mardi 29 décembre 2009

اصدار جديد في كتابات محمد بن شنب



بمناسبة مرور 140 سنة على ميلاد العلاّمة الدكتور محمد بن أبي شنب إبن مدينة المدية ، و بهدف إعادة إحياء الفكر الحداثي للعلامة و الحفاظ على التراث الوطني ، صدر هذا الشهر بالإضافة الى كتاب " كتابات محمد بن شنب " كتابين آخرين و هما:

1 – الكلمات التركية و الفارسية الباقية في العامية الجزائرية

صدر هذا الكتاب للمرة الأولى سنة 1922 بالجزائر ، و يعد رسالة الدكتوراه المكملة للشيخ بن شنب حيث يبقى هو الوحيد في هذا المجال الى اليوم من حيث الموضوع و النوعية. حيث يعد كجسر بين الماضي و الحاضر بطريقة مباشرة و غير مباشرة للقيم المكونة للشخصية الثقافية للجزائري الآن.

يحتوي الكتاب على أكثر من 600 كلمة تركية و فارسية لا تزال مستعملة في العامية الجزائرية.

حيث جمعت من مصادر مختلفة و رتّبت ترتيبا أبجديا وشرحت الى اللغة الفرنسية .

تخص هذه الكلمات مختلف مجالات الحياة اليومية كاللباس، الغذاء ومختلف المهن و الأدوات و حتى الألفاظ العسكرية و البحرية.

الكتاب من الحجم المتوسط ،96 صفحة ،من تقديم الدكتور الهادي بن شنب .

نشر'' دار فليتس للنشر'' المدية .

2 – تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب

يتناول الكتاب في مدخله تعريف شامل لعلم العروض ثم تحديد مفهوم الشعر، كما يعرف القصيدة ليصل إلى تركيب البيت الشعري و يختمه ببحور الشعر السبعة.

يمتاز هذا الكتاب بالبساطة في الطرح مع الذكاء في تناول بعض الآراء التي قام حولها الجدل .

لا تمر مناسبة يتحدث فيها الشيخ عبد الرحمن جيلالي عن الشيخ بن شنب إلا و يتكلم عن "تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب . حيث قال فيه " هو كتاب فريد في بابه و حيد في فنه ،لم يؤلف مثله من حيث الجمع و الإتقان و الضبط مع و فرة المادة و كثرة الأمثلة".

كتاب موجه لكل من الطلبة و الاساتذة و الباحثين لتسهيل دراسة الشعر و علم العروض و أوزان الشعر العقدة ، حيث يمتاز بالوضوح و المنهجية.

الكتاب من الحجم المتوسط ،160 صفحة ،من تقديم الدكتور محمد زوقاي.

ونشر'' دار فليتس للنشر'' المدية.

jeudi 17 décembre 2009

الامير عبد القادر


المولد والنشأة

يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.
هو عبد القادر بن محي الدين بن مصطفى أشتهر باسم الأمير عبد القادر الجزائري .ولد يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/1807م بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر، وترعرع في كنف والديه حيث حظي بالعناية والرعاية .

2- المراحل

مرحلة النشأة والتكوين :1807-1832:،حيث تمثل السنة الأولى ميلاده بينما ترمز الثانية الى توليه إمارة الجهاد. قضى هذه المرحلة في طلب العلم سواء في مسقط رأسه بالقيطنة أين حفظ القرآن الكريم أو في آرزيو ووهران حيث تتلمذ على عدد من شيوخ المنطقة وأخذ عنهم مبادئ العلوم الشرعية واللغوية و التاريخ والشعر،فصقلت ملكاته الأدبية والفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وفي عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبد القـــادر، سافر عبد القادر مع أبيه إلى البقاع المقدسة عبر تونس ،ثم انتقل بحرا إلى الاسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالم التاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين. ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتك بعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلا إلى القيطنة بسهل غريس في الغرب الجزائري .
المرحلة الثانية :1831 -1847
وهي المرحلة التي ميزت حياة الأمير عن بقية المراحل الأخرى لما عرفتــه من أحداث جسام وإنجازات وظف فيها قدراته العلمية وحنكته السياسية والعسكرية فلم تشغله المقاومة- رغم الظرف العصيب -عن وضع ركائز و معالم الدولة الحديثة لما رآه من تكامل بينهما .
فبعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفع بشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقع الاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر ،لما كان يتسم به من ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831- كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوار مدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين - اعتذر الشيخ محي الدين لكبر سنه و بعد الحاح من العلماء و شيوخ المنطقة رشح ابنه عبد القادر قائلا: …ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصوم و مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه ،ولا تعتقدوا أني فديت به نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبت أخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه به أشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به…".رحب الجميع بهذا العرض ،وفي 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارة وأطلق عليه لقب ناصر الدين، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.
في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــة و ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراته العسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاج سياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق . أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلا بإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلى المواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكر في البلاد كافة.فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى، و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيف مع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية أهمها معركة المقطع التي أطاحت بالجنرال تريزيل و الحاكم العام ديرليون من منصبيهما.
أما سياسيا فقد افتك من العدو الاعتراف به ،والتعامل معه من موقع سيادة يستشف ذلك من معاهدتي ديميشال 26 فبراير 1834، والتافنة في 30 ماي 1837.إلا أن تغيرت موازين القوى، داخليا وإقليميا أثر سلبا على مجريات مقاومة الأمير فلم يعد ينازل الفرنسيين فحسب بل انشغل أيضا بأولئك الذين قصرت أنظارهم، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..."
كان لهذه السياسة أثرها الواضح في تراجع قوة الأمير، لاسيما بعد أن فقد قواعده الخلفية في المغرب الأقصى، بعد أن ضيق عليه مولاي عبد الرحمن سلطان المغرب الخناق متحججا بالتزامه بنصوص معاهدة "لالا مغنية" وأمر جنده بمطاردة الأمير وأتباعه بما فيه القبائل التي فرت إلى المغرب من بطش جيش الإحتلال.
مرحلة المعاناة والعمل الإنساني : 1848 - 1883
تبدأ هذه المرحلة من استسلام الأمير عبد القادر إلى غاية وفاته. ففي 23 ديسمبر 1847 سلّم نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسير بشروطه،ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندرية أو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسين، ولكن أمله خاب ولم يف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحة الوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لو كنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضي الأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتمل عدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" PAU في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقل إلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 ، وهي السنة التي أطلق فيها نابليون الثالث صراحه.
استقر الأمير في استانبول ، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاري و وقف في جامع آيا صوفيا، الا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصة لتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبق فيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حين لآخر ،فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني وفيها تفرغ للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير. وأهم المواقف الإنسانية التي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام عام 1860. و تحول الأمير إلى شخصية عالمية تحظى بالتقدير و الاحترام في كل مكان يذهب إليه حيث دعي لحضور احتفال تدشين قناة السويس عام 1869. توفي يوم 26 ماي 1883 في دمر ضواحي دمشق عن عمر يناهز 76 سنة، دفن بجوار ضريح الشيخ محي الدين بن عربي الأندلسي، نقل جثمانه إلى الجزائر في عام 1966.
من مؤلفاته :
1/
ذكرى العاقل وتنبيه الغافل.
2/
المقراض الحاد (لقطع اللسان منتقص دين الإسلام بالباطل والإلحاد.
3/
مذكرات الأمير عبد القادر.
4/
المواقف في التصوف والوعظ والإرشاد

vendredi 4 décembre 2009

المدية بعد 1830 :


كانت المدن الجزائرية منذ القرن 18م في انحطاط مستمر ، فقدت نشاطها وحضارتها وخلت من عدد كبير من سكانها ، فالجزائر مثلا كانت من أعظم الأمصار في القرن 17 (100000) نسمة ولم يبق فيها إلا 30 ألف نسمة حوالي سنة 1830م ، وافتقرت وهران واقفرت من أهلها وأصبح هؤلاء 900 ن . وكذلك شأن تلمسان منذ استيلاء الأتراك عليها (155) ، أما المدية فإنها مع قلة عدد سكانها (يتراوحون بين 400 و500 ن) فقد حافظت على أهميتها وعلى دورها السياسي والإقتصادي ، فهي عاصمة بايلك التطري ، وهي قاعدة عدد كبير من الأتراك والكلغان ، وهي في طريق تجاري بين الجنوب والشمال .

الحملة الفرنسية الأولى على المدية :

من نتائج ثورة جوليت 1830 في فرنسا أن جيشها هنا أصبح يشعر بعدم مبالاة القادة والساسة بشؤونه وأصبح الجزائريون بعد سقوط شارل العاشر (charles X) يتوقعون انسحاب الفرنسيين من أرضهم ، وتساءل الجنود ما فائدة احتلال الجزائر العاصمة وحدها .

وعين كلوزيل clauzel في سبتمبر 1830 إلى فيفري 1831م ، فكانت سياسته ترمي إلى أهداف ثلاثة :

*بقاء الفرنسيين في الجزائر العاصمة.

*إنشاء إدارة فرنسية للأماكن المحتلة.

*التوغل داخل البلاد حتى يكون للمعمرين قواعد ثابتة لا ينازعهم فيها أحد ، لاسيما وأن الرأي العام الجزائري بدأ يميل ألى المقاومة مثلا :

استمال بومزراق الأتراك ،وهاجم ابنه القوافل الفرنسية عدة مرات.

وهاهو بن مزمون قائد فليسة يعلن عن عدم رضوخه للفرنسيين.

فقرر كلوزيل clauzel حملة على المدية (التي هي في نفس الوقت حملة استطلاع) ، لماذا ؟ ليتخلى المسلمون عن كل أمل في انسحاب فرنسا من الجزائر ولرفع معنوية الجيوش ولمعاقبة باي المدية الذي كان في نظرهم رمز المقاومة ، وأخيرا لأن المدية تحكم مع البرواقية طريق الجنوب ،فخرج الفرنسيس من الجزائر في 17/11/1830 في 10000 جندي ودخلوا البليدة ونهبوها نهبا وكانت المقاومة شديدة ، ثم استولوا على ثنية مُزايا Mouzai ثم دخلوا المدية في 22/11/1830 فعزلوا بومزراق وعينوا بايا آخر هو مصطفى بن الحاج عمر ، ثم عادوا إلى الجزائر .

وكان سلطان المغرب مولاي عبد الرحمان قد احتل تلمسان وجعل على رأسها مولاي علي ،إلا أن الأهالي ثاروا على السلطان وطردوا ممثله فبعث مولاي عبد الرحمان قائدين للدوائر كانا معتقلين بفاس فجمعا جيوشا ونصبا ممثلين للسلطان العلوي ، أحدهما في مليانة والآخر في المدية ، ولم يطل نفوذ السلطان هنا وعاد برتوزين Berthezene إلى المدية ودخلها في 29 جوان 1831م.

عهد الأمير عبد القادر:

كان الأمير بعد تأهبه للمعركة (بعد 1834) يفكر في ضرورة توسيع دولته من الناحية الشرقية بضم التطري والمدية وبالاستيلاء على مليانة حتى يتمكن من محاربة الأجانب .

ففي 1835 دخل مليانة ونصب أخاه الحاج محي الدين الصغير على رأسها ثم فكر في المدية وكان عالما بأهميتها الجغرافية والاستراتيجية (هي في طريق الجزائر والجنوب وهي قاعدة ستنطلق منها غارات على النواحي الشرقية ، وهي حصن يحمي الناحية الغربية) .وكانت نواحي المدية خاضعة لنفوذ ولي من أولياء درقاوة هو :

الحاج موسى الدرقاوي : الذي أعلن الجهاد على النصارى فقدم الى المدية في أفريل 1835 وطلب من سكانها أن يسلموا له يهود المدية وأباضييها فامتنع السكان ، ثم صالحوا هذا الشيخ وسمحوا له بدخول المدية ومنها انطلق على حماره لقتال الفرنسيس (فسمي "بوحمار") ولم يرض الأمير بغيره ليتزعم الجهاد ، ونزل عبد القادر من مليانة في 20 أفريل 1835م واصطدم بالحاج موسى في حوش عمورة على 12 كيلومتر من لربعة بني جندل ، وانهزم الحاج موسى فمكنه هذا النصر من فتح المدية وعين خليفة له بها :محمد بن عيسى البركاني ، وأعدم أنصار الحاج موسى ثم عاد إلى معسكر ، وقبل مغادرته المدية استقبل الأمير مبعوثا فرنسيا وهو القبطان Capitaine St Hippolyte الذي جاء ليهنئه ويسلمه بعض الهدايا .

وتعكر الجو بينه وبين الفرنسيس فكان الأمير يغزو القبائل المبايعة لفرنسا وكان كلوزيل clauzel يغزو القبائل المناصرة لعبد القادر وهكذا عاد كلوزيل مرة أخرى إلى المدية في مارس 1836 ليفرض على السكان الباي "محمد بن حسين" الذي عينته السلطة الفرنسية ، فكان رد فعل الأمي سريعا فهاجم أنصاره المدية واستولوا على المدينة وبعثوا الباي إلى وجدة حيث قتل ، لكن في 7 أفريل 1836 دخل دي ميشال Desmichelas المدية من جديد .

وتطور الوضع شيئا فشيئا وعاد الأمير إلى وادي شلف سنة 1837 ، ثم إلى المدية وألقى القبض على 80 من الكرغلان ، وبعث بهم إلى مليانة ، وفي أثناء إقامته بالمدية ، استقبل الأمير أعيان البليدة ثم نصب بعد ذلك أخاه "الحاج مصطفى" خليفة له على المدية .

ثم زحف أول ديسمبر 1837 إلى أولاد المختار جنوب المدية ، وكان يوجد بهم رجل يدعى "الحاج عبد الله " أتى من المغرب الأقصى وتنبأ وادعى أنه المهدي ، فوقع هذا في قبضة الأمير ، فبعثه إلى سلطان المغرب الذي كان في طلبه ، ولكن خصوم الأمير مثل الدواير والعبيد وناخة وأولاد نايل وأولاد المختار ، لا زالوا يتربصون الفرص واضطر الأمير إلى غزو زناجة جنوب بوغار مدو 3 أيام حتى النصر ، وفي المدية توجه الأمير لمحاربة الزواتنة وهم كرغلان نزلوا وادي الزيتون غرب يسر ثم عاد إلى المدية ، وبهذا استقبل مبعوث الوالي فالي valée لمباحثة موضوع معاهدة تافنة ، كما استقبل بها "الحاج عيسى الأغواطي" فعينه خليفة على الأغواط ، وكان كلاهما ضد زاوية التيجانيّة عين ماضي ، قبل نهوضه لمحاربة الشيخ التيجاني ، بعث الأمير كرغلان المدية إلى تاقدمت وكان بتوقع فيهم الميل إلى فرنسا ، وفي طريقه إلى عين ماضي ، اختط حصن تازا في الجنوب الغربي للمدية .

وعندما دخلت حكومة الامير في عصرها الذهبي وبلغت سلطته أقصى ما عرفه ، قرر أن تكون المدية مقر الخليفة ، وعين "البَرْكاني" فيها ، وأصبحت المدية مع تلمسان ومعسكر ومليانة ، عبارة عن جبهة تساير الساحل ، وتقف في وجه العدو . وفي نوفمبر 1839 رجع عبد القادر إلى المدية ليستأنف الحرب ، فكانت المدينة عاصمة دولته ، فتوجه إليها الأعيان والأنصار ، ونشبت الحرب ولعب خليفة مليانة (وهو بن علال ولد سيدي علي مبارك ) وخليفة المدية (وهو البَركاني) دورا هاما مثل تعطيل مواصلات العدو ، وقطع الماء على معسكر والبليدة .

الاحتلال الفرنسي للمدية :

قرر الوالي العام فالي valée احتلال المدية وليانة ، فدخل عاصمة التيطري في 17 ماي 1940 ، فوجدها خالية من أهلها الذين كانوا قد غادروها فعززها وحصنها ، وترك بها حامة بقيادة الجنرال "دو فيفي" Duvivier ، إلى أن قدم إليها "بوجو" Bugeaud في 1 أفريل 1841 ، ففر البَركاني إلى الجنوب بعد ما خانه أعوانه وفارقه جنوده (إلى ضواحي شرشال) وفي 1842 الدائرة العسكري بالمدية التي كلفت بالقبض على "زمالة الأمير " (تلك العاصمة المتنقلة في الجنوب) .

ثم كان دخول المعمرين إلى المدية وضواحيها ( في 1847 بلغ عددهم 2322 ن) وأصبحت المدية بعد 1850 تحت الحكم المدني ، فكان يتصرف بشؤونها مندوب مدني ، وبدأت الجاليات الزراعية تنزل بضواحي المدية كـ لودي lodi ودميات Damiette في جانفي 1853 ، وبسطت السلطات الفرنسية نفوذها شيئا فشيئا ، وهكذا قررت في جوان 1854 أن تكون المدية بلدية على رأسها شيخ منتخب ، كما قررت إحداث نيابة العمالة في 1858 ، واستمر عهد الاحتلال .

mercredi 11 novembre 2009

تاريخ مدينة المدية






مدينة جنوب الجزائر 85 كلم، تقع على سهول متيجة، عاصمة منطقة التيطري.
يبدأ تاريخ المدينة مع الرومان، دلت الحفريات على وجود المدينة الرومانية الت يكانت تسمى مديكس، بالقرب من الموقع الحالي للمدينة. مرت المدينة بعدها بفترة مجهولة رغمة كونها محطة مهمة على الطريق الرباط بين جهتي الشرق و الغرب في شمال إفريقية.
أعاد الزيريون بنائها -بلكين بن زيري - ح 950 م. مع مدينتي مليانة و الجزائر على أنقاض المدينة القديمة. و أخذت اسمها المدية من إحدى قبائل صنهاجة الضاربة بالمنطقة ؟؟؟؟
أعاد السلطان يوسف بن تاشفين ح 1155 م. بناء الساقية التي أنشأها الرومان. ابتداءا من القرن الثالث عشر خضعت المدية و ماحولها لسيطرة قبيلة أولاد منديل المغراوية. سنة 1289 م. تمكن السلطان الزياني عثمان بن يغمراسن من الإستيلاء على الورشنيس و ضرب حصار على المدينة التي كانت سيطرة أولاد عزيز من أبناء توجين ثن استولى عليها.
سنة 1303 م. سقطت المدينة في يدي السلطان المريني أبو يحي، و بني بها القلعة المشهورة. عادت المدينة سنة 1366 م. لبستردها أبو زيان سلطان بني عبد الواد.
بدأت المدينة عهدا جديدا مع قدوم الأتراك و إنشاء إيالة الجزائر. قسم حسان باشا البلاد إلى ثلاث مناطق و جعل المدية عاصمة بايليك التيطري في الوسط. و عين أول باي للمنطقة سنة 1547 م. بعد دخول الفرنسيين المنطقة جرت محاولات أولى للتوغل إلى المنطقة بقيادة دامريمون، إلا أن الباي بومرزاق أحبطها و دفع بالقرات إلى التراجع حتى الساحل.
عبئت حملة ثانية في نوفمبر 1830 م. قوامها سبعة آلاف رجل بقيادة الماريشال كلوزيل. و بعد اجتيازه موزاية دخل في معارك مع قوات الباي، استطاع بعدها أن يرغم الباي بومرزاق على الإستسلام. و أخيرا دخلت القوات الفرنسية المدية في 21 الشهر ثم عين المارشيل على المدية الباي عمر من قبله. مع قدوم جنرال جديد على رأس القوات الفرنسية عين هذا الأخير الباي محمد بن حسين من قبله بعد خلعه الباي السابق و اقتياده إلى الجزائر.
سنة 1836 م. استولى قائد الأمير عبد القادر في المنطقة على المدية. دخلت المدينة في دولة الأمير بعد معاهدة التافنة 1837 م. بقيت المدينة مركزا للمقاومة حتي تاريخ سنة 1840 م. تاريخ دخول الفرنيين المدينة مجدداً.

vendredi 6 novembre 2009

الحملة الفرنسية على الجزائر 1830م

المبحث الأول: أسباب الحملة الفرنسية على المدينة.
قبل البدء في الحديث عن أسباب الحملة الفرنسية على مدينة الجزائر يجب
علينا أن نشير إلى أمر بالغ الأهمية، وهو أن الحملة ترعرعت في أذهان الملوك الفرنسي ابتدءا من "هنري الرابع" مرورا ب "لويس 14" و "نابوليون"، لقد كانوا جميعا يرغبون في تأسيس إمبراطورية استعمارية مترامية الأطراف ، وهذا ما يفسر الإصرار الكبير ل"نابوليون" لاحتلال الجزائر لما أوفد جاسوسه "بوتان" عام 1808م بمهمة التجسس قصدا إعداد تقرير لتحضير الترتيبات لاحتلال الجزائر، وتمكن هذا الأخير من تقديم دراسة راقية، حيث تكمن بدقة من معرفة وضع الداي وقوة الجيش العثماني .
أ- السبب المباشر
:
جل المؤرخين الأوربيين يتخذون من حادثة المروحة سنة 1827م، السبب المباشر
الرئيسي لاحتلال فرنسا للجزائر، وقبل الحديث عن هذه الواقعة، نحاول العودة قليلا إلى الوراء لمعرفة هذه الحادثة والتي أدت إلى القطيعة التامة بين الطرفين.
يعود سبب القطيعة إلى مسألة القمح التي ظلت مفتوحة ومعلقة لعدة سنوات،
وبدأت تظهر سوء نية فرنسا اتجاه الجزائر بعد أن ساعدتها في الأوقات الحرجة وقد سمحت التجارة الخارجية للمدينة خاصة تجارة القمح التي كانت بيد التاجرين اليهود يين "بيكري" و "بوشناق" الذين استغلوا فرصة حصار انجلترا لفرنسا، وأرسلوا كميات كبيرة من القمح إلى فرنسا ، وباعوها بخمسة فرنكات للكيلة الواحدة التي لم تكلفهم سوى أربعة فرنكات، وهكذا تحصلوا من نلك الشحنات على ثلاث ملايين وسبعمائة وخمسين ألف فرنك، هكذا أصبح ثمن القمح دينا بين الداي والحكومة الفرنسية ،أعلن "بكري" و "بوشناق" سنة 1800 م أن الديون بلغت 07 ملايين من الفرنكات، وقد نجح اليهوديان في إقناع فرنسا على تسديد قسط من الديون، وتدخل "تاليران" وزير الخارجية الفرنسي فدفعت قسطا لليهوديين سنة 1819م قيمته 7 ملايين فرنك ، ولذلك قال "بوخوص" في "تاليران" ما يلي: «لو لم يكن الأعرج، وهو يشير إلى تاليران ملك يدي ما كانت استطيع أن افعل شيء في باريس ». وهكذا هذه الصفقة الغادرة في خسارة الطرفين أموالا طائلة .
وقد وافق الداي حسين على هذه التسوية في أمل تسديد فرنسا لهذا الدين في
اقرب وقت، لكن فرنسا تناست حقوق الداي، ففي ماي 1820م أعلن الداي ما يلي: «ان الحكومة الفرنسية قد نفذت جميع التزاماتها بعد انتفاضة أكتوبر 1819م » . ولم يكن للداي أي شيء من بطء هذه الإجراءات، فقد اتضح للداي حسين أن هناك مؤامرة كان القنصل "ديفال" طرفا فيها، ورأسها في باريس هو "تاليران"، اخذ الداي يرسل إلى الحكومة الفرنسية عدة رسائل يشكو فيها قائلا: « استطيع رد هذا المبلغ إلى فرنسا في مدة أربع وعشرين ساعة في حالة ما ذا كان أحد رعايا مدنيا لملك فرنسا» . واصل الداي إرسال البرقيات لكن دون جدوى وهذا ما دفع بالداي إلى فقدان صبره لعدم تلقيه أجوبة من الحكومة الفرنسية.
وبمناسبة عيد الفطر من عام 1243ه الموافقة ل 1828م جاء السيد "ديفال" عشية
يوم العيد ليؤدي زيارته كما جرت العادة فاخبره الداي عن الرسائل التي بعث بها إلى ملك فرنسا في شأن أداء الدين بقي في ذمته الدولة الفرنسية في خصوص قضية بكري وبوشناق.
كان جواب القنصل في منتهى الوقاحة فقال له: « إن حكومتي لا تتنازل لإجابة
رجل مثلكم» أراد القنصل من كلامه هذا استفزاز وتحقير الداي، وهذا ما أكده القنصل الأمريكي "وليام شالر" الذي كان من بين الحاضرين، ويؤكد أن القنصل تعمد الوقاحة وافتزاز الداي لاستدراجه لإهانته وهذا ما مس كرامته الداي لدرجة انه لم يتمالك نفسه من الغضب وضربه بمروحيته "منشة الذباب" كانت بيده على وجهه، وهذا ما يؤكده السيد "بوتان" في قوله :« ضرب الداي حسين السيد "ديفال" إلى وجهه بمروحية من ريش النعام» وهناك رواية أخرى تقول أن الضرب لم يقع أصلا، ولكن الداي قام بتهديد القنصل بالضرب .
قام القنصل بتضخيم الأمر وخبر ملكه بما جري، فجاءه أمر أن يغادر الجزائر فغادرها معه الفرنسيين المقيمين في مدينة الجزائر

هذا هو السبب الظاهر للعيان، والذي اتخذته فرنسا كذريعة لاحتلال الجزائر
تحت غطاء استرجاع كرامتها، لكن نحن من واجبنا أن نبحث في الأسباب الحقيقية للاحتلال
ب- الأسباب الحقيقة للاحتلال
:
الأسباب السياسية
:
تتمثل في اعتبار حكومة الرياس في الجزائر تابعة للإمبراطورية العثمانية
التي بدأت تناهز والدول الأوربية تتهيأ للاستيلاء على الأراضي التابعة لها، وخاصة أن الفرنسيين كانوا يعتقدون أنهم سيحصلون على غنيمة تقدر ب 150 مليون فرنك توجد بخزينة الداي كما أن شارل العاشر ملك فرنسا كان يرغب في خلق تعاون وثيق مع روسيا في حوض البحر المتوسط حتى يتغلب على الهيمنة البريطانية في هذا البحر والتمركز في ميناء مدينة الجزائر الذي كان يعتبر في نظر الملك الفرنسي تابعا لامبراطورية العثمانية المنهارة . ثم إن في عام 1827م وجد شارل العاشر
معارضة داخل مجلس النواب تسبب في مشاكل كبيرة له، وكادوا أن يطيحوا به،
ولتحويل أنظار الفرنسيين إلى الخارج اتخذ "شارل العاشر" الجملة على مدينة الجزائر وسيلة لحل مشاكله وإسكات المعارضة ويكسب رضا الشعب الفرنسي، وقد اعترف الملك شارل العاشر في قوله: « انه لشيء جميل أن نتقدم إلى برلمان ومفاتيح مدينة الجزائر بيدنا» .
الأسباب العسكرية
:
أن انهزام الجيش الفرنسي في أوربا وفشله في احتلال مصر والانسحاب منها حتى
ضربات لقنوات الانجليزية في سنة 1801م، قد دفع بنابوليون بونابرت أن يبعث بأحد ضباطه إلى الجزائر في الفترة الممتدة من 24 ماي إلى 17 جويلية 1808م لكي يضع له خطة عسكرية تسمح له بإقامة محميات فرنسية في شمال إفريقيا تمتد من المغرب الأقصى إلى مصر، وفي عام 1809م قام هذا الضابط العسكري "بوتان" بتسليم المخطط العسكري لاحتلال مدينة الجزائر إلى نابوليون واقترح أن تحتل المدينة عن طريق البر، وعند انهزام نابوليون في معركة واترلو سنة 1815 وتحالف الدول الكبرى ضد الجيش الفرنسي في أوربا شعر ملك فرنسا انه من الأفضل أن يعتمد على سياسة التوسع في شمال إفريقيا ويعمل على انشغال الجيش بمسائل حيوية تتمثل في احتلال مدينة الجزائر وتحقيق انتصار باهر هناك، وبالتالي يتخلص الملك من إمكانية قيام الجيش بانقلاب ضده في فرنسا .

الأسباب الاقتصادية
:
كانت أوربا بسبب ازدهارها تشعر بالحالة إلى التوسع واستغلال الآخرين من
وراء البحار، هذا التنافس عجل بعزم فرنسا على احتلال المدينة ومن تم التوسع على باقي الأقطار والاستئثار بخيراتها ، فقبل الحملة بقليل سنة 1827م، كتب وزير الحربية الفرنسي "كليرمون تاليران" تقريرا عن الأوضاع العامة في الجزائر و خصص بالذات مدينة الجزائر حيث قال: "توجد مراسي عديدة على السواحل، يعتبر الاستيلاء عليها فائدة كبيرة...، وتوجد في شواطئها ملاحات غنية، والى كل هذا توجد الكنوز المكدسة في
قصر الداي وهي تقدر بأكثر من خمسون مليون فرنك
"
فالجوانب الاقتصادية كانت حافزا قويا في إقدام فرنسا على احتلال المدينة،
فكانت تطمح في خيراتها والبحث عن أسواق جديدة لترويج منتجاتها
الأسباب الدينية
:
في الحقيقة أن الصراع الذي كان قائما بين الدول المسيحية الأوربية والدول
العثمانية الإسلامية قد انعكس على المسلمين بمدينة الجزائر لأن الأسطول الجزائري يعتبر في نظر الدول الأوربية امتداد للأسطول العثماني، قد دفع بالدول المسيحية في أوربا أن تتعاون فيما بينها لضرب المسلمين بمدينة الجزائر واستانبول، وقد كان المسيحيون يتهمون الجزائريين بأنهم كانوا يقومون بالقرصنة في عرض البحر الأبيض المتوسط، وسجن المسيحيين الذين يعملون في السفن إلى أن تدفع دولهم عنهم الفدية .
وتظهر النية المبنية من طرف فرنسا المسيحية لاحتلال مدينة الجزائر المسلمة
في التقرير الذي رفعه السيد "كلير مون" وزير الحربية الفرنسية إلى مجلس الوزراء الفرنسيين المؤرخ في 14 أكتوبر 1827م والذي قال فيه: "انه من الممكن ولو بمضي الوقت أن يكون لنا الشرف في أن نمدنهم وذك بجعلهم مسيحيين"، و نفس الاستنتاج نستخلصه من خطاب الملك الفرنسي شارل العاشر الذي أعلن أمام الجمعية الوطنية الفرنسية يوم 02 مارس 1830م بان "التعويض الهائل الذي أريد الحصول عليه وأنا اثأر لشرف فرنسا، سيتحول بمعونة الله لفائدة المسيحية" ومن ثمة فإن الحملة العسكرية على مدينة الجزائر ونجاحها يعتبر انتصارا للمسيحية، وهي استمرار للحروب الصليبية .
ومنها اختلفت الأسباب والذرائع يتبين لنا أن فرنسا كانت لها عزيمة قوية
لاحتلال الجزائر، فأعدت العدة، وحسبت لكل شيء وعندما تهيأت الظروف كانت الحملة على المدينة لتتوسع لتشمل كل البلاد الجزائرية.
المبحث الثاني: مراحل الحملة على المدينة
.
أ- الحصار البحري (1827م-1830م
).
اتخذت فرنسا من حادثة المروحة ذريعة لاحتلال الجزائر، هكذا أصبحت الظروف
مناسبة لتطوير الأزمة، ورغم أن الداي أكد لبعض المقيمين بالجزائر انه لم يقصد إهانة فرنسا، وانه مستعد للاعتذار عن الغضب، إلا أن القنصل زاد الأوضاع تعقيدا فبمجرد وصوله إلى باريس جهزت فرنسا أساطيلها وبعثتها إلى المدينة تحت قيادة الأميرال "كوليت" يطالب الداي من وجوب تقديم اعتذار لقنصلها العام "ديفال" وكان الإنذار الذي قدمته فرنسا للجزائر بواسطة قنصل "ساردينيا" "دات لي" الذي أصبح يرعى المصالح الفرنسية بالمنطقة وتضمن الإنذار ما يلي:
1-
على كبار شخصيات الجزائر التوجه إلى السفينة وتقديم اعتذار إلى قنصلها
.
2-
عند إعطاء الإشارة يجب رفع العلم الفرنسي فوق القصر وجميع أبراج وحصون المدينة
.
3-
يمنع مصادرة الأموال العائدة إلى فرنسا وسفن الدول الصديقة
.
4-
لا يحق للقراصنة تفتيش السفن التي تحمل العلم الفرنسي
.
5-
على الداي الاعتراف بالامتيازات القائمة بين فرنسا والدولة العثمانية وتطبيق الامتيازات
.
وأعطيت للداي مهلة 24 ساعة لتنفيذ هذه الشروط، إلا انه رفض الصلح واعتبر
هذه الشروط إذلالا له ولحكومته بالمدينة ، ويقول في هذا الصدد ابن أبي الضياف: "لكن الداي حسين رفض الصلح، رغم أن بطانته كاملة، نصحته بوجوب الصلح لكنه رفض" .واشتد رفض الداي من خلال قوله: "لا نجعل الصلح بيني وبينكم فضلا على أن
أعطيكم رجلا من عندي" وأمام هذا الرفض هدد الداي بأنه سيفرض حصارا بحريا ،
فقامت السفن الفرنسية بالإقلاع من المياه الجزائرية من شهر جوان 1827م ومعها القنصل، وبعض الفرنسيين المقيمين بالجزائر بينما بقيت بعض السفن لمحاصرة شواطئ المدينة .
شرع في تطبيق الحصار في 15 جوان 1827م ، وكرد فعل الداي حسين علي هذا
الحصار انه أمر في هدم المؤسسات الفرنسية في القالة وعنابة وكان ذك في 26 جوان 1827م، ومهمة الحصار كانت سهلة لأنه لسوء الحظ كانت معظم وحدات أسطول البحري الجزائري في اليونان تشارك إلى جانب الدولة العثمانية في "معركة نافارين" في أكتوبر 1827 إذ لم تستطع السفن المتبقية أن تواجه الحصار.
وللعلم فإن فرنسا لم تكتفي فقط بهذا الحصار بل أقدم سفيرها في استانبول
"فيومينو" « guiffominot » على تقديمه للمذكرة المترجمة التي سلمها لرئيس الكتاب العثماني في 2 أوت 1827م، يطالب من خلالها الحكومة العثمانية على وجوب تدخلها لتأديب الداي حسين، ولقد جاء فيها: "وحيث أن الداي زاد من تعدياته السابقة بتحقير قنصل فرنسا بالجزائر، فإن جناب ملك فرنسا اضطر لطلب ترضية عالمية مهددا بإعلان الحرب في حالة رفض طلبه، وحيث أن طلبه قد رفض وعليه فالحرب محققة" .
ولكن هذا لم يمنع من القيام بمحاولات لفك الحصار، نذكر تلك المعركة التي
كانت بين أسطول فرنسي بقيادة الأميرال "غولي" "gollet " والأسطول الجزائري المتكون من إحدى عشر سفينة، تحاول فك الحصار، ودامت المعركة عدة ساعات تراجع الفرنسيين أمام سفن الأسطول الجزائرية، كما تكرر الصدام بين الطرفين في أكتوبر 1828م، إذ حاول بعض الرياس مرة ثانية، لكن لم ينجح فأضاعوا أربعة مراكب في نواحي "كاب كاسين" غرب مدينة الجزائر ، وقد دام الحصار لمدة 3 سنوات، وكان الحصار طويلا وصعبا جدا، تضرر منه الطرفان، حيث كلف فرنسا حوالي 20 مليون فرنك كما تمكن جزائريون من اسر بعض رجال البحارة الفرنسيين وقتلهم أما مدينة الجزائر فالحصار اضربها كثيرا، فالتبادل التجاري للمدينة مع أوربا شل تماما، وسجل ارتفاع في الأسعار داخل الأسواق المحلية للمدينة مما أدى إلى تدهور الأوضاع الداخلية للمدينة وهكذا أصبح الحصار يقلق الرأي العام .
ونتيجة لهذا قررت فرنسا التفاوض من جديد مع الداي حسين، فأرسلت "دينرسيا
" على شريطة انه عندما يصل إلى الجزائر يكون التفاوض بين الداي حسين والضباط "لابروتينير" « la broténniere » وتم اللقاء بين الطرفين في 30 جويلية 1829م واجتمع الوفدان بالقصبة لمدة ساعتين، ونوقشت خلالها الشروط التالية:
1-
إفادة شخصية جزائرية تعبر عن رغبة الداي في إبرام صلح مع فرنسا
.
2-
يتعهد الداي بإطلاق سراح اسرى السفن البابوية
.
ولكن الداي حسين رفض وطلب من الضابط مغادرة المدينة فورا، وحدد الأجل
بساعتين، ولكن الضابط لم يستطيع الخروج بسبب الرياح ولم يقدر على السفر، وكان الباشا "الداي" قد أمر كل من وكيل الحرج، وباش طبجي، أن يضربوا السفينة إذا انتهت الساعتين، فلما انتهت الساعتان ضربوه فقام في ذلك الوقت وخرج وهم يضربونه، ولما وصل "لابروتنير" إلى فرنسا، كتبوا للسلطان محمود، واخبروه بما فعل معهم ، فقام محمود بإرسال رسولين إلى مدينة الجزائر، ينصحان الداي باعتدال وعدم الوقوع في الشرك الفرنسي، فلم يستمع الداي لهما لشدة ثقته في الانتصار .
فاجتمع البرلمان الفرنسي واتفق مع جميع الوزراء أن يستعد لغزو مدينة
الجزائر واعتقد رئيس الحكومة الفرنسية "بولونياك" انه سيجد الحل لإسقاط المدينة وغزوها، عن طريق تحريض محمد علي، فاستقبل وفدا قادما من مصر يحمل أراء عرفت فيما بعد باسم "مشروع محمد علي" لحل الخلاف الدائر بين البلدين، وبناءا على المشروع فقدعرض محمد علي على فرنسا أن تساعده في أن يصبح حاكما على طرابلس وتونس والجزائر، واقترح أن يمر جيشه بالساحل الإفريقي الشمالي المحمي بالأسطول الفرنسي البحري، وقد قال محمد علي للقنصل الفرنسي بالقاهرة عندئذ انه قادر على إنهاء المشكلة الجزائرية بتجنيد 68 ألف رجل و 23 سفينة وتوفير 100 مليون فرنك لتغطية نفقات الحملة ، ولكن في الأخير عارض كل من وزير الحربية "بورمون" ووزير البحرية "دي هوسي" مشروع محمد علي عند مناقشته في مجلس الوزراء، واعتبر المشروع إهانة للشرف الفرنسي في نظرهما.
"
فمحمد علي لم يكن يختلف في نظرهما كثيرا عن "حسين باشا"، وأمام إصرار
"بوليناك" في استخدام مسلما ضد مسلم عدل المشروع المقترح عدة مرات إلا انه لم يلقي تأييد من طرف مجلس الوزراء الفرنسي وتعارضت المصالح بين محمد علي وفرنسا أدى إلى قطع المفاوضات نهائيا .
وهكذا ففي جلسة 30 يناير 1830م قرر مجلس الوزراء الفرنسي، بعد دراسة
استغرقت أربع ساعات ،القيام بحملة ضد مدينة الجزائر. وفي 7 فبراير اقر الملك شارل العاشر مشروع الحملة واصدر مرسوما ملكيا بتعيين الكونة "ديبورمون" قائدا عاما للحملة والأميرال "دوبيري" قائدا للأسطول البحري، وقد بدأت الاستعدادات الحثيثة لتنفيذ المشروع .
ب- استعدادات المدينة لمواجهة الحملة
.
بينما كانت فرنسا تستعد للقيام بحملة عسكرية ضد مدينة الجزائر كانت هذه
تستعد أيضا لمواجهة الحملة، اقدم الداي حسين باشا لي تخصيص مرتبات لعدد الجواسيس في كل من ايطاليا ومرسيليا وطولون وباريس، فنقلوا إليه خبر استعداد فرنسا لغزو المدينة وإنها أعدت أسطولا رهيبا لإرساله، وقد أكد هذا الخبر سفينتان جزائريان استطاعتا أن تتسللا ليلا بين السفن الفرنسية المحاصرة، كانت أحداهما تحمل العلم الانجليزي والأخرى العلم الايطالية ويتألف هذا الأسطول من حوالي مائتي سفينة حربية و 500 سفينة تجارية، ومن ضمن الأخبار التي نقلت أن الأسطول سيبلغ الشواطئ الجزائرية في شهر ماي 1830، وأنه سيرسو على الأرجح غرب المدينة في شبه جزيرة سيدي فرج .
ولهذا كان حسين باشا على علم بتفاصيل الحملة قبل وقوعها، وتبعا لإطمئنانه
الوهمي أن هذه الحملة لن تتعدى الضرب من البحر شأنها شأن الحملات الأوربية السابقة ، ففاته أن يعد جيشا ليتمركز حول المدينة، وترك تلك الفرق التي كانت عليها أن تقاتل الفرنسيين عند نزولهم إلى البر تقييم على مسافة من المدينة تتراوح بين 25 مراحل، وكان ذلك من حسن حظ الفرنسيين عند نزولهم إلى البر كما سنرى فيما بعد، أما الاحتياطات الوحيدة التي اتخذت على الجانب البري ،هي أن الآغا إبراهيم أمر بإضافة لمدافع إلى حامية سيدي فرج، وأرسل إليها بضع مئات من الجنود، كما أقام مخازن للحبوب من القمح والشعير في المدينة وما حولها تتسع لحوالي (مئة وثمانين ألف مد)، أما الجهة البحرية فقد حضيت بعناية أكثر، وخاصة الميناء، فقد كانت الحاميات والمواقع الدفاعية تمتد على بضعة آلاف من المدافع الثقيلة،وكانت مزودة بكل ما يلزم من الرجال والذخيرة .
أقيمت كذلك ثلاث سلاسل قوية متينة قرب الساحل داخل الميناء، وكانت السفن
الحربية راسية خلفها، وأمامها "خمسون زورقا"، ثمانية منها مزودة بالقذائف والباقية بالمدافع ذات العيار الثقيل" .
كما سمح الداي لجميع العرب والقبائل بحمل السلاح الذي كان محرم عليهم
سابقا، وأخبرهم أيضا بأنه سيأمر بمجرد مشاهدة الأسطول الفرنسي بان تطلق المدفعية طلقتين اثنتين ليسرعوا إلى الحيلولة دون نزولهم إلى البر أو إعاقتهم عن ذلك على الأقل .
أرسل حسين باشا المراسيل إلى الداخل يدعون إلى الجهاد ضد الفرنسيين، فوعده
الحاج احمد باي قسنطينة ب 30 ألف محارب، ووعد حسن باي وهران ب 6 آلاف محارب، ووعد مصطفى بومرزاق باي التيطري ب 20 ألف محارب، وجمع شيوخ جرجرة بين 16 و 18 ألف محارب، وجمع أهالي ميزاب حولي 4 آلاف محارب .
ورغم هذه الاستعدادات الظاهرية، فهل استطاعت قوات حسين باشا من صد الهجوم وحماية المدينة؟

