mercredi 20 juillet 2016


شخصيات تاريخية شرفت منطقة المدية:
في عهد الدولة الموحدية نبغ في هذه الناحية شخصية لها وزنها وقيمتها في الحقل الثقافي، والعلمي، وكان لها شأن عظيم بين كبار العلماء وهو أبو محمد عبد الله الأشيري نسبة إلى بلدة أشير بالجنوب الشرقي من مدينة البراوقية (التابعة لولاية المدية) في سفح جبل التيطري والتي كانت عاصمة قبل تأسيس المدية.
كان رحمه الله أمام أهل عصره في الفقه والحديث والأدب ، انتقل إلى الشام وسكن حلب الشهباء ففاق بها جميع علمائها كما قال ياقوت : كان إمام أهل الحديث والفقه والأدب بحلب خاصة وبالشام عامة، يتسابق إليه الناس إلى الأخذ عنه والتشرف بالانتساب إليه، ويتفاخر الوزراء والملوك بمجالسته والاسترشاد بعلمه وآرائه.
استدعاء الوزير "أبو الظفر عون الدين يحيى بن هبيرة" وزير المقتفي والمستنجد إلى بغداد وطلبه من الملك العادل"نور الدين محمود بن زنكي " لإقراء الحديث وتدريس علومه بدار السلام، (بغداد) فسيره الملك إليه محفوفا بالإجلال والإكرام، فأقرأ هناك كتاب(الإفصاح عن شرح معاني الصحاح) بمحضر الوزير مؤلف الكتاب نفسه ، وهو شرح يحتوي على تسعة عشر كتابا شرح بها الوزير أحاديث الصحيحين.
وقد جرت للشيخ مع الوزير منافرة فتقاطعا ثم ندم الوزير على موقفه هذا اتجاه الشيخ فاعتذر إليه وأغدق عليه بره وإحسانه، ثم سار الشيخ من بغداد إلى مكة ثم عاد إلى الشام فمات رحمه الله ببقاع بعلبك سنة 561هـ/1165م.
وهناك انطفأ السراج الوهاج وخبأ ذلك النجم الذي طلع من المغرب العربي وخاصة من بلدة أشير ليأخذ عنه المشرق العربي سراجه ونجمه ونوره ولا غرابة في ذلك فليس للعلم والمعرفة حدود بين المشرق والمغرب.
وهناك شخصية أخرى كان لها مجالها في ميدان العلم والثقافة ، وكان لها وزنها في بلاد الأندلس حيث مثلت عاصمة المدية أشير في تلك الربوع ، وهذه الشخصية هي الراوية الإمام الحافظ موسى بن الحجاج بن أبي بكر الأشيري ، وقد ولد في أشير ، وسكن مدينة تدلس (دلّس) من اعمال الجزائر ، ومنها خرج في طلب العلم إلى الأندلس فدخل إشبيلية سنة 535هـ/1140م ، فلقي بها الإمام ابن عربي وأبا الحسن شريح بن محمد وأبا بكر بن ابي طاهر ، ودخل قرطبة ، فأخذ بها عن أبي عبد الله بن أصبغ، وأبي مروان بن مسيرة ...وسمع مشكل بن قتيبة عن أبي عبد الله بن وضاح بالمرية سنة 537هـ /1142م وأخذ عن أبي محمد عبد الحق بن عطية ولازم ابن أبي الخصال وأبا محمد النفزي المرسي وأبا الحاج بن يمشد العكيسي وأبا الوليد بن الدباغ وأبا الحجاج بن يسعون ، وبعد أن استكمل معلوماته هناك عاد إلى وطنه ، فنزل مدينة الجزائر وأصبح إماما واعظا وخطيبا ، ونشر بها علمه الغزير وأحدث دويا في وقته ، ثم انتقل من العاصمة إلى مدينة دلّس حيث الراحة والسكون ظن حتى وافاه الأجل في صفر سنة 589 هـ/1193م .




Aucun commentaire: