samedi 19 novembre 2016


بومرزاق ومقاومة الفرنسيين في المدية:
كان آخر بايات المدية الباي مصطفى بومرزاق 1819-1830 الذي امتاز بمقاومته الشديدة للمحتلين الفرنسيين وشارك في معركة اسطاوالي بشكل مستميت مع جيش قوي من قبائل المدية احتل الجنرال كلوزيل مدينة المدية لأول مرة في 21 نوفمبر 1830 بعدما استطاع التوغل في منطقة شفة بعد معركة موزايا التي كانت حاسمة فعلا وترك في مدينة المدية حامية فرنسية بقيادة ماريو، وعين مصطفى بن عمر بايا على التيطري، وفي 27 نوفمبر 1830 وقع هجوم عنيف على مدينة المدية من طرف بومرزاق ابن باي التيطري إلى جانب مساعده ابن زعموم وهو من مدينة صور الغزلان وجرت معركة دموية أمام أسوار المدينة كانت بمثابة ملحمة فعلا، وكاد يتم القضاء على الحامية الفرنسية نهائيا، لو لم يجمع مصطفى بن اعمر بعضا من أهالي مدينة المدية ويحملهم تحت الضغط والإكراه على مساعدة الفرنسيين وكانت عاقبة ذلك وخيمة، فقد كان من الصعب على الفرنسيين التمييز بين أعدائهم والموالين لهم لأنهم كانوا جميعا يرتدون البرنس، حيث اخذوا يطلقون النار دون أن يفرقوا بين أعدائهم وأصدقائهم حيث اختلط عليهم الحابل بالنابل فنتج عن ذلك اضطراب شديد في الصفوف وأحس بعض الأهالي الذين انضموا إلى الفرنسيين أنهم خدعوا، ولشدة هجوم بومرزاق (كان معظم جيشه من أهالي المدية المخلصين) انسحبت الحامية الفرنسية إلى مدينة الجزائر تجر ذيول الهزيمة.
وجدد الفرنسيون الحملة على مدينة المدية قادها الجنرال بيرتيزين عام 1831 وأصيب مواطنو المدية في أملاكهم أكثر مما أصيب غيرهم، وكانت هذه الحملة بمثابة عزوة نهب حرق فيها الفرنسيون ودمروا كل ما لم يستطيعوا أخذه، وعاد الجيش الفرنسي إلى الجزائر وهو يسوق أمامه عددا من القطعان المسروقة، وحاول السلطان المغربي مولاي عبد الرحمان أن يمد نفوذه على مدينتي المدية ومليانة بعدما احتل تلمسان حتى انه بعث ممثلين له عن مدينتي المدية ومليانة، ولكن تبعية هاتين البلدتين لم تدم طويل بسبب حملة الجنرال بيرتيزين الآنف ذكرها


Aucun commentaire: