vendredi 21 novembre 2014



ملتقى دولي حول محمد بن أبي شنب وقضية الإستشراق

تحتضن جامعة المدية ابتداءا من السابع من ديسمبر القادم فعاليات الملتقى الدولي الدكتور محمد بن أبي شنب والإستشراق، وذلك إلى غاية العاشر منه، سعيا من القائمين عليه إلى مقاربة إشكالية قديمة جديدة في الآن نفسه، هي قضية الإستشراق، مع تسليط الضَّوء على جهود هذا العالم الكبير في هذا المجال، عرضا وتحليلا ومُدارسة ومُقارنة، والإنتقال من خلاله إلى معرفة الأشْكال الجديدة من الخطاب الإستشراقي، وبيان مميّزاته ورهاناته بالمقارنة مع الخطاب الاستشراقي في الماضي، وهذا من خلال فتح جسور الحوار الثقافي/الحضاري بين الباحثين والأكاديميين من داخل الوطن وخارجه.
ويتوزع برنامج اللقاء على ثلاثة محاور أساسية، حيث يشترط أن تصب المداخلات لتشمل الإستشراق أين يتم التطرق لجملة من النقاط على غرار الأسس، الُمقوّماتُ، خَلفياته، المناهج المستخدمة، العلوم الإنسانية الموظّفة، فيما يشمل المحور الثاني بن شنب وسؤال الاستشراق وذلك من خلال رصد الجهود العلمية، وتبيان حقيقة العلاقة بالمؤسسة الإستشراقية، وقيمة جهود بن شنب ومُمكنات استثمارها وتحيينها، أما المحور الثالث فيشمل الإستشراق الجديد ورهاناته من المركزية الغربية إلى الاعتراف الثقافي، هذا ويلزم على الباحث ألا يقل حجم البحث عن 15 صفحة ولا يزيد عن 30 صفحة وأن يتصف بالدقة والتحديد والأصالة العلمية والمنهجية الواضحة، والتوثيق الكامل للمراجع والمصادر في مواقعها في صلب البحث، وليس على شكل قائمة ببليوغرافية، على أن لا يكون قد سبق نشره، أو عرضه في أي ملتقى آخر، كما يشترط أن يناقش واحد من المحاور المعلنة، ناهيك على أن يبدأ البحث بمقدمة تبين موضوع البحث وأهميته وأهدافه ومنهجيته، وطبيعة البحوث السابقة فيه، وينتهي بخاتمة تبين خلاصة مركزة للنتائج التي توصل إليها البحث. يهدف الحدث لتَسْليط الضَّوء على جهود العلاَّمة محمد بن أبي شنب في مجال الإستشراق ترجمة وتحقيقا، وممكنات إستثمار أدواتها المنهجية وآفاقها البَحثية. وكذا موضعة جُهود بن شنب ضمن الخطاب الإستشراقي الملازم لتاريخه، واستخراج جوانب الخصوصية والتميّز، وبيان حقيقية هذا الخطاب في تاريخه وراهنه؛ بين الحقيقة الثقافية والحقيقة السياسية من جهة؛ وبين فئة المادحين وفئة النّاقدين من جهة أخرى، ناهيك عن رصد تحوُّلات الخطاب الإستشراقي الجديد وتشخيص الخطاب الاستشراقي ما بعد الاستعماري خُصُوصياته ورِهاناته، ومحمد بن شنب (1929-1869) واحد من كبار علماء الجزائر ومفكريها، تميّز باطلاعه الواسع على العديد من اللغات والثقافات، وهو ما يتجلى من خلال إنتاجه الغزير الذي فاق الخمسين كتاباً في فنون متعددة، تراوحت بين التأليف والتحقيق والتنقيح والتصحيح، التي كان سبّاقاً إلى إخراجها من النسيان، وهو وإن كان دأب على منهج المستشرقين في تحقيقاته، إلا أنّه سار على درب أسلافه من العلماء المحققين المدقّقين.

Aucun commentaire: