mardi 3 janvier 2023


تم النشر بواسطة ‏‎Fergani Kamel‎‏ 
المفتي الشاعر مصطفى بن الكبابطي الجزائري من أصل أندلسي...من النفي من إسبانيا إلى النفي إلى الإسكندرية
لم يَعدْ يُعرَف اليوم، ولا يَسمَع باسمه إلا القلة القليلة من المهتمين بالتاريخ والغناء العربي الأندلسي في الجزائر، فيما كان من كبار رجال الجزائر ومثقفيها في عهد الداي حسين بن علي آخر دايات الجزائر قبل سقوط البلاد بيد الاحتلال الفرنسي عام 1830م.
المهتمون بالتاريخ يعرفون خلافاته مع المحتلين التي آلت به إلى المنفى بعد رفضه التعاون معهم. ومُحِبُّو الطرب الأندلسي في نسخته الجزائرية يَعرفون أنه صاحب أغنية "بلَّغ سْلامي للجزائر" التي عبَّر فيها من منفاه المصري عن شوقه إلى الجزائر وعاصمتها التي شهدت مولدَه سنة 1775م ودرَّس في جامعها الكبير منذ سنة 1824م واحتضنتْ أجدادَه أحفادَ أهل الأندلس المطرودين من إسبانيا الكاثوليكية في بداية القرن 17م.
..الكاتب الفرنسي بول أوديل أوضح في سياق حديثه عن أحد أبناء عائلة الكْبَابْطِي، وهو المفتي المعروف "سيدي مصطفى بن الكبابطي"، على حد تعبيره، بأن هذا الأخير "ينحدر من أندلسيي غرناطة وقد جاء (يقصد أجداده Ndlr) حاملا معه ثروات مُعتبَرة. وكان يملك "دار الكبابطي" التي تم تهديمها عند إنجاز "القصر القنصلي" ( وهو مقر غرفة التجارة المعروف في ساحة الشهداء في مدينة الجزائر Ndlr). هذا القاضي المالكي لدى الأوجاق، كان آخر وزراء الشؤون الخارجية، "الأمور الخارجية"، وقد شارك في القتال في سيدي فرج. بعد انضمامه إلى الفرنسيين، أُسْنِد إليه الإفتاء خلفًا لسيدي بن قلاتي. بعد تعيينه مديرَ الأملاك الحبوس، رَفَضَ التعاون بشأن مصادرتها وذهب إلى المنفى (بل نَفَتْهُ إدارة الاستعمار لمعارضته استيلاءها على الأوقاف ووقوفه في صف مواطنيه ضد المشاريع الاستعمارية Ndlr). وأصبح بعدها المفتي الكبير في القاهرة حيث يحمل أحد الشوارع اسمه...". معلوماتنا تشير إلى استقراره في الإسكندرية عام 1843م مستفيدا من دعم صديقه الجزائري العالم الكبير والقائد العسكري لدى جيش المقاومة الجزائرية باسم الداي حسين محمد ابن العنابي صديق حاكم مصر محمد علي باشا...". (فوزي سعد الله: الشتات الأندلسي في الجزائر...). وتوفي المفتي والشاعر مصطفى بن الكبابطي في منفاه الإسكندري عام 1860م/1861م.
هذه هي الأغنية التي يقارب عمرُها الآن الـ: 200 عام وما زالت محبوبة بشكل خاص في مدينة الجزائر، مدينة آل الكبابطي الذين كانوا يملكون ورشة لصِناعة "الكَبُّوط" ( المعاطف ) في الموقع الذي يتواجد فيه حاليا سوق شارْتْر بمحاذاة ساحة الشهداء وجامع كتشاوة في القصبة السفلى:
الأغنية بأداء سيد أحمد سري بأسلوب أندلسي:
الأغنية بأداء الهاشمي قروابي وفق الأسلوب "الشعبي" الخاص بمدينة الجزائر: