samedi 18 avril 2009

الاستاد محمد حليم طوبال لجريدة الشعب

محمد حليم طوبال لـ ''الشعب''




الشعر الشعبي في حالة انحطاط


أكد الباحث الأكاديمي في الشعر الشعبي محمد حليم طوبال في حديث لـ ''الشعب'' أن الشعر الملحون اليوم في حالة انحطاط، حيث أضحى ـ حسبه ـ كل من يرتب كلمات ويستخدم القافية شاعرا، أين أصبح الفنان اليوم يهتم بالجانب المادي على الجانب الثقافي...

ما هي آخر إنتاجاتك؟
يعتبر ''تراجم الأعيان في نجم الأوزان'' آخر جزء من سلسلة أعمالي، وهو أول قاموس في القطر الوطني قدمته في 25 جانفي لدار المعرفة للنشر وهي تهتم بطبعه، كما أنني أفكر في إنجاز الجزء الخامس.

ماذا عن مؤلفاتك السابقة؟
أول جزء كتبته جاء تحت عنوان ''منجد الملحون'' يحتوي على 2900 كلمة في الشعر الملحون، ونقص المراجع دفعني إلى السفر إلى موريتانيا والحدود الليبية حتى جمعت الألفاظ، وهي مأخوذة من قصائد معروفة وأخرى غير معروفة في قصيد الشعر الملحون، أما الجزء الثاني فاخترت له عنوان '' طرز النساخ من نظم الرخاخ'' والمقصود بالنساخ هو تطريز الكلمات أما الرخاخ فهم عمالقة الشعر الملحون، اعتمدت في هذا الجزء على شعراء جزائريين أمثال سعيد المنداسي، بوعلام المنداسي والمنداسي الصغير، وكلمة المنداسي هنا المقصود بها منطقة المنداس الموجودة نواحي غليزان أين كان يسكن هؤلاء الشعراء، بالإضافة إلى شعراء تونسيين، يحتوي هذا الجزء على 58 قصيدة بما فيها قصائدي الشخصية التي كتبتها طوال 28 سنة.

لاحظنا أنك تعتمد في عنونة الكتب على الكلمات الملحونة لماذا؟
من الشروط الأساسية في عنونة كتاب يتعلق بالتراث وخاصة الشعر الملحون أن يكون العنوان في شكل ملحون.

ما رأيك في الشعر الشعبي اليوم؟
الشعر الملحون أو الشعبي اليوم في حالة انحطاط، فالقليل من الشعراء من يتطرقون للنقاط الأساسية التي يرتكز عليها قصيد الشعر الملحون، وصار كل من يرتب كلمات ويستخدم القافية شاعر، وهذا يعتبر كبت في حق الشعر الملحون، وأنا لا أوافق على هذا نهائيا، لأن هناك أسس ومعايير يجب الاعتماد عليها حتى نبني القصيد، هذه المعايير يمكن تقسيمها إلى ثلاثة طبقات أساسية الطبقة الأولى والمتمثلة في شعر سيدي لخضر بن خلوف وسعيد المنداسي، والطبقة الثانية تثمثل في الأشعار التي كانت تهتم بمدح الأمراء والسلاطين أنذاك، أما الطبقة الثالثة فهي الأشعار التي كان يكتبها الناس العاديين، ويجب الإشارة إلى أن شعرهم أرقى بكثير من الشعر الموجود اليوم.

في رأيك ماهي الأسباب التي أدت بالشعر الشعبي إلى الانحطاط؟
كثرة التشجيعات الفارغة تعتبر السبب في الانحطاط، فالمؤدي اليوم لا يعرف ماذا يقول فهو مجرد تنتنة لأوتار، بالرغم من أن المشايخ يقولون أن الأندلسي فرجة أنغامه والشعبي فرجة كلامه، خصوصا وأن الشعبي يحتوي على ثلاثة لغات الفارسية، العبرية وحتى الإسبانية.

هل يوجد تواصل بين الجيل الجديد والقديم في هذا المجال؟
التواصل ضئيل جدا والمشكل هو أن الجيل الجديد منطوي ومبتعد عن الجيل السابق، مبررين ذلك بأن قصائد المشايخ صعبة الفهم، وهذا يؤثر على نسبة المبيعات، أي أن الفنان اليوم أصبح يهتم بالجانب المادي وليس بالجانب الثقافي.

ما رأيك في المصطلح الجديد ''النيو شعبي''؟
في الحقيقة لم أفهم هذا المصطلح هل المقصود به الجديد في الكتابة أم في الأداء، إذا كان المقصود به الجديد في كتابة الشعر الملحون، فأنا لا أوافق لأن المشايخ تطرقوا إلى كل المعايير الأساسية التي ينظم عليها هذا الأخير، وإذا كان المقصود به الجديد في الأداء وإدخال آلات موسيقية جديدة على هذا النوع، فأنا أخاف أن يفقد الشعر الشعبي بصمته الحقيقية.

ماذا عن واقع النقد في الشعر الشعبي؟
يجب إعادة النظر في كل ما يجري في ميدان أغنية الشعبي، أي إعادة النظر في الجانب الموسيقي والشعري، فشباب اليوم يفضل اختصار الطريق للوصول بسرعة على حساب ما أرخوه السلف، وهذا يؤثر سلبا على الشعر الشعبي وبالتالي يؤثر على تراثنا الثقافي.

نلاحظ اليوم كثرة الجمعيات الثقافية لكن الإهتمام بالنقد قليل جدا ما رأيك؟
هذا يدخل ضمن الأهداف المسطرة للجمعيات الثقافية لكن الشيء الملاحظ هو أن الجانب الثقافي في الميدان غير موجود، وأنا أدع الجمعيات إلى الاهتمام بهذا المجال وقراءة ما وراء السطور، حتى تكون هناك ثقافة فنية أي يجب على الفنان أن بتثقف موسيقيا.

Aucun commentaire: