jeudi 24 novembre 2016

محمد مرزوقي

محمد مرزوقي من مواليد 04-11-1927 بقصر البخاري ولاية المدية وبقي هناك لفترة تناهز العشر سنوات تلقى خلالها قسطا من التعليم، ليعود بعدها إلى العاصمة حيث واصل دراسته الإبتدائية بنهج قامبيطة (سور الستارة) إلى أن تحصل على الشهادة الإبتدائية التي تفتح أمام صاحبها العمل بالإدارة بدل الأشغال اليدوية. بعد ذلك دخل مرزوقي مسابقة الإنتساب إلى الثانوية التقنية بالعناصر والتي درس بها إلى غاية 1942 ، استولى الحلفاء على كل المدارس فانقطع عن الدراسة ليلتحق في السنة الموالية 1943 بعالم التشغيل في الإدارة الفرنسية بالمديرية العامة للبريد والمواصلات لدى الحكومة العامة.
في 1944 انتهى مرزوقي للحركة الوطنية ضمن صفوف حزب الشعب الجزائري ببلكور وفي نفس السنة أصبح مسؤول فوج، ومن الذين ناضل معهم يتذكر أسماء: أحمد بودة، لخضر رباح، أحمد بوقرة (العقيد) وكان مسؤول النظام في الحركة الوطنية آنذاك ريجيمي الجيلالي.
قبل الفاتح ماي 45 كانت عدة أحزاب مثل الحركة الوطنية (سرية) أحباب البيان والحرية الذي كونه فرحات عباس، الحزب الشيوعي وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وقد اندمج أحباب البيان والحرية والحركة الوطنية في تنظيم جديد يدعى أحباب الحرية والديمقراطية وتحت هذه التسمية انطلقت مظاهرات الفاتح ماي 1945 التي شارك فيها محمد مرزوقي التي انطلقت من نقطتين ساحة الشهداء والقصبة للإلتقاء عند مدخل نهج بن مهيدي من ناحية دبيح الشريف والتوجه نحو البريد المركزي وهناك وقعت حوادث دامية سقط إثرها أربعة شهداء برصاص الشرطة الفرنسية.     
بعد الحرب العالمية الثانية خرجت الحركة الوطنية من السرية لتحمل اسم حركة انتصار الحريات الديمقراطية المعتمدة ونظرا للانسداد السياسي خاصة بعد انتخابات 1946 المزورة فقد تم عقد اجتماع 1947 في معمل المشروبات الغازية لصاحبه مولود ميلانين وهو مناضل قديم. وفي هذا الاجتماع كونت الحركة المنظمة العسكرية L’OS التي كان مسؤولا عنها محمد بلوزداد، وقد تم اختيار أفضل المناضلين لتكوين هذا النظام الجديد الذي انضم إليه مرزوقي في 1948 وفيه تعرف على الزبير بوعجاج مسؤول الناحية. وقد تميز هذا التنظيم بالسرية التامة حيث مناضل الخلية لا يعرف إلا المسؤول المباشر، كما تلقى مناضلو المنظمة السرية التدريبات العسكرية على استخدام الأسلحة والذخيرة وكذا تركيب وتفكيك السلاح وبعد ذلك صناعة المتفجرات وكانت الأسلحة مخبأة في البيوت وقد اشترت المنظمة السرية الأسلحة التي أشرف عليها محمد بلوزداد وقامت بتخزين قسم كبير منها بمنطقة الأوراس عند مصطفى بن بولعيد ونقل القسط الثاني إلى منطقة القبائل أما الحصة الثالثة فبقيت في العاصمة وتم تخزينها عند مصطفى زرقاوي بالقصبة.
عند اكتشاف المنظمة السرية في مارس 1950 اتصل مسؤول التنظيم التومي بمحمد مرزوقي ليلا وأعلمه بذلك كما قاما بالإتصال ببقية المناضلين بغية حرق بعض الوثائق وتخبئة البعض الآخر في أماكن آمنة، وفي العاصمة لم يلق القبض على أي مناضل في المنظمة السرية.
في 1951 تعرف محمد مرزوقي على ديدوش بواسطة الزبير بوعجاج وقد أثر هؤلاء على مرزوقي ليعود مرة ثانية للعمل السياسي وتم تكليفه بمسؤولية فرع الشباب ببلكور، بعد ذلك بفترة أعيد إحياء التنظيم العسكري ولكن بعدد قليل من المناضلين وبصرامة أكبر حيث يتم معاقبة وتأديب المناضلين الخارجين عن الطريق السوي.
في مارس 1954 وصلت رسالة من مصالي الحاج تقر أنه نزع الثقة من اللجنة المركزية وتطلب تجميد الأرصدة المالية الموجودة في حوزة المسؤولين وطبقا لذلك عقد مرزوقي اجتماعا عاما للمناضلين شرح لهم فيه أوامر مصالي. وبعد العودة من الإجتماع الذي انعقد بمقر الحزب لشرح الخلاف الحاصل بين مصالي الحاج واللجنة المركزية والإعلان بأن مصالي موجود في الخارج وبالتالي لا يمكنه تسيير الحزب عقد مرزوقي اجتماعا عاما آخر لمناضليه شرح لهم فيه أوجه الخلاف القائمة بين الطرفين واقترح عليهم التزام موقف الحياد إلى أن تتضح الأمور أكثر. في هذه الأثناء إتصل مرزوقي بالزبير بوعجاج وأطلعه على الإنشقاق الحاصل وموقف الحياد الذي إلتزمه فرع الشباب ونفس الإنشغال نقله إلى أمحمد بوقرة عندما إلتقاه.
بعد عدة اتصالات ومشاورات أنشئت اللجنة الثورية للوحدة والعمل والتي كان من بين أعضائها مرزوقي ولم يكن الهدف منها إنشاء حزب جديد وإنما التوحيد بين المناضلين بعد الإنشقاق الحاصل بين المصاليين والمركزيين وتم الإتصال بالطرفين قصد الانضمام للجنة المركزية الذين رحبوا بالفكرة. بعد تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل أصدرت هذه الأخيرة نشرية "الوطني" "LE PATRIOTE " التي طبعت منها سبعة أعداد تم توقفت. وعلى مستوى العاصمة كانت اللجنة الثورية للوحدة والعمل تضم محمد مرزوقي (بلكور)، زيوي (حسين داي)، قصاب نذير (القبة)، الهادي باش جراح (العناصر)، بن واضح (الحراش)، قسمية عبد القادر (لارودوت)، سعدون (قسمة الشباب بالجزائر).        
في جويلية 54 عقد مصالي الحاج اجتماع هونو (بلجيكا) واتخذ موقفا تمثل في استعادة كل ممتلكات الحزب من سيارات ومقرات وأن مصالي رئيس مدى الحياة وتم طرد أعضاء اللجنة المركزية مثل: لحول، بن خدة، كيوان، بودة.
عندما وصلت الأمور إلى هذه الدرجة وقع الإنشقاق الذي لا توحيد بعده. وأجريت عدة اتصالات ولقاء ثنائية وجماعية إلى أن تم الاتفاق على عقد اجتماع الـ22 الذي وقع حسب مرزوقي في أواخر شهر جويلية 54 وقد تدارس الحاضرون باجتماع المدنية ثلاثة نقاط هي:
-         هل نقوم "بحركة" منفصلين عن النظام أو عن طريق الإتحاد مع القاعدة؟
-         الإنتخابات لتعيين مسؤولي الثورة.
-         هل تكون الثورة مؤقتة أم مستمرة؟
كما تناول الاجتماع أيضا الوضعية السياسية بالنواحي، وفي اجتماع المدنية تم الإتفاق على توحيد القاعدة النضالية لأن الخلاف موجود بين المسؤولين ولا دخل للمناضلين فيه تم تقرر أن تكون الثورة مستمرة حتى تحقيق الهدف النهائي وهو الإستقلال وأخيرا تم انتخاب المسؤول سريا وبالأرقام فقط.
بعد انتهاء الاجتماع تكفلت جماعة العاصمة بالقادمين من داخل الوطن وهكذا استضاف جعفر (محمد مرزوقي) كلا بن طوبال، بن عودة وزيغود للمبيت عنده وفي الصباح أوصلهم إلى ديدوش مراد.
كان مرزوقي يعرف مناضلا في فرع الشباب يؤدي الخدمة العسكرية في ثكنة بالبليدة وهو محل ثقة فسأله عن كيفية الدخول إلى الثكنة لأخذ بعض الأسلحة، وقد زاره مرزوقي في الثكنة ولكنه منع من الدخول. ولهذا تقرر أن يلتقيا في منزل ذلك الشباب كلما أخذ إجازة وشرعا في رسم مخطط الثكنة وأماكن نوم العساكر ومخزن الأسلحة وغير ذلك. وقد  تطلب منهما ذلك العمل مدة شهر كامل، كما أحضر ذلك المناضل كل أماكن تواجد مخازن البارود بالمتيجة، لأن مرزوقي كان يريد أن ينفذ عملية الهجوم ليلة أول نوفمبر على هذه الثكنة لكن ديدوش مراد ارتأى أن يقوم بها سويداني بوجمعة. وهكذا التقى هذا الأخير مع مرزوقي الذي سلمه قفة تضم كل أوراق المخطط بالإضافة إلى مسدس.
وعندما اقترب الموعد طلب من بعض المناضلين القيام بتربص للتدريب وكان ذلك بمزرعة قدور الهجيم بالخرايسية وضم: محمد مرزوقي، مصطقى بن بولعيد، العربي بن مهيدي، ديدوش مراد، رابح بيطاط، الحاج بن علة، بن عبد المالك رمضان، كوليني ناصر، قاسي عبد الله عبد الرحمان، قاسي عبد الله مختار، عثمان بلوزداد والزبير بوعجاج وتم خلال هذا التربص التدريب على تلحيم القنابل وهي نوعان: قنابل نارية ومفجرة.
وفي شهر أكتوبر 54 التقى مرزوقي، بيطاط وبن مهيدي في عدة اجتماعات وفي الإجتماع الأخير الذي عقد عند قسمية عبد القادر بلارودوت تقررت مهمة كل واحد من الجماعة واختار كل واحد الهدف الذي سيطرحه في اليوم الموعود. وهكذا اختار محمد مرزوقي راديو الجزائر الناطق بالفرنسية والواقع بنهج هوش HOCHE وقد كان مسؤولا عن الفوج الذي يضم: عبد القادر شعال، عبد الرحمان توجين، عباسي مدني، عمر بوتوش ومحمد بليمان.
وبعد حوالي شهرين من انطلاق الثورة تم إلقاء القبض على العديد من مفجري الثورة ومنهم محمد مرزوقي، وبعد  الإستنطاق تحت التعذيب الشديد حكم عليه بالسجن إلى غاية الإستقلال حيث تنقل بين سجون سركاجي (17 شهرا) الحراش، لامبيز (حوالي أربع سنوات)، وبعد ظهور المنظمة المسلحة السرية نقل مرزوقي إلى سجون فرنسا (ماتس، لابومين، ديجون وغيرها) حتى تم إطلاق سراحه بعد وقف إطلاق النار حيث تفرغ للعمل المدني. 

Aucun commentaire: