكس أون بروفانس.
لقد ساهم الشيخ المجاوي” في إحياء اللغة العربية والعلوم الإسلامية وبذل جهدا جهيدا في سبيل ارتقاء مستوى الجزائر الثقافي” وإحياء أمجاد ماضيها. وغرس مع جيله من المثقفين البذرة التي تحوّلت فيما بعد إلى مصدر للروح الوطنية الجزائرية.
واليقظة القومية نشأت قبل الحرب العالمية الأولى بفضل الشعراء والعلماء الجزائريين الذين أحيوا تراث الجزائر وربطوا حاضرها بتاريخها العربي الإسلامي الحافل بالانجازات الحضارية والانتصارات العسكرية التي تجسدت خلال حركة الفتوحات.
كيف استقبلت النخبة الجزائرية نبأ وفاته؟ 
نشرت جريدة “الفاروق” التي كان يصدرها المصلح عمر بن قدور الجزائري نبأ وفاة الشيخ المجاوي في العدد 80 الصادر في 2 أكتوبر 1914 الذي وافته المنية يوم السبت 26 سبتمبر 1914 في قسنطينة التي سافر إليها في 20 سبتمبر لزيارة أقاربه وأصدقائه وتلامذته. وقد كان له نشاط كثيف خلال هذه الزيارة. فكيف نفسر موته المفاجئ وهو في كامل صحته؟
روى الشيخ إبراهيم أطفيش أن أستاذه المجاوي لم يمت موتة طبيعية وإنما تعرض للاغتيال من طرف المصالح الاستعمارية. فقد ذكر أنه لما زار الشيخ المجاوي قسنطينة في نهاية عام 1913 « وضع الاستعمار له ولثلاثة عشر من علماء الجزائر سما في قهوة فشربها وتوجع حتى مات». وليس بإمكاننا أن نثبت هذه الرواية أو ننفيها، وإن كان هذا السلوك ليس غريبا عن الاستعمار الذي تعامل مع العلماء الجزائريين المخلصين معاملة قاسية دفعت العديد منهم للهجرة نحو البلدان الإسلامية شرقا وغربا.
وأمّ صلاة الجنازة تلميذه الشيخ أحمد الحبيبتاني، ثم أبّنه الشيخ المولود بن الموهوب في خطبة مؤثرة. فقال: «هذا عبد القادر الذي أكرمنا الله بقدومه من تلمسان منذ خمس وأربعين من السنين فأحي القلوب كالغيث بعد القحط. رحم رب العالمين هذا الشريف عبد القادر الحسني الذي جاءكم بلوعة من المعارف والعلوم وبثها ونشرها ولم يبخل بها على الخصوص والعموم. هذا عبد القادر صاحب الأخلاق الطيبة الذي نوّر العقول…هذا عبد القادر النصوح الذي زين الوطن الجزائري تلامذته، وعمت بعلمه كل جهة ببركته. هذا أستاذ الجميع عبد القادر الذي ما من عالم إلا وله فضل عليه.»
وألقى بعده الشيخ عبد الحميد بن باديس خطبة كان لها وقع شديد في القلوب. وسنرد هنا أيضا جزءا من نص هذا الخطاب غير المعروف: « أيها الإمام الذي ببزوغ شمسه تمزقت سحب الجهل، وبدت غرة القلم المعين، أنت الذي عانيت في سبيل إصلاحنا أتعابا طويلة … كنت مثالا لحسن الأخلاق وكرم الطبع ولباب الفضيلة…نبكيك بالدموع السحيقة ويبكيك القرطاس والقلم، نبكيك وتبكيك المنابر ودروس العلم والحكم. نبكيك ويبكيك هذا القطر الحزين الذي غمرته بيض أياديك وغرر فضائلك الحسان، وقد حان أن أودعك (وعزيز علي وداعك) وداعا يعقبه اللقاء إن شاء الله في جنان الرضوان. ارجع إلى ربك راضيا مرضيا مثابا عليك بكل لسان مهدئا لك الفوز بالخلد في أرقى فراديس الجنان.»
وختم ابن باديس خطبته بقصيدة طويلة، نكتفي هنا بذكر أبياتها الثلاثة الأولى:
ألا إن هذا الدهر ذو فتكات وإنا لنا في طيه لعظات
له عصميات في النفوس فلو رمى بها الراسيات صرن منخفضات
وكم قد رماها فاصطبرنا لرميه إلى أن رمى بأعظم النكبات
كما خطب الشيخ محمد النجار نيابة عن تلامذة الشيخ المجاوي وقال أنه ما زال يتذكر دروسه وخطبه الداعية إلى الإصلاح ومحاربة البدع وتحرير العقول من قبضة “الضلالة والانحلال المؤدية للردى.”
ودعت جريدة “الفاروق” الكتاب والشعراء للكتابة النثرية والشعرية عن الراحل. فجاءتها مساهمات شعرية من مختلف أرجاء البلاد ونشرتها تحت عنوان واحد: “دموع الشعر والشعراء على فقيد العلم والإسلام أستاذ الجماعة المقدس الأستاذ عبد القادر المجاوي” بداية من العدد 82 إلى غاية العدد 92 الصادر في 25 ديسمبر 1914.
وتناولت هذه المنظومات الشعرية حياة الشيخ المجاوي بالتفصيل، وأثنت على جهوده المختلفة في مجالات التربية والتعليم والإرشاد، وهي من تأليف الشعراء: المولود بن الموهوب، محمد الميلي بن الشريف، سعد الدين بلقاسم بن الخمار (1885-1952)، أحمد بن العمري، عاشور حمودة، الجنيدي، محمد بن جلواح.
لقد تبوّأ الشيخ عبد القادر المجاوي مكانة مرموقة في الوسط العلمي الجزائري، وكان له فضل كبير على العلماء والقضاة والمترجمين الجزائريين الذين تتلمذوا عليه في المدارس العليا في قسنطينة والجزائر، كما كان له تأثير على عامة الناس الذين كانوا يقبلون على سماع دروسه وخطبه في المساجد.
وانتشر تلامذته بدورهم في أنحاء القطر الجزائري ينشرون العلم ويخدمون القضاء الإسلامي ويحاربون البدع ويدعون الناس إلى الإصلاح. فهو بحق أستاذ الجماعة وشيخ العلماء في الجزائر.

samedi 22 octobre 2016





مدينة اشير بالمدية

مدينة آشير بالجزائر تقع في سفح جبل التيطري فوق سهل أو ربوة تطل على بلدية الكاف الأخضر بالجنوب الشرقي لولاية المدية ناحية عين بوسيف وجزء منها ببلدية الكاف لخضر التابعة اقليميا لدائرة عين بوسيف وتبعد عنها بمسافة 10 كم غربا على الطريق الوطني رقم 60 عين بوسيف سيدي عيسى . جنوب شرق الجزائر العاصمة وتبعد عنها بحوالي 150 كلم. وتقع بمحاذاة جبل التيطري (الكاف الاخضر) الذي يبلغ ارتفاعه حوالي 2000 م عن مستوى سطح البحر. ويرجع فضل تأسيسها إلى زيري بن مناد الصنهاجي في 324هـ/936م ووقع اختيار مكانها لوفرة المياه وإطلالها على سفوح الجبال الدائرة بها، زارها رحالة وعلماء أجلاء كما كانت الحياة العلمية فيها رائجة، جلبت لها أشهر البنائين من إفريقيا والمسيلة. كما شيدت بها القصور والإقامات والحمامات نذكر منها قصربنت السلطان الذي ما زالت بعض أطلاله شاهدة عليه. أجريت بها حفريات من 1950 إلى 1993 كشف النقاب عن كثير من الأسرار. وهي لحد الساعة موجودة اطلالها ومحروسة لكنها دون بحث أو اهتمام من طرف المختصين. وقد بنيت هذه المدينة قبل أن تبنى المدن الثلاث العاصمة ومليانة والمدية لان مؤسس العاصمة انطلق من اشير ليقيم العاصمة الحالية (جزائر بني مزغنة) واخيه توجه إلى بجاية لياسس مدينة بجاية
ماعرفت به آشير من إستراتيجية الموقع وحصانتها الطبيعية وكونها نقطة وصل بين الشرق والغرب، من أفريقية إلى تيهرت وعلى الطريق التي تصل تلمسان بالأوراس.جعلها عاصمة إستراتيجية لكونها منطقة آهلة بالحركة لكن طبيعتها قاسية ومسالكها وعرة.
بلغت مدينة آشير خلال الحكم الزيري درجة الذروة في الازدهار العلمي والاجتماعي، جذبت العلماء من كل جهة وقصدها الشعراء والرحالة من كامل ايمكن ان ترى منها جبال شفه للشمال وجبال دير بسور الغزلان لأمصار، كما شهدت الحياة الدينية والروحية إشعاعا فائقا.
عززت منطقة آشير تطورها وازدهارها لتصبح مركز إشعاع في المغرب، وبعد زوال الحكم الزيري في القرن الحادي عشر حلت محلها شعوب ودول أخرى منها: الهلاليون والمرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين، ثم الحفصيون في القرن الثاني عشر تحت قيادة أبو زكريا الحفصي على رأس جيش كبير ومجهز قاصدا المنطقة.

jeudi 13 octobre 2016

البيان الفرنسي الأول إلى الشعب الجزائري عام 1830
هذه مناداة من سار عسكر أمير الجيوش الفرنساوية
إلى سكان الجزائر وأهالي القبائل

بسم الله المبدي المعيد وبه ستعين
يا أيها ساداتي القضاة و الأشراف و العلماء وأكابر المشايخ والاختيارية، إقبلوا مني أكمل السلام وأشمل على أشراف قلبي بمزيد من العز و الإكرام، أما بعد اعلموا هداكم الله إلى الرشد و الصواب سعادة سلطان فرانسه مخدومي وعزة جنابه الأعلى عز نصره، قد أنعم علي بتوليته أياي منصب سار عسكر ويا أعز أصدقائنا ومحبينا سكان الجزائر ومن ينتمي إليكم من شعب المغاربة ،أن الباشا حاكمكم من حيث أنه تجرأ على بهدلة بيرق فرانسه المستحق كل اعتبار، وإقدام على إهانته فقد سبب بجهله هذا كل ما هو عتيد أن يحل بكم من الكوارث و المضرات لكونه دعى عليكم الحرب من قبلنا، فإن عزة اقتدار سلطان فرانسه دام ملكه نزع الله من قلبه ورأفته المعروفة المشهورة، فلا بد أن هذا الباشا حاكمكم – من قلة بصيرته وعماوة قلبه – قد جذب على نفسه الإنتقام المهول، وقد دنا منه القدر المقدر عليه ومن قريب يحل به ما استحقه من العذاب المهين.
أما أنتم يا شعب المغاربة، إعلموا أو تأكدوا يقينا أني لست آتيا لأجل محاربتكم، فعليكم أن لا تزالوا آمنين ومطمئنين في أماكنكم وكل ما لكم من الصنائع و الحرف براحة سر. ثم إني أحقق لكم أنه ليس فينا من يريد يضرّكم لا في مالكم ولا في أعيالكم ومما أضمن لكم أن بلادكم وأراضيكم وبساتينكم وحوانيتكم، وكل ما هو لكم صغيرا كان أو كبيرا يبقى على ما هو عليه ولا يتعرّض لشيء من ذلك جميعه أحد من قومنا، بل يكون في أيديكم دائما، فامنوا بصدقي كلامي، ثم إننا نضمن لكم أيضا ونعدكم وعدا مؤكدا غير متغير ولا متأول أن جوامعكم ومساجدكم لا تزال معهودة معمورة على ما هي عليه الآن و أكثر، وأنه لا يتعرّض لكم أحد في أمور دينكم وعبادتكم، فإنّ حضورنا عندكم ليس هو لأجل محاربتكم وإنما قصدنا محاربة باشتكم الذي بدأ وأظهر علينا العداوة و البغضاء. ومما لا يخفى عليكم غاية تحكمه وقبح طبعه المشؤوم. ولا ينبغي لنا أن نطلعكم على أخلاقه الذميمة وأعماله الرذيلة فإنّه واضح لديكم لأنّه لا يسعى إلا على خراب بلادكم ودثارها وتضييع أموالكم و أنفسكم ، ومن المعلوم أنّه إنما يزيد أن يجعلكم من الفقراء المنحوسين المبهدلين الخاسرين أكثر من المسخط عليهم، فمن أعجب الأمور كيف يغبى عنكم أن باشتكم لا يقصد الخير إلا لذاته ، و الدليل كون أحسن العمارات و الأراضي و الخيل و السلاح و اللبس و الحلي وما أشبه ذلك كله من شأنه وحده.
فيا أيها أحبابنا سكان المغرب أنّه عزّ وجل ،ما سمح بأن يصدر من باشتكم الظالم ما فعله من أعمال الخبث و الردى إلا إنعاما منه سبحانه و تعالى عليكم ،حتى تحصلوا بهلاكه وبزوال سلطنته على كل خير، ويفرج عنكم ما أنتم فيه من الغم و الشدة و إذ و الحال هذه أسرعوا واغتنموا الفرصة و لا تعمى أبصاركم عما أشرفه الله عليكم من نور اليُسر و الخلاص، و لا تغفلوا عما فيه مصلحتكم، بل استيقضوا لكي تتركوا باشتكم هذا وتتبعوا شورنا الذي يؤول إلى خيركم وصلاحكم ، وتحقققوا أنه تعالى لا يبغي قط ضرر خليقته، بل يريد أن كل واحد من براياه يجوز ما يخصه من وافر نعمه التي سبغها على سكان أرضه.
يا أيها أهل السلام إن كلامنا هذا صادر عن الحب الكامل، وإنّه مشتمل على الصلح و المودّة وأنتم إذا شيعتم مراسليكم إلى أوردينا حينئذ نتكلم وإياهم و المرجو من الله تعالى، أن محادثتنا مع بعضنا بعض تؤول إلى ما فيه منافعكم وصلاحكم، وعشمنا بالله أنكم بعدما تحققتم أن مقاصدنا و غياتنا الفريدة ليست هي سوى خيركم ومنفعتكم تشيعوا لنا صحبة مراسليكم كل ما يحتاج إليه عسكرنا المنصور من الذخائر، ما بين طحين و سمن وزيت و عجول و غنم وخيل وشعير ومايشبه، وحين وصلت مرسلاتكم هذه إلينا فحالا ندفع الثمن فلوسا نقدية على ما تريدون و أكثر. هذا و أما إن كان منكم معذا الله خلاف ذلك حتى تختاروا محاربتنا ومقاومتنا، إعلموا أن كل ما يصيبكم من المكروه و الشر إنما يكون سببه من جهتكم فلا تلوموا إلا أنفسكم فأيقنوا أنّه ضدّ إرادتنا، فليكون عندكم أنّ عساكرنا المنصورة تحيط بكم بأيسر مرام ودون تعب، وإن الله يسلّطها عليكم فإنه تعالى كما أن يأمر من يجعل لهم النصر و الظفر بالرحمة و المسامحة على الضعفاء المظلومين، فكذلك يحكم بأشد العذاب على المفسدين في الأرض العائثين على البلاد، فلا بد أنكم إن تعرّضتم لنا بالعداوة و الشر هلكتم عن آخر.
هذا يا أيها السادة ما بدا لي أن أكلمكم به فهو نصيحة مني إليكم وايقنوا يقينا مؤكدا أن كلام سلطاننا المنصور المحفوظ من الله تعالى غير ممكن تغييره لأنه مقدّر و المقدر لا بد أن يكون
و السلام على من سمع وأطاع.

كُلّف وزارة الحربية الفرنسية ، الماركيز دي كليرمون تونير وهو عقيد في هيئة الأركان من عائلة تنحدر من بيكاردي ، بتحضير بعثة حملة الجزائر . في حدود منتصف شهر جانفي من العام 1830، أصدر الماركيز دي كليرمون تونير أمرا بتأسيس مكتب خاص في وزارة الحربية ،كُلّف بتنفيذ خرائط ومخططات الحملة أشرف عليه النقيب فولتز من هيئة أركان الجيش، وبنهاية شهر ماي من العام نفسه كلّف الكومت دي بورمون الماركيز دي كليرمون تونير بطباعة بيان باللغة العربية الدي أعدّه دي ساصي بروح التعبير المستعمل في شمال إفريقيا، وصدرت نُسخ البيان بتقنية الطبع الحجري بمطبعة أنجلمان.حيث كان إلمام دي كليرمون تونير
باللغة العربية ، وعلاقاته مع سكان منطقة ميدي الفرنسية، و اتصالاته المتينة مع عدد من القناصل و الشخصيات الرسمية و الرحالة الأمريكيين و الإنجليز و الهولنديين، الفضل في إتمامه للدراسة الميدانية لمحيط مدينة الجزائر

lundi 10 octobre 2016

تــــاريـــخ ظهــــور الطـــــــوابع الــــبريديـــة
طابع البريد post stamp مصطلح يطلق على وريقة مصمغة ذات قيمة محددة تحمل صورة أو رسماً أو زخارف رمزية ورقما يدل على ثمنها تلصق على المراسلات البريدية دلالة على أنها «خالص الأجرة».
لمحة تاريخية
تعد بريطانية أول دولة تبنت طوابع البريد عام 1840]. وكانت إدارات البريد قبل ذلك تعاني صعوبات في تحصيل ما يترتب لها من أجور و ما تتحمله من خسائر نتيجة «الدفع عند التسليم»، إلى أن تقدم الإنكليزي رولند هيل Rowland Hill مطلع عام 1837 باقتراح «إصلاح البريد» وتوحيد أجرة الرسائل على أساس الوزن بغض النظر عن المسافة، و«تخليص الرسالة مسبقاً» باستعمال أوراق مدموغة يكافئ ثمنها أجرة البريد، تلصق على الغلاف سميت «طابعاً» stamp. ووُضِع الطابع في التداول ابتداء من 6 أيار1840. حمل أول طابع رسماً جانبياً لرأس الملكة فكتوريا (1819-1901) على خلفية سوداء بقيمة بنس واحد. وقد عرف هذا الطابع بسبب قيمته ولونه باسم «البنس الأسود».
كانت الطوابع أول عهدها مستقيمة الحواف غير مخرمة تطبع على طروس، يفصل الطابع الواحد منها عن الطرس بالمقص، وفي عام 1847 اقترح تثقيب محيط الطوابع ليسهل فصلهاعن الطرس فصار لها شكل الحواف المخرمة المعروفة اليوم. حذت بقية دول العالم حذو بريطانية فكانت البرازيل الثانية في إصدار طوابع سميت «عين الثور»، وفي عام 1847 بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تصدر طوابعها البريدية، وتأخرت فرنسة في استعمال الطوابع حتى بداية العام 1848 غير أنها كانت أول دولة تستعمل طوابع.
ولم يقتصر استعمال الطوابع البريدية على تخليص الرسائل بل تعداها إلى تخليص البرقيات والمطبوعات والطرود والحوالات البريدية والمواد المسجلة المؤمن عليها والرسوم.
أنواع الطوابع البريدية
استوجب تطور الخدمات البريدية والمجتمعات استعمال الطابع في مجالات كثيرة فتعددت أنواعه وتشعبت استخداماته.
طوابع البريد العادية: وهي الأكثر استعمالاً ويطلق عليها اصطلاحاً «الاصدارات العادية» emissions ordinaires وتتألف عادة من فئات مختلفة تتناسب مع التعرفة المطبقة وتطبع بكميات كبيرة وتحمل صور الملوك والرؤساء والمشاهير أو معالم البلاد السياحية والدينية والثقافية والمشاريع الاقتصادية والعمرانية المميزة.
طوابع البريد الجوي: ظهرت بعد أن شاع استعمال الطائرات في نقل البريد وتحمل عبارة «بريد جوي» أو صورة طائرة تميزها من الطوابع العادية، وتزيد قيمتها عنها لأنها تشتمل على العلاوة الجوية.
طوابع البريد الحكومي: وهي لا تختلف عن طوابع البريد العادي إلا برسومها وزخارفها المبسطة غالباً، وتخصص لاستعمال الدوائر الحكومية والرسمية فقط، وقد تكون طوابع بريد عادي من فئات التخليص الداخلي وشحت بعلامة أو كتب عليها «رسمي» أو «حكومي».