ج- سير الحملة إلى المدينة
:
تدهورت الأوضاع كما ذكرنا سابقا وحدثت القطيعة التامة بين فرنسا والجزائر،
فقررت أن تغزو مدينة الجزائر باعتبارها مقرا للسلطة، بقوات ضخمة، وقد أعدت الحملة إعداد محكما، فقد كان "بوتان" منظما دقيقا، أتى بجميع الترتيبات لاحتلال المدينة، كما عمل "دي بورمون" منذ تعيينه قائدا على المحملة في التفكير وجمع المعلومات اللازمة لمهمته ، وفي 20 مايو 1830مأذع "دي بورمون" بيانا على ضباط الحملة والجنود حثهم فيه على حسن الإستعداد ،وفي يوم 25 مايو 1830غادرت الحملة الفرنسية ميناء طولون الحربي وهي تتألف من :
37000
جندي من المشاة والفرسان
.
27000
جندي بحار
.
103
سفينة حربية
.
572
سفينة تجارية فرنسية وغير فرنسية تحمل المؤونة والذخائر والجنود
.
تقرر إنزال الجنود عند سيدي فرج والزحف برا صوب المدينة والسيطرة على قصر
الداي وكذا ضرورة محاصرة المدينة بالسفن الحربية ومنع وصول المئونة إليها.
نزلت أول هذه القوات يوم 19 جوان 1830 بميناء سيدي فرج وكأنهم جراد منتشر،
ولم يكن هناك لا مدافع ولا خنادق سوى حوالي 12 مدفعا صغيرا وضعها الآغا يحي عند بداية الحصار، ولم يكن لذا الأغا إبراهيم أكثر من 3000 فارس، وكان باي قسنطينة لا يملك إلا عددا قليلا من المحاربين، أما باي التيطري فلم يصل إلا بعد عدة أيام من نزول الجيش الفرنسي. أما جيش إقليم وهران فلم يكن بعيدا عن سيدي فرج، وكان باي التيطري قد وعد الباشا ب 20 ألف فارس ولكنه حين وصل إلى الميدان لم يأتي سوى ب 1000 رجل .
هذه القوات كانت مجتمعة في معسكر "اسطاويلي"، وكان الداي حسين ينتظر النصر
في معركة اسطاويلي، وفي بداية المعركة كانت الكفة لصالح قوات الداي، فأمر القائد "دي بورمون" بزيادة المدد والمئونة، فقام بهجوم مضاد، هكذا تغلب الجيش الفرنسي وتمكنوا من السيطرة على المنطقة .
عند الهزيمة في اسطاويلي في 19 جوان 1830 هرب إبراهيم من الميدان وترك
وراءه الجيش، وبعد هذه الهزيمة استولى الفرنسيين على قلعة مولاي الحسن، وشيئا فشيئا بدأت روح الهزيمة تدب في أوسال الجهاز الإداري والاجتماعي أيضا للمدينة، فجمع الداي حسين أعيان المدينة ورجال القانون والدين وشرح لهم الوضع الذي أمامهم وطلب منهم النصيحة فيما يفعل لمواجهة الموقف. وقد وضع إمامهم السؤال التالي: هل من الصواب مواصلة المقاومة؟ أو يجب تسليم المدينة والتوقيع معهم على معاهدة الاستسلام؟ وبعد تقليب الموضوع من عدة وجه اجبوه بجواب غامض، وهو على أنهم على استعداد لمواصلة الحرب، ولكن إذا كان رأية غير ذلك فهم يطيعون الأوامر ، وقد كان للبيان الذي وزعه الفرنسيون بمهارة تأثير على المجتمع ،مقتنعين بأن الفرنسيين قد جاروا حقا محررين من سلطة الأتراك، وكان يعتقدون أن فرنسا المتحضرة لا يمكن أن تعد بشيء إلا إذا كانت راغبة في التنفيذ، فأصبح هؤلاء من أنصار الحل السلمي. وقد تسبب هذا البيان والفارغ في شل الطاقة المحاربة .
ففي ليلة 2 جويلية عام 1830م أي قبل ثلاثة أيام من دخول الجيش الفرنسي
للمدينة، اجتمع عد من أعيان مدينة الجزائر، في قلعة باب البحرية، لقد كان هؤلاء يمثلون التجار وأرباب المال، وقرروا أن ضياع المدينة أصبح أمرا محتما، وأنه إذ ما دخلها الفرنسيون عنوة فإنهم سيبيحونها وينهبون ثرواتها ويعتدون على النساء ويقتلون الأطفال، ورأو، تفاديا لذلك قبول اقتراح الباشا الثاني الذي ينص على الاستسلام بعد توقيع معاهدة وأن الفرنسيين سيتركونهم يتمتعون بدينهم وتقاليدهم وسيتركون لهم أملاكهم ومساجدهم وزواياهم. فلماذا إذن يقاومون الجيش الفرنسي ويزهقون الأرواح بدل التوقيع على معاهدة الاستسلام؟ وفي النهاية قرروا عدم مقامة الفرنسين عند دخول المدينة وأرسلوا وفدا عنهم إلى القصبة لمقابلة الباشا واطلاعه على ما اتفقوا عليه. وقد أجابهم الباشا بأنه سينظر في القضية خلال اليوم التالي.
وفي اليوم المعين 4 جويلية 1830 أرسل حسين كاتبه مصطفي مصحوبا بالقنصل
الانجليزي إلى مقر القيادة الفرنسية للتفاوض مع "دي بومون"، ومع المذكور ذهب أيضا احمد بوضربة وحسن بن عثمان خوجة، وبعد التفاوض ومراجعة الباشا، وقعت معاهدة الاستسلام يوم 05 جويلية 1830 .
المبحث الثالث: معاهدة الاستسلام وسقوط المدينة
.
وقعت هذه المعاهدة بين القائد العام للجيش الفرنسي الكونت دي بورمون، وصاحب السمو داي الجزائر (حسين باشا) وهي تنص على ما يلي
:
يسلم حصن القصبة، وكل الحصون التابعة للجزائر، وميناء هذه المدينة إلى
الجيش الفرنسي صباح اليوم على الساعة العاشرة (بالتوقيت الفرنسي)
يتعهد القائد العام للجيش الفرنسي تجاه صاحب السمو، داي الجزائر، بترك الحرية له، وحيازة كل ثرواته الشخصية
.
سيكون داي الجزائر حرا في أن يتصرف هو وأسرته وثرواته الخاصة إلى المكان
الذي يعينه، ومهما بقي في الجزائر سيكون هو وعائلته تحت حماية القائد العام الفرنسي، وسيتولى حرس ضمان أمنه الشخصي وأمن أسرته.
يضمن القائد العام لجميع جند الانكشارية نفس الامتيازات ونفس الحماية
.
ستبقى ممارسة الديانة المحمدية حرة، ولن يلحق أي مساس بحرية السكان من
مختلف الطبقات، ولا بدينهم، ولا بأملاكهم، ولا تجارتهم وصناعتهم، وستكون نساؤهم محل احترام والقائد العام يلتزم على ذلك بشرفه.
سيتم تبادل هذه المعاهدة قبل الساعة العاشرة، وسيدخل الجيوش الفرنسية عقب
ذلك حالا إلى القصبة، ثم تدخل بالتتابع كل الحصون المدنية والبحرية .( انظر الملحق رقم :09).
وفي يوم 06 جويلة 1830م دخل الجنود الفرنسيين مدينة الجزائر من الباب
الجديد بأعلى المدينة وأنزلت أعلام دولة الداي من جميع القلاع والأبراج وارتفعت في مكانها رايات الاحتلال الفرنسي ، وأقيمت صلاة للمسيحيين وخطب فيها كبيرا قساوة الحملة، فقال مخاطبا قائد الحملة الفرنسية: "لقد فتحت بابا للمسيحية على شاطئ إفريقيا"
وبعزل الداي عن مدينة الجزائر من طرف الجيش الفرنسي وجبره على الاستلام، انتهى العهد التركي بمدينة الجزائر الذي دام 326 سنة