samedi 26 novembre 2022


هذا هو سي قدور بن غبريط:

كان مسؤولاً عن مسجد في باريس خلال الحرب العالمية الثانية. ولد في الأصل في الجزائر قبل الهجرة إلى فرنسا.

عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية ، بدأت ألمانيا في ترحيل اليهود من فرنسا إلى معسكرات الاعتقال.

بدأ سي قدور في توفير المأوى للكثير من اليهود من خلال العائلات المسلمة الراغبة في المنطقة.

عندما جاء المفتشون الألمان ، كان يكذب بشأن سجلات اليهود قائلاً إنهم مسلمون. في النهاية كان لديه أقبية وأقبية في المساجد حيث كان سيسمح لليهود بالاختباء أثناء الحرب. كما أعطاهم شهادات مزورة تثبت أنهم مسلمون ، مما يمكنهم من الإفلات من موت محقق.

كان لديه سياسة الباب المفتوح أيضًا في مسجده. إذا كان لأي من الحاضرين أصدقاء يهود بحاجة إلى ملجأ ، فيمكنهم إحضارهم معهم.

أنقذ سي قدور 500 يهودي بنهاية الحرب. لقد خاطر بحياته في هذه العملية. ومعظم الناس لا يعرفون عنه حتى.


 

mercredi 23 novembre 2022


عن جزائريين يحملون ألقابًا عثمانية بأصولٍ ليست بالضرورة عثمانية...
"....لكن قد تخدعنا الكثير من الألقاب في مدينة الجزائر وغيرها من المدن والأرياف بصيغتها التركية/العثمانية التي تغري باعتبار أصحابها من العائلات العثمانية العتيقة في البلاد على غرار إزميرلي وبورصالي واسطنبولي وقازداغلي وتَكَارْلِي وبَقْدَاشْ وزَنْغْلِي ومَانِصَالِّي وبستانجي وبن شاوش ومحمصجي وباش طبجي...وغيرهم.
في الحقيقة، ليست كل هذه العائلات عثمانية، أو "تركية" كما يُقال مجازا، بل هي في الكثير من الأحيان خليط عثماني – أندلسي، لأن كثيرا ما كان هؤلاء "الأتراك" يأتون شبابا عُزابا، كما ذكرنا أعلاه، إلى الجزائر في إطار وظائفهم العسكرية/الإدارية ليتزوجوا عندما يطيب لهم العيش بها من أندلسيات لأسباب متعددة، من بينها عادةً الجاه (الاقتصادي) والحَسَب والجمال ، فتَحَالَفَ بالتالي النفوذ السياسي/العسكري مع نظيره الاقتصادي/الاجتماعي/الثقافي لتتشكل تدريجيا منذ بدايات الحقبة العثمانية النخبة الأرستقراطية الجزائرية الجديدة قبل بداية أفولها خلال عهد الاحتلال الفرنسي للبلاد و تراجعها الكبيرا بعد الاستقلال عام 1962م تحت نظام الحُكم الاشتراكي.
المؤرخ أبو القاسم سعد الله كتب،على سبيل المثال، في "تاريخ الجزائر الثقافي" يقول: "تزوج عدد من الباشاوات من أندلسيات مثل حاج بشير باشا الذي نجد له بنتًا تُسمَّى عائشة أصبحتْ زوجةً للقائد داود" ، مثلما يذكر الإسباني دييغو دي هاييدو أن خير الدين بربروس عندما استُدعِي إلى الباب العالي ترك خلَفًا له على حُكم الجزائر ابنه من زوجة موريسكية محلية هو حسن آغا الذي كان حظي ببركات الولي الصالح سيدي أحمد الكبير في وادي الرّمان في البليدة . ويضيف الأسير الإسباني لدى أيالة الجزائر دييغو دي هاييدو أن رابع باشا من باشوات الجزائر الذي تولى الُحُكم في سنوات 1540م، ويُسميه حاجي باشا، "كانت زوجته موريسكية من بلنسية" .
وحدث أيضا أن اتخذت عائلات أندلسية/موريسكية ألقابا عائلية عثمانية الصيغة إمَّا حبا في العثمانيين الذين أنقذوهم من الاضطهاد الإسباني وَيَسَّرُوا لهم سُبل الاستقرار والعيش في مهجرهم الجزائري أو لإقامتهم قبل الوصول إلى الجزائر في إٍسطنبول وغيرها من المدن العثمانية أو ترددهم عليها لأغراض متعددة، من بينها التجارة، خلال فترة من حياتهم، فلُقِّبوا نسبةً إلى تلك المدن التّركية، وتَرَسَّخَ اللقبُ في العائلة عبْر الأجيال.
وقد حدثت مثل هذه الحالات حتى في البلدان المجاورة للجزائر على غرار العائلة الموريسكية التونسية التي لُقِّب روادُها في تونس بـ: "كُشُكْ" أو "كُوتْشُوكْ" (Küçük) ومعناها في اللغة العثمانية وحتى في التركية الحديثة: الصَّغير....".
فوزي سعد الله: الشتات الأندلسي في الجزائر والعالم. دار قرطبة. الجزائر 2016م.

 

lundi 21 novembre 2022


 

أحفاد منفيي كاليدونيا الجديدة يستعيدون هويتهم الجزائرية
على بعد 20 ألف كيلومتر بعيدا عن الجزائر، وأزيد من 27 ساعة على متن الطائرة من الجزائر إلى باريس ثم طوكيو فكاليدونيا الجديدة والتي هي عبارة عن جزر متناثرة في المحيط الهادي، يوجد نحو 20 ألف جزائري من أحفاد المنفيين الجزائريين إلى كاليدونيا الذين هجروا إلى هذه الجزر عقب ثورة الشيخ المقراني (1870 - 1871م)، وبفضل جهود الصديق التاوتي وثلة من المخلصين تم ربط جزائريي كاليدونيا مجددا بوطنهم الأم وبعائلاتهم في الجزائر وتمكنوا لأول مرة من زيارة أرض الأجداد، جريدة المستقبل فتحت مجددا قضية جزائريي كاليدونيا، وأعدت لكم هذا الملف تابعوا.
منفيو كاليدونيا يسترجعون ذكراه
التاوتي انتشلهم من 130 سنة من الضياع بين التاريخ والجغرافيا
رغم مرور ثلاث سنوات على وفاته إلا أن جزائريي كاليدونيا الجديدة لازالوا يدينون للدكتور الصديق التاوتي بالمحبة والإخلاص كيف لا وهو الذي عرفهم بانتماء أجدادهم لبلد عربي مسلم اسمه الجزائر، والذي يوجد في الطرف الآخر من الكرة الأرضية.
وعلى خطى والده أبى مصطفى كمال التاوتي نجل الفقيد إلا أن يربط مجددا أواصر الدم والدين بين أحفاد الجزائريين المبعدين إلى كاليدونيا الجديدة وبلدهم الأم رغم بعد المسافة، فقام مصطفى كمال رفقة والدته بزيارة كاليدونيا الجديدة يوم 27 نوفمبر 2008 لإحياء الذكرى الثالثة لوفاة الصديق التاوتي وذبح جزائريو كاليدونيا عجلا بهذه المناسبة وصلوا على روح الفقيد، وغطت هذا الحدث صحيفة "أخبار كاليدونيا"، وزار مصطفى كمال كلا من بوراي ونيساديو (إفريقيا الصغرى) وهوآيلو وبونيرون وبواتديميي وتوهو وهينغن التي يوجد بها قبر الزعيم الكاناكي الثائر "جون ماري تيباو"، وكل هذه المناطق تابعة لكاليدونيا الجديدة، ووعد مصطفى كمال بعض منفيي كاليدونيا بمواصلة ما قام والده في البحث عن عائلاتهم في الجزائر وربطهم بها.
عرب كاليدونيا يبحثون عن أصلهم
قصة اكتشاف الصديق التاوتي لجزائريي كاليدونيا الجديدة الذين كانوا يجهلون أصلهم تعود إلى بداية الثمانينيات عندما نُظم مؤتمر للمسلمين في الجزر المتناثرة على المحيط الهادي كجزر موريس وفيجي وسلطنة تانغا، والتي تضم في مجموعها أقلية مسلمة تقدر بنحو 20 ألف مسلم أو ما نسبته أقل من 10 بالمئة من سكان هذه المناطق، وخلال هذا المؤتمر التقى الصديق التاوتي الذي كان آنذاك مساعدا لرئيس البنك الإسلامي للتنمية مكلفا بالأقليات المسلمة في العالم برجل أسترالي مسلم يدعى "فضل الله ويلفوت" فقال له هذا الأخير "أخي الكريم أنا أسترالي وقد سمعت بأناس في كاليدونيا الجديدة يقولون بأن أصلهم مغاربة، وهم يبحثون عن جذورهم، وبما أنك تدرس أحوال المسلمين فلماذا لا تبحث عن أمور هؤلاء الناس"، ومن هنا انطلق الصديق التاوتي في البحث عن أصول هؤلاء المسلمين المغاربة الذين قذفت بهم أقدار التاريخ في متاهات الجغرافيا، وكاد الاختلاط بينهم وبين قبائل الكاناك (السكان الأصليون) والفرنسيين الذين يحتلون الجزيرة إلى اليوم أن يذيب هوية جزائريي كاليدونيا في بوتقة الثقافة الفرنسية إلى حد الانصهار لولا لطف الله بهم والذي سخر لهم عبادا له مخلصين أمثال الصديق التاوتي لانتشالهم من غياهب الضياع الثقافي.
اكتشاف المنفيين في 2891
ويروي مصطفى كمال التاوتي للمستقبل كيف قام والده بأول زيارة إلى كاليدونيا الجديدة في 1982، حيث أخذ الصديق التاوتي هذه القضية محمل الجد ودونها في سجله ثم عرضها على رئيس البنك الإسلامي للتنمية الدكتور محمد علي المدني والذي وافق على فكرة مساعدة مسلمي كاليدونيا المجهولين على التعرف على أصولهم وجذورهم وربطهم بدينهم وهويتهم.
سافر التاوتي عبر الطائرة إلى مدينة نوميا عاصمة كاليدونيا الجديدة، ولحسن حظه التقى في الفندق برجل اسمه علي بن أحمد لوسيا ويلقب ب"لولو" وهو كاليدوني وكان يعتقد أنه من أصول مغربية، ولكنه خلال اقتسامه لنفس الغرفة مع الدكتور التاوتي اكتشف أن أصله جزائري من تيارت وأمه أصلها من الأغواط، وأخبره الصديق التاوتي الذي يحمل شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة السوربون بفرنسا أنه جاء لربط الاتصال بمسلمي كاليدونيا، فسعد علي بن أحمد لوسيا بهذا النبأ ووعده أن يرافقه إلى مناطق تجمع عرب كاليدونيا في بوراي ونيساديو.
منفيو كالدونيا جزائريون وليسوا مغاربة
لم يصدق عرب كاليدونيا بأن هناك من جاءهم من الجهة الأخرى للكرة الأرضية ليساعدهم على التعرف على أصولهم، وكانت الفرحة تملأ قلوبهم "هل سيكتشفون أخيرا وطنهم الحقيقي؟"، هل سيجيب هذا القادم من بعيد عن سؤال لطالما طرحه كل عربي كاليدوني على نفسه "من أنا؟ ومن أكون؟"، كانت الفرحة عارمة إلى درجة أن 100 شخص ومعهم 50 سيارة جاءوا إلى المطار لانتظار الصديق التاوتي، وكان استقبالهم له حارا، وكأنه لقاء بين أب وأبنائه المفقودين في متاهات التاريخ.
واكتشف التاوتي أن هناك جمعية لعرب كاليدونيا، وبعد التعرف على مستقبليه كان أول ما قام به هو زيارة المقبرة التي تضم قبور الجزائريين الأوائل الذين وطئت أقدامهم أرض كاليدونيا منذ القرن التاسع عشر، ولاحظ أن أسماء الموتى أغلبها جزائرية، وبعد الاستماع لهم والتعرف على ما عاشوه وما عرفوه عن آبائهم وأجدادهم، تبين للصديق التاوتي حقيقة انتمائهم، فقال لهم "لا تقلقوا فقضيتكم سهلة"، وأخبرهم أنهم جزائريون من أحفاد مبعدي ثورة المقراني التي تفجرت بين سنتي 1870 و1871، إذ أن فرنسا بعدما أخمدت ثورة المقراني والشيخ الحداد، قامت بمحاكمات صورية وقضت بإبعاد الأسرى إلى كاليدونيا الجديدة الواقعة في المحيط الهادي والتي يتطلب الوصول إليها قطع بحار ومحيطات بدءا من البحر الأبيض المتوسط مرورا بالبحر الأحمر عبر قناة السويس فالمحيط الهندي المترامي الأطراف وصولا إلى المحيط الهادي أكبر المحيطات مساحة في الكرة الأرضية، وهناك انقطع أي اتصال بين المبعدين وأهاليهم، وراحوا ضحية التاريخ والجغرافيا، وقدم الدكتور الصديق التاوتي باسم الشعب الجزائري اعتذاراته لمنفيي كاليدونيا الذين قطعت أواصرهم بالوطن الأم منذ ذلك التاريخ.
بناء أول مسجد في كاليدونيا
تعرف التاوتي على الطيب عيفة رئيس ناحية "بوراي" وبوفناش وبن حميش والميسوم وغيرهم من جزائريي كاليدونيا، وبعد أن تم حل أكبر لغز حير عرب كاليدونيا، طلب منهم التاوتي تحديد احتياجاتهم وتقدير قيمتها، وكان أهم شيء بالنسبة لهم هو بناء مسجد لأداء الصلاة ومدرسة لتعليم العربية ومركز ثقافي لإنقاذ أبنائهم من الضياع الثقافي، إذ أنهم لم يكونوا يعلمون حسب مصطفى كمال عن الإسلام شيئا، وقد تكفلت السعودية بإنجاز مسجد في "نوميا" عاصمة كاليدونيا الجديدة، في حين دشن البنك الإسلامي للتنمية في نهاية التسعينيات مسجدا ومركزا ثقافيا ب"بوراي" حيث يقطن أغلب جزائريي كاليدونيا.
وأصبح أحفاد المقراني وبومزراق والمبعدون الجزائريون إلى كاليدونيا أكثر ارتباطا بوطنهم الأم خاصة بعد أن قام التاوتي بربطهم بأهلهم في الجزائر، بعد أن وجهت الحكومة الجزائرية في 2004 دعوة إلى منفيي كاليدونيا لزيارة أرض أجدادهم بمناسبة الذكرى الخمسين لاندلاع الثورة. ولندع الكاتب محمد بوعزارة يصف لنا اللحظات التاريخية لمنفيي كاليدونيا عندما وطئت أقدامهم أرض الجزائر بعد 130 سنة "بعدما نزل أولئك المنفيون بأرض الوطن بعد رحلة طويلة وشاقة كانت مشاعرهم فياضة لقد اتجهوا بمجرد نزولهم من الطائرة إلى تربة الأجداد يقبلونها الواحد بعد الآخر"، وأضاف "لا أكتم القارئ سرا إذا قلت له إن رفقاء العيفة وبوفناش من ذلك الوفد راحوا يحضنون بعد عناقهم لتربة الوطن الصديق التاوتي وكأنه الوالد الذي لم يروه منذ سنوات".
العلم الجزائري في بيت كل منفي
وأصبح أخيرا لمنفيي كاليدونيا وطنا اسمه الجزائر ودينا اسمه الاسلام ولغة هي العربية حيث انتدب لكاليدونيا إمام لتعليمهم أصول الدين الإسلامي واللغة العربية، وعلق في كل بيوت منفيي كاليدونيا علم الجزائر، وقد زار الصديق التاوتي كاليدونيا أربع مرات، كما توالت زيارات منفيي كاليدونيا إلى الجزائر خاصة بعد أن تعرفوا على عائلاتهم في وطنهم الأم وصاروا يتبادلون الرسائل والمكالمات الهاتفية، وقد أنجز التلفزيون الجزائري تحقيقا تاريخيا عن منفيي كاليدونيا بمساعدة الصديق التاوتي وتبعه الجزائريون باهتمام وتأثر، واكتشف بعضهم لأول مرة أنه خلف هذا العالم توجد دماء جزائرية تنبض بالحياة كانت إلى وقت غير بعيد ضائعة في غياهب النسيان، وقد ألف الصديق التاوتي كتابا بعنوان "المبعدون إلى كاليدونيا الجديدة: مأساة هوية منفية"، كما قامت شابة من منفيي كاليدونيا بإنجاز كتاب عن هؤلاء المبعدين باللغة الفرنسية وشاركت به في معرض الجزائر الدولي وتوقف عندها الرئيس بوتفليقة للحظات عند زيارته لذاك المعرض.
العرب الجزائريون "الضائعون" في جزر المحيط الهادي منذ القرن ال91
زارهم: د.صالح مهدي السامرائي
أخبرني المرحوم الدكتور علي الكتاني أن عرباً جزائريين هُجِّروا بعد دخول فرنسا الجزائر إلى كاليدونيا الجديدة التي تبعد عشرين ألف كيلو متر شرق الجزائر، فقررت أن أتفقدهم، وحملت نفسي من جدة إلى طوكيو ست عشرة ساعة طيرانا ومن طوكيو إلى سيدني تسع ساعات ومن سيدني إلى كاليدونيا الجديدة ساعتين ونصف، استقبلني في مطار عاصمة الجزيرة "نوميا" شخصان أحدهما الأخ الداعية موسى بوخ "أصله من جيبوتي وعمل في فيتنام ثم هاجر للعمل في كاليدونيا الجديدة والآن مقيم في كوالالمبور"، والمرحوم محمد عبده "مهاجر من اليمن"، وكان الأخ موسى هو دليلي في الجزيرة، واستضافني خلال مدة بقائي.
أما العرب الجزائريون فهم موجودون في العاصمة نوميا إلا أن مقرهم الرئيس في مدينة "بواري" على بعد مائة وسبعين كيلومتراً إلى الشمال، ولقد تم نفي هؤلاء بعد احتلال فرنسا للجزائر، وذلك إثر المقاومة البطولية التي قام بها الشعب الجزائري في ثورات متتالية ضد الاحتلال، منها ثورة المقراني، كما كان يحدث احتكاك وتحرش يومي بين الجنود الفرنسيين وأفراد الشعب الجزائري، فمن شاكس وعاكس فرنسياً يُبعَد إلى أقاصي الدنيا.
في العاصمة بواري رأيت ما يأتي:
1 - المسجد الوحيد بالجزيرة.
2- جالية إندونيسية تناهز الخمسة آلاف وأفراداً من جيبوتي واليمن وتونس.
3 - تمثالاً لفتاة عربية نصب في قلب العاصمة ويقال إنها كانت أجمل بنات الجزيرة وتزوجها الحاكم الفرنسي وعمل لها هذا التمثال.
4 - امرأة من أصل جزائري تعمل في أحد المخازن، كأنها في ملامحها توأم للرئيس بن بله، وعن طريق المترجم سألتها: إذا أتيحت لك فرصة للذهاب إلى الجزائر هل توافقين؟ فردت بالإيجاب.
أما مدينة بوراي فهي مكان تجمع العرب الجزائريين وعمدتها جزائري ولفت نظري فيها:
1 - جيلان من العرب، الكبير منهم يعرف شيئاً من العربية، لكن الشباب لا يعرفها.
2 - لا يعرفون من الإسلام إلا دفن الموتى في المقبرة الجزائرية التي يعلوها الهلال والكتابة العربية، وبجانبها غرفة واسعة من القصدير، فإذا توفي أحدهم يجتمع الناس، وبعد الدفن يذبحون بقرة ويتناولون الطعام عند المقبرة، وذلك طقس غريب ولا يقل غرابة عن قصة هؤلاء المساكين!.
3 - رأيت بعضهم يسكن في أكواخ هم وزوجاتهم الفرنسيات "حيث جلب لهم الفرنسيون مهجَّرات فرنسيات" وسألت أحدهم واسمه "ميسوم" وهو يتكلم اللهجة الجزائرية ويسكن كوخاً... سألته: هل نبني لكم مسجداً، فرد قائلاً: إذن ينتهي الإسلام "إن لم تبنوا". أما الآخر فاسمه "العربي" ويسكن بيتاً متواضعاً حديث البناء وله سيارة.
4 - أسماء العرب فرنسية، ولكن لاحظت أنهم يحتفظون بأسماء عربية أيضاً.
5 - كان يتردد عليهم شاب تونسي مبعوث من الشيخ بن باز رحمه الله فاستعاد بعضهم هويته الإسلامية.
بعد هذه الزيارة الخاطفة لبوراي عدت للعاصمة وجمعت الوثائق عن العرب ووعدتهم أني لعدم معرفتي بالفرنسية أسعى لحث شخصية جزائرية تعمل في البنك الإسلامي للتنمية وتهتم بمسلمي العالم لزيارتهم والاعتناء بهم وهو الدكتور صديق التاوتي.
ملاحظات عامة على الزيارة
1- يشكل العرب في كاليدونيا الجديدة نسبة مهمة من السكان تصل إلى نحو الخمس، إذ يبلغ تعدادهم عشرين ألفاً في بعض التقديرات.
2 - نصف أهالي الجزيرة من السكان الأصليين "بولونيزيون".
3 - عندما وصل الجزائريون إلى الجزيرة منفيين تم حجزهم في معسكرات اعتقال، وكان حراسهم الفرنسيون يلعبون القمار والرابح منهم يأمر جزائرياً بأن يحفر حفرة يدفن فيها نصف جسمه، ثم يصوب له طلقة نارية تقتله.
4- عدلت قوانين فرنسا في أواخر القرن التاسع عشر وأعطي هؤلاء بعض الحرية وأخرجوا من معسكرات الاعتقال وأعطوا أراضي يزرعونها وأثقلوهم بالضرائب.
5 - زوجوهم بالمحكوم عليهن بفرنسا.
6 - سألوا السلطات أن يكون لهم محل للعبادة وقالوا للمسؤولين: إن الحيوان فقط ليس له دين، فأجيبوا نبنِ لكم كنائس، فوافقوا.
7 - بعد عودتي إلى جدة حدثت الدكتور صديق التاوتي فزارهم بعد زيارة له لأستراليا وتعرف أكثر على أحوالهم.
وسعى جزاه الله خيراً فبنى لهم مسجداً ومركزاً إسلامياً.
وقد سعى الدكتور صديق التاوتي لدى المسؤولين في الجزائر في آخر عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، فدعت صحيفة المجاهد وفداً من عرب كاليدونيا الجديدة وتعرفوا على أقاربهم، وقام الدكتور التاوتي بمصاحبة وفد تلفازي جزائري إلى كاليدونيا الجديدة وسجل فيلماً وثائقياً عن العرب فيها وذلك في يناير 2001م، كما وضع الدكتور صديق التاوتي كتاباً عنهم باللغة الفرنسية، وترجمه للعربية.
8 - المسجد والمركز في بوراي ليس فيه إمام ولا داعية، وطلبت مرات عديدة من اتحاد المسلمين في فرنسا برئاسة الحاج تهامي إبريز أن يرسلوا داعية فرنسياً من أصول جزائرية إلى هناك، على أن تكفله بعض الهيئات في البلاد العربية، ولكن مع الأسف لم تحدث أية استجابة.
وأخيراً، فإن الجنسية الفرنسية ضرورية، لأن كاليدونيا الجديدة جزء من فرنسا، ومن الصعب على الجنسيات الأخرى الدخول والعمل... فهل من مستجيب

 


 خطاب مصالي الحاج سنة 1936-منقول

سادتي .إخواني.
باسم نجم إفريقيا أحييّكم تحية الأخوة، وأحمل إليكة تضامن مائتي ألف شمال إفريقي يقيمون في فرنسا. واحتراما للغتنا الوطنية اللغة العربية التي كلنا نعتز بها، ونعجب بها.. و أيضا تقديرا لنبل هذا الشعب الجزائري الشجاع الكريم، فقد أردت أن أعبر أمامكم بعد نفي دام اثني عشر سنة بلغتي الأم.
أنا سعيد وجد راض إذ أتمكن اليوم من عقد اتصال رسمي بكم، و أستغل الفرصة التي أتيحت لي كي أقول لكم بأني سعيد و متأثر بوجودي على أرض الأجداد، و لكي أقول لكم: كم أنا متألم في قرارة نفسي لابتعادي عن وطني منذ مدة.
إخواني الأعزاء.
باسم نجم شمال إفريقيا قدمت للمشاركة في هذا الاجتماع الكبير لكي أشرك منظمتنا في هذا المظاهراة الضخمة. إن نجم شمال إفريقيا و كفاحه الذي قاده منذ عشر سنوات دفاعا عن مصالح الشعب الجزائري، و مع ذلك فإني سأغتنم هذه الفرصة التي اجتمعتم فيها بكثرة، بل بالآلاف لكي أذكر لكم بعض التفاصيل عن الدور الذي لعبـه، ومن الواجب علي أن أقول بأن المعركة كانت صعبة و مريرة.
وتحت حكومات من أكثر الحكومات رجعية، و في الوقت الذي كان فيه الناس في بلادنا صامتين، و تحت حكم استثنائي كان نجم شمال لإفريقيا هو الوحيد الذي تجرّأ على رفع الصوت للاحتجاج ضد كل سوء استعمال للسلطة و الظلم و الإجحاف، و ليقول أمام العالم: إن الجزائر تمت.. وأنها بإرادة أبنائها تريد أن تعيش حرة و سعيدة. و هذه الجرأة هي التي جرّت على مناضلي النجم المشاق التي لا مثيل لها، كما جرّت عليهم أكثر أنواع الحقد عنصرية.
لا لأننا كنا بباريس مدينة ثورة 1489 كنا في حماية من القمع الذي أحدث تدميراته في الجانب، و في الجانب الآخر من حوض البحر الأبيض المتوسط..لقد كنا على استعداد حين علمنا بأن المظالم، و مساوئ الاستعمار تمارس فوق الأرض الجزائرية .. بمجرد أن علمنا أسمعنا الصوت المكبوت لشعب يصرخ و ينادي الإنسانية لإغاثته
لقد صدرت ضدنا أحكام بالسجن لمدة سنوات، مع التغريم بآلاف الفرنكات، و قد عرفنا النفي و التهجير، ولم يسلم أحد خلال هذا الكفاح .. و هناك أشخاص طردوا من معامل ” سيطروان” و”رونو”لأنهم أعضاء بنجم شمال إفريقيا.. هناك عاطلون حرموا من المنح المقررة للعاطلين عن العمل بسبب أنهم حضرو اجتماعات منظمتنا.
إخواني. أخواتي.
بما أنني لاحظت في هذا التجمع و جود النساء جئن ليسمعن صوت الشعب يجب أن أقول لكم بأننا إذا غادرنا بلدا بحثا – تحت أي مناخ – عن الخبز و الحرية التي حرمنا منها في بلدنا، فإننا و جدنا في باريس بلدية مختلطة يوجد على رأسها قايد بشوّاشه.
و حتى هذا اليوم، و تحت حكومة الجبهة الشعبية، مازلنا نتعرض لسلسلة من الإجراءات الخاصة و القوانين الاستثنائية في قلب باريس. وهي اجراءات و قوانين لا تستعمل إلا ضدنا نحن فقط. في قلب باريس..هناك مستشفى بوبيني، و هو مستشفى خاص بنوع من الأمراض يبعث إليه كل العرب، وكأن بهم جميعا جربا يعدي الإنسانية.. نحن في كل الظروف، و في كل الأحوال كافحنا من أجل الحرية، ومن أجل إخواننا المحرومين.
من أجل ذلك اتهمونا أكثر من مرة بكوننا شيوعيين، و هابيين، و عملاء ألمانيا، و عملاء موسكو، وغيرهما من البلدان، ونحن نقول لكم بأننا لم نكن عملاء لا لهؤلاء، و لا لأولئك، لأننا كنا و مازلنا و سنظل دائما عملاء لخدمة للشعب الجزائري..لقد عزمنا على تحمل كل التضحيات من أجل أن تكون الجزائر حرة و مزدهرة و متعلمة.
و نخبركم بأننا أيضا توجهنا إلى وزارة الداخلية، وقدمنا للسيد راؤول أوبو (RAOUL AUBAUD) نائب كاتب الدولة قائمتين بالمطالب، إحداهما تخص الجزائريين المقيمين في فرنسا، و الأخرى تخص الشعب الجزائري، ونخبركم أيضا بأننا علمنا و سررنا بانعقاد المؤتمر الذي انعقد في بداية جوان بالعاصمة، وقد أيدناه رغم ملاحظتنا عليه ضعفه و تسرّعه. و عند وصول الوفد الجزائري ( إلى باريس ) المنبثق عن المؤتمر، سارعنا إلى تحيته والاتصال به، و تبادل الآراء معه حول مشكل بلادنا. ورغم موافقتنا و تأييدنا، بل وتهنئتنا لمنظمي هذا المؤتمر الذي سيكون نقطة تحول في تاريخ الجزائر ، فإننا نقول لكم بصراحة بأنه يجب علينا اليوم أن نقدم لكم توضيحات نراها ضرورية بدون شك. نحن نوافق على المطالب العاجلة التي هي في الواقع متواضعة و شرعية، و التي نصّ عليها ميثاق مطالب المؤتمر الذي قدم على الحكومة الجبهة الشعبية، و إننا سنؤيدها بكل قوانا حتى نراها منجزة، رغم ضعفها، لأن المطالب الطفيفة قد تنفع في النقاط الهامة حين تساعد على التخفيف من هذه التعاسة الشعبية.
و هنا ألتزم باسم منظمتي و أمام الشيخ الجليل عبد الحميد بن باديس أن أعمل كل ما في وسعي لتأييد هذه المطالب،وخدمة القضية النبيلة التي ندافع عنها جميعا، لكنا نقول بصراحة و بشكل لا يقبل التراجع بأننا نتبرّأ من ميثاق المطالب بخصوص إلحاق بلادنا بفرنسا، وبخصوص التمثيل البرلماني. و الواقع، إن بلادنا اليوم ملحقة بفرنسا إداريا، وهي تابعة لسلطتها المركزية، ولكن هذا الإلحاق كان نتيجة غزو فظيع، تلاه احتلال عسكري يقوم اليوم على الفليق التاسع عشر . و الشعب لم يوافق عليه أبدا.
أما الإلحاق الذي نصّ عليه ميثاق المطالب فهو مطلوب إداريا باسم مؤتمر يقولون عنه إنه يمثل الشعب الجزائري . ومن ثمة فهناك فرق أساسي بين إلحاق لبلادنا حصل رغم إرادتنا ، و إلحاق إرادي مقبول عن طيب خاطر في المؤتمر الذي انعقد في السابع من جوان بالجزائر العاصمة ( مؤتمر مغلق لمدة ثلاث ساعات).
إننا أيضا أبناء الشعب الجزائري، و لن نقبل أبدا أن تكون بلادنا ملحقة ببلاد أخرى رغم إرادتها ، فنحن لا نستطيع مهما كانت الظروف أن نراهن على المستقبل الذي هو أمل الحرية الوطنية للشعب الجزائري .
إن هذا المستقبل يخص الجيل الصاعد. فهو و حده الذي يملك الحق في تقرير مصيره و قدره ونحن أيضا ضد التمثيل البرلماني لأسباب عديدة .إننا نؤيد إلغاء المجالس المالية ، ومنصب الوالي العام. ونقف مع إنشاء برلمان جزائري منتخب عن طريق الاقتراع العام بدون تمييز في العنصر أو في الدين.إن هذا البرلمان الوطني الجزائري الذي يتكون من عين المكان، سيعمل تحت مراقبة الشعب المباشرة، و من أجل الشعب. و نحن نعتقد من جهتنا بأن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي تسمح للشعب الجزائري بأن يعبر عن نفسه بحرية و بصراحة بعيدا عن كل الضغوط والمناورات الإدارية.
إنه لا يمكنني في هذا الوقت القصير أن أقول لهذا الشعب الكريم في الجزائر كل ما يجب أن أقوله، خاصة و أني تجاوزت الوقت الذي حددته لي اللجنة المحترمة، بينما يجب أن ألفت انتباهكم طالبا من إخواني أن يتفهموا و أن يفكروا و أن يتأملوا جيدا، و بدون طيش في مشكل بلدنا المطروح أمامكم. و رغم أني متعب و منهك من سفرة شاقة، لأني نزلت الآن من الباخرة، فإني لا أغادر المنصة قبل أن أعبر لكم عن فرحتي و تأثري بوجودي بينكم، فوق تراب وطني.
و أخيرا، قبل أن أختتم تدخلي، أشكر اللجنة المحترمة التي أتاحت لي التكلم من هذه المنصة. سمعت منذ هنيهة الخطباء الذين سبقوني بأنهم قوبلوا باحترام و حفاوة في فرنسا من طرف حكومة الجبهة الشعبية.. لا أناقش، و لا أقلل من قيمة الجو الذي دارت فيه هذه اللقاءات، لكني أقول بأن على الشعب الجزائري أن يكون يقظا. إنه لا يكفي أن يرسل وفدا، و أن يتقدم بمطالب، ثم ينخدع بالاستقبالات منتظرا أن تتحقق الأمور تلقائيا.
إخواني.. لا يجوز النوم على الأذنين ظنا بأن الأعمال كلها انتهت، بل هي الآن ابتدأت.
يجب أن تنتظموا.. أن تتوحدوا في منظماتكم لتكونوا أقوياء، و لتكونوا محترمين وليسمع صوتكم القوي وراء البحر الأبيض المتوسط. من أجل الحرية و من أجل نهضة الجزائر تجمعوا أفواجا حول تنظيمكم الوطني نجم شمال إفريقيا الذي سيدافع عنكم و يقودكم في طريق التحرّر.”
المصدر وزارة المجاهدين الجزائر



بومرزاق ومقاومة الفرنسيين في المدية
كان آخر بايات المدية الباي مصطفى بومرزاق 1819-1830 الذي امتاز بمقاومته الشديدة للمحتلين الفرنسيين وشارك في معركة اسطاوالي بشكل مستميت مع جيش قوي من قبائل المدية احتل الجنرال كلوزيل مدينة المدية لأول مرة في 21 نوفمبر 1830 بعدما استطاع التوغل في منطقة شفة بعد معركة موزايا التي كانت حاسمة فعلا وترك في مدينة المدية حامية فرنسية بقيادة ماريو، وعين مصطفى بن عمر بايا على التيطري، وفي 27 نوفمبر 1830 وقع هجوم عنيف على مدينة المدية من طرف بومرزاق ابن باي التيطري إلى جانب مساعده ابن زعموم وهو من مدينة صور الغزلان وجرت معركة دموية أمام أسوار المدينة كانت بمثابة ملحمة فعلا، وكاد يتم القضاء على الحامية الفرنسية نهائيا، لو لم يجمع مصطفى بن اعمر بعضا من أهالي مدينة المدية ويحملهم تحت الضغط والإكراه على مساعدة الفرنسيين وكانت عاقبة ذلك وخيمة، فقد كان من الصعب على الفرنسيين التمييز بين أعدائهم والموالين لهم لأنهم كانوا جميعا يرتدون البرنس، حيث اخذوا يطلقون النار دون أن يفرقوا بين أعدائهم وأصدقائهم حيث اختلط عليهم الحابل بالنابل فنتج عن ذلك اضطراب شديد في الصفوف وأحس بعض الأهالي الذين انضموا إلى الفرنسيين أنهم خدعوا، ولشدة هجوم بومرزاق (كان معظم جيشه من أهالي المدية المخلصين) انسحبت الحامية الفرنسية إلى مدينة الجزائر تجر ذيول الهزيمة.
وجدد الفرنسيون الحملة على مدينة المدية قادها الجنرال بيرتيزين عام 1831 وأصيب مواطنو المدية في أملاكهم أكثر مما أصيب غيرهم، وكانت هذه الحملة بمثابة عزوة نهب حرق فيها الفرنسيون ودمروا كل ما لم يستطيعوا أخذه، وعاد الجيش الفرنسي إلى الجزائر وهو يسوق أمامه عددا من القطعان المسروقة، وحاول السلطان المغربي مولاي عبد الرحمان أن يمد نفوذه على مدينتي المدية ومليانة بعدما احتل تلمسان حتى انه بعث ممثلين له عن مدينتي المدية ومليانة، ولكن تبعية هاتين البلدتين لم تدم طويل بسبب حملة الجنرال بيرتيزين الآنف ذكرها

 


مصحف ابن مراد
مصحف الجزائريين الأول
____________
_ عندما تنظر إليه وتقلب صفحاته الصفراء المتناثرة يتوقـف دوران الساعة ويعود بك الزمن إلى عشرات السنين ... إلـى يوم الناس هذا يتهافت الناس على نسخه القديمة ويدفعون فيها أغلى الأثمان وقلّما يوفقون في مبتغاهم لندرته وصعوبة التفريط فيه .
_ إنه مصحف رودوسي أو ابن مراد كما يسميه الجزائريون أول مصحف طبع في الجزائر واشتهر بينهم، وإن كان جيل الألفية لا يعرفه كما لا يعرف أشياء كثيرة جميلة عن بلده، حتى وإن عرف مصحف ابن مراد فقد يصعب عليه قراءته لتميّز خطّه الجميل واختلافه عن الخطّ الذي تعلمه في المدرسة .
_قصة هذا المصحف طويلة بدأت بفكرة لأخوين تركيين أصلا جزائريين دارا؛ رودوسي أحمد وقدور ، ورودوسي نسبة إلـى جزيرة رُودِس الواقعة ضمن جزر الأرخبيل التي فتحت مبكرا زمن سيدنا معـاوية رضي الله عنه وبقيت تحـت سلطان المسلمين حتى استولى عليها الإيطاليون مطلع القرن الماضي وهي اليوم ضمن الأراضي اليونانية .
_ كان الأخوان رودوسي شغوفين بالكتاب ومشتغلين به طباعة وبيعا ونشرا، مولعين بالسفر والترحال وبعد جولتهما التجارية وعودتهما إلى الجزائر ساءهم حال الكتاب في هذا البلد الذي أنهكه الإستدمار وحال بينه وبين كل أشكال العلم والمعرفة.
_إستحوذت فرنسا على المطابع واحتكرت الطباعة التي بدأت مبكرا في الجزائر سنة 1830 ... بينما كان الجزائريون بعد سنوات طويلة من هذا التاريخ يعتمدون على نسخ الكتاب باليد أو إدخاله خفية من مصر والشام .
_ كـان التحدي كبيرا ... إنشاء مطبعية عـربية فـي الجـزائر لتحفظ التراث الإسلامي والعربي المهدد من قبل الإستدمار الفرنسي الذي دمـّر الزوايـا والمسـاجد وأحـرق الكتـب والمخطوطات النادرة وهرّب بعضها إلى باريس؛ كلّل المشروع بالنجاح رغم الحاجز الكبير الذي يتمثل في فرنسا اللعينــة
ليسجل عام ( 1314ه/1895م) ميلاد أول مطبعة عـربية إسلامية في الجـزائر سميت بالمطبعة الثعالبية نسبة للولـي الصالح العلامة العلم شيخ المحروسة سـيدي عبد الرحمن الثعالبـي (ت 875 ه) صاحب العلوم الغزيرة والتصانـيف العديدة أشهرها الجواهر الحسان في تفسير القرآن والمطبوع في أربعة أجزاء .
_ لـم يكتـف الأخوان بطباعة الكتب بل أضافا مكتبة للبـيع والمطالعة بحي القصبة العتيق ليصبح المكان قبلة للعلمـاء والأدباء والباحثين خاصة وأن المطبعة كانت تأتي بالجديد شهريا .
_ المشروع الثاني للأخوين كان طباعة المصحف الشـريف كيف لا يكون مشروعا أو حلما والأمر يتعلق بكتـاب ربّ العالمين أفضل ما يتلى وما يقال وخير ما ينفق فيه المال تمّ الأمر وطبع المصحف الشريف ليكون ثاني مصحف يطبع بالمغرب العربي عام (1905م) بعد مصحف المغرب الأقصى الذي طبع على الحجر سنة (1879م) .
_ طبع المصحف برواية ورش عن نافع من طريق الأزرق وجزّئ إلى أربعة أجزاء في كل جزء ربع من القرآن الكريم ولكل ربع فهرسه الخاص وصفحته المزخرفة في بدايته وختم الربع الأخير بدعاء ختم القرآن الكريم ، أخذ هجاؤه من مورد الضمآن للخراز واتبع في عدّ آياته طريقة الكوفيين كما اعتمد على الوقف الهبطي وأضيفت له طريقة المغاربة فـي ضبط الأثمان والأرباع والأنصاص والأحزاب .
_ أما الخط المعتمد فهو المبسوط خطّ مغاربي جميل اعتنى به كثير من الطلبة وتعلموه وكتبوه في ألواحهم حتى صـار يعرف بخط ابن مراد ، والذي كتب هذا المصحف في نسخه الأولى بين ( 1905 و 1937 م ) هو الخطاط الشهير فـي العاصمة محمد السفطي رحمه الله ( 1861 _ 1946 م ) عمل وكيلا لمقبرة القطار ومؤذنا وحزّابا بمسجد سيدي رمضان بالقصبة التي كان له فيها محل يشتغل فيه بالخط وتسفير الكتب والنقش على الجلود .
_ في سنة 1931 كتب المصحف الثالث وطبع والجديد فيه كتابة رقم الآية في نهايتها عكس سابقيه وتم تصحيحه في الأزهر الشريف وصدرت طبعة أخرى سنة 1937 م لتـكون الأخيرة لأن فرنسا لعنها الله ضيقت على صاحب المطبعة ومنعته من نشر المصحف بعد أن رأت تهافت الناس علـى كتب المطبعة وخاصة المصحف الذي لم تعد تخلو منه بيوت الجزائريين وتجاوزت شهرته الحدود الجزائرية ليصل إلـى الشقيقتين تونس والمغرب، وحتى الدول الإفريقية صـار يتداول فيها مصحف ابن مراد .
_ بقيت دار لقمان على حالها إلى غاية 1971 ليكون الموعد مع آخر طبعة وهي المتداولة بكثرة اليوم والتي اطّلع عليها وصححها العلامة مفتي الجامع الأعظم شيخ الإقراء ومسند المقرئين محمد بابا عمر المالكي وخطيب الجامع الجديد الشيخ محمد يعقوبي والعلامة الفقيه محمد شارف رحمهم الله جميعـا .
بقلم: [ محمد أمين برحايل ]

 

vendredi 4 novembre 2022


الثمن كان باهض جدا🇩🇿🇩🇿🇩🇿الإخوة 6 الشهداء دمارجي 🇩🇿🇩🇿🇩🇿من المدية الولاية 4 التاريخية ( فضيل ومحمود وحسان وبن عيسى ) اعدموا معا رميا بالرصاص دفعة واحدة في مركز التعذيب المعمر أكير بلودي يوم 23 جوان 1957 والأخ الخامس عبد القادر دمارجي شارك في دوريات جلب السلاح من تونس لأكثر من أربع مرات ليستشهد سنة 1958 بالولاية 1 وتحديدا بالجبل الابيض بولاية خنشلة والأخ السادس المجاهد الشهيد على دمارجي الذي نجى من الاعدام بعدما تمكن من الفرار من مركز بحوش اكير بلودي وألتحق بعدها بجيش التحرير الوطني الولاية الرابعة الى غاية الاستقلال حيث اشتغل شرطي في بلدية المدية مسقط رأسه وتقاعد سنة 1986 ليغتال غدرا في بيته يوم 18 سبتمبر 1994 رحمهم الله جميعا وجمع شملهم في جنات الفردوس ونحسبهم عنده من الشهداء الأبرار


mardi 1 novembre 2022


بمجرد أن دخلت فرنسا إلى أرض وَطني قابلها شعبُنا بصُمودٍ و جهاد

كان فيها البَطلُ الوحيد هو الشَعب

كما هو مكتوب في هذا الجدار

في البداية تصدى الجزائريون للإحتلال بالمُقاومات الشعبية التي توَاصلت طيلة القرن 19 الى بداية القرن 20

كمُقاومة الأمير عبد القادر التي دامت 15 سنة و مقاومة أحمد باي و لالة فاطمة نسومر و بوعمامة….. و غيرها

لكن لأسف لم تنجح أمام العتاد الضخم و القوة الفرنسية مقارنة بالقوة و العتاد عند هؤلاء .

في 8 ماي 1945 هذا التاريخ الذي شهد على مجزرة من أبشع المجازر التي نفذتها فرنسا بدم بارد ، راح ضحيتها في 3 أيام أكثر من 45ألف شهيد ….. تخيل !

برغم من المأساة … و الألم …. و الدمار إلا أن هذا التاريخ فجر في داخل الجزائريين ثورةً و لهيبًا لم يُخمَد ، تيَقن فِيها هذا الشعب أن ما أُخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة

و بدأ بعد ذلك في التحضير للثورة التي صُنفت من أعظم الثورات في القرن العشرين

كان شِعارها " ارمُوا بالثورة الى الشَارعِ يحتَضِنها الشعب "

كان عَتادُها 400 قطعة سلاح و بعض القنابل التقليدية

كانت كلمتها سرية " خالد و عقبة "

كان تاريخها الفاتح من نوفمبر 1954 ( كمُلاحظة اختار الثوار هذا التاريخ لأنه كان عطلة الأسبوع بالنسبة للجيش الفرنسي و عيد احتفال للمَسيحين)

كانت ثورة موحدة شاملة ( شمالا جنوبا شرقا و غربا)

دامت 7 سنوات و راح ضحيتها المليون و نصف المليون شهيد

لكن نجحت و الحمد لله بعد كل هذا الدّمار💔

لأن أَبْطَالهَا لم يَقُومُوا بشيء سِوى أنهم عقدوا العزم أن تحيا الجزائر

نَعم شَهِدنا… لبُطولاتكم و… شَهِدنا لثَورتكم و… شَهِدنا لدِمَائِكم

شكرًا لكم و جَزائُكم عند الله في جَنة عرضُها السماوات و الأرض