طوابع البريد العسكري: وهي طوابع تصدرها بعض إدارات البريد للتخليص على رسائل العسكريين زمن الحرب، ولا تباع في مكاتب البريد، فئاتها محدودة ولا تزيد قيمتها على أجرة الرسالة العادية في التخليص الداخلي.
طوابع البريد المخصصة للمشروعات الخيرية والإنسانية: وهي مجموعات طوابع شرعت بعض إدارات البريد في إصدارها منذ بداية القرن العشرين وتحمل علاوات إضافية على فئة الطابع الأصلي يرصد ريعها لمساعدة الجمعيات الخيرية كالصليب والهلال الأحمرين ورعاية الشباب واللاجئين وغيرها. ولا تدخل العلاوة الإضافية في حساب أجور التخليص.
-طوابع البريد الموشحة: تلجأ إدارات البريد أحياناً إلى توشيح بعض طوابعها أو كلها لتبديل موضوعها أو فئتها أو عائديتها حين تدعو الحاجة في حالات خاصة طارئة كتعديل التعرفة أو نفاد فئة منها، وتعد الطوابع الموشحة إصداراً جديداً.
طوابع البريد الخاصة بالمنظمات الدولية: في العام 1922وشحت إدارة البريد السويسرية بعض طوابعها بعبارتي: «عصبة الأمم» Societe des Nations و«مكتب العمل الدولي» Bureau International de Travail وخصصتها للتخليص على مراسلات هاتين المنظمتين الدوليتين والعاملين بهما فقط، وعلى غرار ذلك مُنح مكتب الأمم المتحدة في جنيف عام 1950 الامتياز نفسه.
ولمنظمة الأمم المتحدة مكتب بريد مقره مبناها في نيويورك معترف به من الاتحاد البريدي العالمي منذ العام 1951، تستثمره إدارة البريد الأمريكية بطوابع خاصة بالمنظمة تؤول محصلتها إلى خزانة البريد الأمريكية لقاء ما تؤديه من خدمات، أما إدارة مكتب بريد المنظمة فتشرف على إصدار الطوابع التذكارية وبيعها للهواة لصالح المنظمة.
وسائل التخليص البريدي الأخرى: تلجأ بعض إدارات البريد من أجل تسهيل عمليات التخليص على المراسلات إلى إصدار طابع من فئات صغيرة يحمل مسبقا عبارة «خالص الأجرة» يلصق على المطبوعات، ولا يدمغ بخاتم مكتب الإيداع، وقد اصطلح على تسمية هذه الاصدارات «الطوابع المبطلة سلفاً». وثمة وسائل أخرى للتخليص على المراسلات الكثيرة العدد التي تصدر عن جهة واحدة منها دمغة آلة التخليص في مكاتب البريد الرئيسية، أوالمؤسسات التجارية والصناعية الكبيرة. وكذلك «قسيمة الجواب الدولية» ولها نموذج خاص، ويمكن أن يستبدل بها في أي كوة بريد تابعة لتلك الدول طوابع بريدية تعادل قيمتها قيمة التخليص على الرسائل العادية الصادرة عن ذلك البلد إلى الخارج.
طوابع البريد التذكارية: تصدر الطوابع التذكارية عادة لمدة محددة، وهي غير معدة لتحل محل الإصدارات العادية إنما تزاحمها في البيع. وقد أدركت الدول المختلفة أهمية طابع البريد ودوره في إيصال اسم البلد إلى جميع أنحاء المعمورة فرأت أن تجعل منه وسيلة لتعريف العالم بها، وتوسعت في إصدار طوابع بريد عادية أو في المناسبات المختلفة تحمل رسوماً وصوراً تمثل آثار البلد وثقافاته.
هواية جمع الطوابع
جمع الطوابع stamp collecting أو philately هواية معروفة في العالم. وتنفرد هواية جمع الطوابع عن غيرها بكونها متاحة لجميع الناس لما توفره من متعة وثقافة إضافة إلى الكسب المادي والادخار، وهي لا تتطلب نفقات كبيرة أو تجهيزات خاصة، ومع أن بعض الهواة قد ينفق الآلاف لشراء الطوابع النادرة أو ذوات القيمة منها، وثمة مجموعات مهمة كثيرة بدأت بادخار الطوابع المستعملة. وغالباً ما تكون الطوابع التذكارية والإصدارات الخاصة والطوابع الأجنبية بداية جيدة.
بدأت هواية جمع الطوابع مع وضع أول طابع بريد في التداول في بريطانية، و سرعان ما اتسع نطاقه فشمل كل فئات الناس، حتى الملوك والرؤساء والعلماء والفنانين والأدباء. ولعل أشهر من مارس هذه الهواية من هؤلاء الملك جورج الخامس والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت.
في عام 1861 أصدر شخص من ستراسبورغ يدعى أوسكار بيرجر- ليفرو Oscar Berger-Levrault أول قائمة تضم الطوابع التي صدرت حتى ذلك الحين، وتبعه في ذلك كثيرون، وفي عام 1862 صدر أول مصور (كاتالوغ) للطوابع في لندن. وتصدر اليوم في العالم عشرات مصورات طوابع البريد.
إن موضوعات طوابع البريد كثيرة ومتنوعة وهي تبرز عادة تراث الأمة وتاريخها وتقاليدها ومنجزاتها، وتحيي ذكرى أبطالها وأعيادها القومية، وجمال البلاد التي تصدر عنها، وتعد وسائل النقل المختلفة من الموضوعات المفضلة لدى مصممي طوابع البريد. وبسبب كثرة الإصدارات التذكارية وازدياد عدد الدول تضخمت أعداد طوابع البريد وأنواعها وفئاتها إلى درجة لا يمكن حصرها. لذا اتجه معظم الجامعين من هواة وتجار طوابع إلى التخصص بمجالات محددة من تلك الهواية، كجمع طوابع بلد معين أو قارة أو حقبة معينة من الزمن، أو أنواع محددة من الطوابع في موضوع بذاته أو ألوان بعينها، كالطوابع التي تحمل صور لوحات فنية أو موضوعات دينية أو زهور أو أسماك أو غير ذلك. ويطلق على هذا النوع من الهواية «الجمع الموضوعي». كذلك يعد جمع الطوابع المدموغة أو غير المدموغة والمواد البريدية الموسومة بدمغة خالص الأجرة نوعا من التخصص. ومن الناس من يهتم بجمع طوابع البرق أو دمغات أختام الأعياد أو الطوابع المالية أو البطاقات البريدية.
ثمة طوابع يوليها الجامعون أهمية كبيرة ويقوّمونها بمبالغ مرتفعة لأسباب كثيرة أبرزها ندرتها. وغالباً ما تحدد قيمة الطابع، استناداً إلى قانون العرض والطلب. أما أغلى طابع في العالم فكان طابعاً صدر عن غويانة البريطانية بقيمة بنس واحد سنة 1856، وهو الوحيد من نوعه، وقد بيع في مزاد علني عام 1980في مقابل 850000 دولار. وهناك طوابع كثيرة مرتفعة القيمة جداً، ومنها طابع البنس الأسود البريطاني وطابع الخمس سنتات الأمريكي الصادر عام 1847، وطابع عين الثور البرازيلي. ويولي الجامعون حالة الطابع أهمية كبيرة عند تحديد قيمته، فدقة الطبع وتوسط الصورة وجودتها من شروط تقويم الطابع، والطوابع غير المبطلة مفضلة على المستعملة على وجه العموم، وسلامة حواف الطابع المستعمل وطريقة حفظه من الأهمية بمكان. وثمة طوابع قد تكون محل رغبة الجامعين لعيب فيها لا العكس، كأن يكون فيها خطأ في التهجئة أو عيب في اللون أو قلب غير مقصود في الصورة أو الشكل.
أما أشهر مجموعات الطوابع في العالم فهي مجموعة التاج البريطاني التي بدأ بجمعها الملك جورج الخامس ثم انتقلت إلى خلفائه. وهناك متاحف متخصصة للطوابع تملك مجموعات مهمة في كثير من عواصم العالم من أهمها متحف البريد في برلين ومتاحف القاهرة وباريس وبرن وبروكسل. يضاف إلى ما ذكر نوادي الهواة وجمعياتهم المحلية والوطنية والعالمية. ومن أبرز نشاطات نوادي الهواة هذه إقامة المعارض وأسواق البيع على المستوى الدولي والوطني والمحلي.