samedi 22 avril 2017

تعريف بولاية الشلف

التاريخ

بمجرّد وجودها في منطقة عبور، حيث تلتقي مؤثّرات وسط و غرب البلاد. قدّمت الولاية أهميّة استراتيجية و اقتصادية طوال تاريخ بلادنا. عمّرت منطقة شلف منذ القدم كما ترويه لنا اثاراث مختلفة لفترات ما قبل التاريخ. تأكّد قدم التعمير البربري بداية من النيوليتيك. اسّست منطقة تنس (KERTEN) في القرن الثامن عشر قبل الميلاد كنقطة تجارية.

تاثّرت النّاحية السّاحلية و السّهول بالنّفود القرطاجي في القرن الثالث قبل الميلاد في الوقت الذي كانت فيه الولاية في أقصى حدود المملكات الامازيغية و الماسيلية، واقعة تحت سيطرة الواحد تلو الآخر، و هذا حتّى توحيد نوميديا من طرف ماسينيسا.

في القرن 33 قبل الميلاد، و قبل السيطرة المباشرة على المنطقة قام الرّومان مع الامبراطور اوغست أكتاف بتأسيس مستوطنة في تنس بمساعدة جنود الفرقة الثانية الرّومانية.

مع جوبا ، أصبحت ولاية شلف مصدرا فلاحيّا مهمّا لموريطانيا القيصرية. كانت السيطرة الرّومانية تظمّ السّاحل و السّهول لكنّ القبائل الجبلية للدّهرة و الورشنيس حافظت على استقلالها.

كانت مدينة شلف مقرّا عسكريّا لمراقبة هذه القبائل المتمرّدة و قد بنيت في قلب المدينة كنيسة في القرن الثالث بعد الميلاد مع المطران سان ريباراتي.

في القرن الخامس و السادس بعد الميلاد كانت الولاية تعتبر أهمّ جزء مكوّن للمملكة الامازيغية للورشنيس (الجدّار). مع بداية الفتحات الإسلامية، سيطر المسلمون على المنطقة بين 675 و 682 بعد الميلاد (53 – 62 هـ) تحت قيادة أبو المهاجر دينار.

بعد أن عمّرت من طرف قبائل زناتة و مغراوة، حكمت بالتوالي من طرف بنورستم، بني عبيد، بنو زيري، بنوحمّاد، المرابطين، الموحّدين ثمّ أخيرا من طرف بنوزيّان.

أصبحت تنس جمهورية مستقلّة مع قدوم مولاي بن عبد الله و حميد العبد من قبيلة السّواد، العربية و هذا حتّى احتلالها من طرف الأسبان ثمّ تحريرها من طرف الاخوة الأتراك : عرّوج و خير الدّين في 1517.

خلال الفترة التّركية، خضعت المنطقة و قسّمت إلى عدّة دوائر (دار السّلطان لتنس و السّاحل، بايلك الجهة الشرقية و الغربية مع خليفة شلف).

بعد 1830 خضعت المنطقة للإحتلال الفرنسي و هذا رغم المقاومة التي قام بها الأمير عبد القادر في السّهول و التي مثّلها الشريف محمّد بن عبد الله المدعو بومعزة في الدّهرة و الورشنيس. عرفت شعوب المنطقة عدّة مجازر قام بها قياد الاستعمار منهم (سان أرنو، بيليسي، كافانياك ...) بتدخين كهوف الدّهرة. هذه المشاهد خلّدت بفضل الّلوحات الزّيتية للمستعمرين.

خلال ثورة 1 نوفمبر 1954 ، كانت المنطقة تنتمي إلى الولاية الرابعة و قد ساهمت باستشهاد أبنائها، في تحرير البلاد و استقلالها.

و أخيرا يجب الإشارة إلى أن الولاية ساهمت بشكل كبير في إثراء الحضارة العربية الإسلامية بكتابات و مجلّدات العلماء و نذكر منهم : إبراهيم ابن يخلف بن عبد السّلام أبو عشاق التنسي – محمّد ابن عبد الجليل – أبو عبد الله التنسي – سيدي محمّد بن أبهلول – علي المجّاجي(940-1002 هجري) و مجّاجي عبد الرّحمان المجّاجي.
معصرة الزيت الكريمية من المناطق الأثرية في ولاية الشلف
الجغرافيا

يحّد ولاية شلف:

* من الشمال البحر الأبيض المتوسّط
* من الجنوب ولاية تيسمسيلت
* من الشرق ولايات عين الدفلى و تيبازة
* من الغرب ولايات مستغانم و غليزان

وتتميّز جغرافيا بعدّة عوامل طبيعية منها :

1) تنوع التضاريس:

وهي تتكوّن من 4 مناطق طبيعية تتّجه بالتّوازي مع السّاحل

* في الشّمال: الهضاب العليا لجبال الدّهرة و زكّار
* في الجنوب : هضاب الورشنيس
* في الوسط : السّهول
* أخيرا يمتدّ السّاحل على طول يقدّر بـ 130 كلم.

2) جوّ ذو درجات قصوى

* متوسّطي ذو رطوبة عالية في النّاحية الشّمالية
* قارّيّ في النّاحية الجنوبيّة

3) ثروة مائية متوسّطة

لا سيما واد "شلف" الذي يعتبر أهمّ مجرى بالجزائر و الذي يعبر الولاية من الشرق إلى الغرب.

4) ناحية زلزالية

تقع ولاية شلف في نواحي زلزالية تمتدّ من الأعاصير إلى تركيا.
شاطئ البحر في ولاية الشلف
النّظام الإداري

تنقسم ولاية شلف إلى 35 بلدية و 13 دائرة كالتالي:
الدوائر والبلديات التي تكوّنها

شلف شلف – سنجاس – أم دروع

واد فضّة واد فضّة – بني راشد – ولاد عبّاس

الكريمية الكريمية – حرشون – بني بوعطاب

زبوجة زبوجة – بنايرية – بوزغاية

ولاد فارس ولاد فارس – الشطية – لبيض مجاجة

بوقادير : بوقادير – واد سلي – صبحة

ولاد بن عبد الحقّ : ولاد بن عبد الحقّ – الحجّاج

عين مران :عين مران – حرنفة

تاوغريت : تاوغريت – دهرة

تنس : تنس – سيدي عكّاشة – سيدي عبد الرّحمان

أبو الحسن :أبو الحسن – == تلعصة == – تاجنة

المرسى المرسى – مصدّق

بني حوّاء بني حوّاء – بريرة – واد غوسين
السياحة

تزخر المنطقة الساحلية بأكبر مظاهر و مناظر نظرا لموقعها الجغرافي بما فيه البحر في الشمال و جبال الظهرة في الجنوب و جبل زكار في الشرق.

و لذا إنّ الساحل يغطيه موقعان كبيران؛ موقع الغرب الذي يمتد من بني حواء إلى تنس يمثّل منظرا جميلا مخضرّا و هو في سفح زكار.

و تكوّن أغلبية هذه المواقع الغابية خلجانا أمثال بوشرال و ترغنية و دومياالتي تؤلف منظرا خارقا في الجمال و تروق زيارته خاصّة بموقع حيث تتدفّق فيم مساحات المرجان. و إنّ السهول التي تطلّ على الخليج هي صالحة لخلق مراكز للعلاج بمياه البحر و محطات مناخية. إنّ الجهة هذه تأوي بلديتين: "بني حواء" و "واد قوسين" و تمتد على أربعين كلم، فتكسب مؤهلات تجعلها قطبا سياحيا ذا بعد دولي.

إنّ الشاطئ الغربي، دائما بالنسبة لعاصمة الساحل تنس، يمتد على سبعين كلم. و منطقته هي أوسع من الشاطئ الشرقي، تضيق أحيانا و سيّما في واد الملح و واد تغزرت و عند مخرج المنطقة السكنية القلتة حتى إلى بداية شاطئ الدّشرية (بلدية الدّهرة).

تتموقع في الناحية الغربية ثلاث بلديات: سيدي عبد الرحمان و المرسى و الدّهرة و تزخر بمميزات سياحية هائلة: شواطئ رائعة، غابات تصلح للصيد السياحي (خنزير الغاب، الحجل، أرانب) و دون ذلك.

و إنّ القدرات السياحية تتمركز في الناحية الشمالية للولاية. و من ناحية أخرى، إن مدينة تنس الواقعة على بعد خمسين كلم من الشلف تحتوي على موارد أكثر كثافة لأنها تشمل مواقع سياحية علاوة على القدرات البحرية.
الشواطئ

تمثل طولا يقدّر في مجمله بـ 18725 مترا، نجد من غربها إلى شرقها: القلتة، المرسى، عين حمّادي، قطّار، سيدي عبد الرحمان، واد الملح، مانيس، تنس، ترارنية، بوشرال، دوميا، بني حواء، واد تغزة، دشرية.
طرق و مناظر

* الطريق الوطني رقم 11: هذه الطريق التي تعانق الساحل بداية من الساحل الغربي (مستغانم) إلى غاية الجزائر العاصمة مرورا بتنس تكنّى عاديا "الساحل الفاروزي" و تقدّم منظرا هائلا.
* الطريق الولائي رقم 34: يقطع غابة "بيسا" التي تعتبر حديقة طبيعية و تزخر بالحيوانات و النباتات سيّما شجرة الفلّين و صنوبر حلب و تحلو فيها الجولات على الأرجل و الاسترخاء.
* الطريق الولائي رقم 30: بين منارة تنس و وسط المدينة، منظر شامل على ميناء تنس.
* منار المرسى
* قبّة سيدي عبد الرحمان: منظر جميل على الساحل الغربي
* منار تنس
* حلقة الطريق الوطني رقم 11 التي تنتهي في خليج ترارنية: شاطئ غني بالمرجان و موقع ساحر يحفّه صنوبر حلب يؤهل لخلق محطات مناخية.

المنابع المعدنية

هناك منابع معدنية موزّعة عبر الولاية تمتاز بخاصّيات علاجية محقّقة، تستغل حاليا من طرف أهالي البلاد. و إنّ مجراها اليسير لم يؤهلها لأن تصبح محطّات معدنية استشفائية.

* عين بوشاقور
* عين زعرور (مجاجة)
* حرحور (بني راشد)

نقاط مياه

* واد الشلف: هو أكبر وادي في الجزائر، و هو يعبر السهل و أطلق اسمه على الولاية. و هو يعبر الولاية من شرقها على غربها.
* سد سيدي يعقور: صالح للصيد الاسترخائي.
* سد وادي الفضة: منشأة فنية صالحة للصيد

القدرات الشبه السياحية
إمكانيات نباتية

* غابة المرسى: 2000هكتار بجنوب المرسى ينبت فيها سيّما صنوبر حلب و بصفة أقل THUYA.
* غابة القلتة: 5000هكتار، شجرتها الأساسية صنوبر حلب
* غابة أولاد بوفريد: في الناحية الشمالية الشرقية للمرسى، غابة مكونة من صنوبر حلب
* غابة تغزوت: صنوبر حلبو thuya و شجرة الفلّين
* غابة بيسا: مساحتها 1437هكتار، شجرها الأساسي: شجرة الفلّين.

توفر كل هذه الغابات إمكانيات للجولات و الاسترخاء والصيد و النزهة و الصيد الجماعي.
إمكانيات حيوانية

* الصيد: إنّ الأنواع التي تزخر بها الغاب للمنطقة الساحلية هي الخنزير و الأرنب و الحجل.
* الصيد البحري: إنّ الساحل على العموم يزخر بالسمك (نواحي جزيرة كلومبي، خليج ترارنية و القعر الجنوبيلتنس خاصّة).
* حقول مرجانية: توجد حقول مرجانية بين تنس و خليج ترارنية.

آثار و معالم

أحصي عدد هائل من المواقع و بقايا من الآثار و المعالم ترجع إلى فترات زمنية مختلفة و حضارات تركت بصماتها على تراب هذا الموقع التاريخي و الثقافي و تكوّن بالتالي الوجه الآخر الذي يزيد في ميزة المنطقة السياحية و الثقافية.

* آثار رومانية في عين مرّان
* بقايا كنيسة النصرانية (أقدم كنيسة في إفريقيا، أسّست عام 324 و يناسب ذلك حدثا هامّا في تاريخ العالم "لقد حمل اللاباروم للمرة الأولى في مقدّمة الخيالة لقسطنطين في معركة Andrinople يوم 3 جويلية 324"
* أسوار و أضرحة فينيقية في تنس
* مسجد سيدي مايزة تنس (أسس من طرف عرب الأندلس في القرن العاشرو قد سجّل معلما تاريخيا يوم 9 ماي 1905).
* مسجد شلف و يعتبر معلما تاريخيا و قد وضعت أسسه عام 1889.
* باب البحرر بتنس (أسوار يرجع تاريخها إلى القرون الوسطى)
* منار تنس: و قد كان محلّ زيارة لشخصيات بارزة في العالم السياسي.
* منار جزيرة "كولمبي" الموجود في المرسى قرب جزيرة كولمبي مقرُّ تجمع الطيور البحرية و المكان المفضل للفريق الفرنسي للغوص.
* تمثال العذراء (تنس).
* دار الباي منصف لتونس في تنس (بلاط يرجع إلى عهد الإمبراطورية العثمانية و هو ملجأ لباي تونس حين منفاه)
* قبّة "الأم بينات": راهبة فرنسية نجت من غرق سفينة "بومال" في نواحي بني حواء في القرن التاسع و التي أبهرت الناس بإنسانيتها. و قد جلب اهتمامها الخاص و شجاعتها تقدير الناس لها و اعترافهم و تمثّل ذلك في تشييد هذه القبة الموجودة عند مخرج مدينة بني حواء.
* وإنّ زلزال 10 أكتوبر 1980 و الذي كان مركزه ببني راشد على بعد 14 كلم من وادي الفضة كان له الأثر في تحويلات جيولوجية أثّرت على العالم الجيولوجي. و قد صرّح "هارون تازياف" للمجموعة العلمية العالمية أن بني راشد صارت مركز حج لرجال العلم.

و من جهة أخرى، تحتوي الولاية على مجموعة من البنيات التحتية الثقافية تتمثّل في متاحف (في الشلف و تنس) و مراكز ثقافية سيّما المركز الثقافي الإسلامي الموجود بالشلف مقر لا يتخلّى عنه الزوّار لهندسته و لقاعاته المخصّصة للعروض و المسارح و المكتبات.

Aucun commentaire: