dimanche 11 janvier 2009

عبد القادر فراح


عبد القادر فراح
أحد كبار مصممي الديكور المسرحي في العالم

اكتسب تصميم الديكور والملابس في المسرح الغربي خلال القرن العشرين مكانة خاصة كفن مستقل عن فن الإخراج, وأصبح الإبداع فيه جانبا أساسيا من جوانب التصور والتصوير للعمل المسرحي, والفنان الذي يقوم بهذا العمل هو المصمم الذي يضع الإطار البصري للمسرحية, ويضع لهذا الإطار سياقا مسترسلا يحتضن سياق الأحداث المسرحية... فعمل المصمم ليس مجرد وضع إطار فني مثبت 'وإنما ابتداع إطار فني متحرك, له إيقاع للثبات و للحركة, وإيقاع لوني للفراغ وإملاء الفراغ المسرحي .

ومن أبرز رجالات الفن في مجال التصميم على مستوى المسرح العالمي الفنان الجزائري عبد القادر فراح. فمن يكون يا ترى ؟

يعتبر عبد القادر فراح واحد من كبار مصممي الديكور والملابس, ولد بقصر البخاري في 26/03/1926, جده لأمه الشيخ الميسوم, العالم الجليل ومؤسس الزاوية الشاذلية بقصر البخاري, وهو سليل أسرة عريقة في العلم والأدب, فقد كان منذ صباه هاويا للرسم, ذواقا للفن والآداب, وهذا ما قصه علينا العديد من أصدقائه وزملائه في الدراسة أثناء الطفولة.

بداياته الفنية:

كانت بدايته الفنية عندما كان عمره 16 سنة, حيث كان يهوي الرسم، خيره أبوه إبراهيم بين السفر إلى القاهرة لدراسة اللغة العربية أو إلى أوروبا لدراسة هوايته الفنية، لكن والده توفي عام 1946 ولم يترك له ولإخوته سوى القليل مما لا يكفي للدراسة في أوروبا.

يروي فراح سبب عزمه دراسة الفن في الواقعة التالية "... وقعت حادثة بيني وبين أمين متحف الفن الحديث بالجزائر آلمتني بعمق، كان ذلك الأمين أستاذ فرنسي متخصصا في التاريخ الإيطالي, وكان بعض الزوار الدانمركيين قد اشتروا بعض اللوحات مني من معرض أقمته على نفقتي وأنا لم أبلغ سن العشرين بعد, و أطلعوا أمين المتحف على اللوحات الني اشتروها واستطلعوا رأيه فيها, فقال لهم: لماذا تشترون من فنان عربي! يجب ألا تشجعوا فنانا عربيا, لأن العرب كسالى ومواهبهم كالصواريخ تضيء لحظة ثم تنطفئ بسرعة..." و كان فراح يحب هذا الرجل و يقرأ دراسته بإعجاب, فتأثر مما قال في أعماقه أن يثبت له خطأه, فعزم على السفر إلى باريس لدراسة الفن.

عبد القادر فراح رساما:

بعد وفاة والده سافر عبد القادر فراح إلى باريس لتعلم الرسم, وقد اضطر إلى القيام بأكثر الأعمال مشقة بالأجر الزهيد ليتمكن من التجول بين المتاحف والمعارض ليواصل الرسم في غرفته الصغيرة، وبعد سنة من العناء والمشقة كلفته إحدى المدارس في بلدة - فونتبولو- برسم السقف لقاعة الاحتفالات بالمدرسة, وقد تركت له حرية اختيار الموضوع, فاختار دائرة أبراج الفلك, وهو من مواضيع الرسم للعصور الوسطى, وقد زين اللوحة بزخارف إسلامية الطابع, فأثارت هذه اللوحة فضول الناس, وهيأ له ذلك فرصة التعرف على الكثير, و من بينهم رجال المسارح الذين دعوه للعمل.

بدايته المسرحية:

أول من اجتذبه للعمل في المسرح, مخرج هولندي كلفه بعمل تصميمات الديكور والملابس عام 1952 لأوبرا "شومشوم و دليلة" بمسرح أمستردام, وصرح له المخرج بأنه قد اختاره لأنه يبحث عن فنان للتصميم يملك الخبرة بالصحراء وحياة البدو والتقاليد الشرقية وله أسلوب جديد غير مألوف في أوروبا، ومنذ ذلك التاريخ وجد نفسه أكثر انغماسا في العمل المسرحي وأقل إنتاجا في مجال الرسم, و تهاطلت عليه العروض الواحد تلو الآخر، وعين أستاذا ورئيسا لقسم بالمركز القومي الفرنسي للمسرح في الفترة من 1955 إلى 1961 وكان ينتقل كثيرا بين فرنسا وانجلترا, ويقوم أحيانا بالتصميم لفرقة شكسبير الملكية, ولكن السفر من فرنسا وإليها -كمال يقول فراح رحمه الله- أصبح كثير الصعوبة مع احتدام الثورة التحريرية. و في تلك الظروف دعاه الفنان الإنجليزي "بترهول" للالتحاق بفرقة شكسبير الملكية ومغادرة فرنسا نهائيا, وكان وقتها يصمم الملابس والديكور لمسرحية تشيكوف -بستان الكرز- للفرقة فقبل العرض وانتقل إلى انجلترا.

صمم عبد القادر فراح الديكور والملابس لعشرات المسرحيات في العالم من بينها المسرح القومي الفرنسي بستراسبورغ وفرقة مسرحية في المكسيك وكندا وفيينا وانجلترا وهولندا وألمانيا و.إيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وتونس وسويسرا, ونال عن ذلك أكبر الجوائز.

.رفض قبول جائزة وزارة الثقافة الفرنسية عام 1956 احتجاجا على الحرب الفرنسية بالجزائر.

في عام 1976 نال جائزة - رابطة المسارح للوست أند - لأفضل فنان وذلك عن تصميمه الديكور لمسرحية شكسبير -هنري الخامس- وكانت مفاجأة الديكور للمسرحية طريقة فراح في استخدام خيمة السيرك مطروحة على الأرض تمثل ميدان القتال الموحل في الحرب الإنجليزية الفرنسية, ثم رفع الخيمة فجأة بانتقال المشهد إلى قصر الملك -ملك فرنسا- وقد ازدان باطنها وأصبح هو السقف بزخارف القصر الملكي الباذخة على نحو يؤكد التناقض بين مشقة القتال و بين حياة الترف.

في عام 1980 نال جائزة أفضل تصميم مسرحي التي تنظمها المكسيك عن الديكور والملابس مسرحية شكسبير -ريتشارد الثالث-. وقد حصل على جوائز أحسن تصميم مسرحي لعدة سنوات أخرى منها 1977, 1979, 1982. قام بتدريس الفن في معهد ستراسبورغ القومي الفرنسي وفي المدرسة القومية مونتريال بكندا.

بعض أراء عبد القادر فراح في الفن المسرحي:

· إننا في عهد المسرح الفقير, العاري من الجمالية والزينة, إننا في عصر المسلخ والتجرد والنسك والبلاغة الاقتصادية

· قبل برنولد بريخت كان المسرح مرهونا بنجاح الممثل العظيم, ولكن الثورة المسرحية التي أحدثها بريخت دفع بالمؤلف إلى المقدمة, حيث ثبت أن المؤلف يستطيع أن يسمو بالممثل وبالمخرج على أجنحة الشعر, وكان اندفاع المؤلف إلى هذه المكانة ارتقى بعنصر الفلسفة في المسرح, وهذا أدى إلى دخول فن المسرح عهد التقشف والاستغناء عن الزينة والزخارف الزائدة شأن تقشف الفلاسفة وزهدهم في الزينة واستغنائهم عن .المحسنات وأدوات اللطف وأساليب البرقة.

توفي يوم الثلاثاء 20-12-2005 ببريطانيا مصمم الديكور المسرحي الكبير الجزائري عبد القادر فراح عن عمر يناهز 79 سنة بعد مرض عضال قضى معظمها مشتغلا على تصميم الملابس والديكور المسرحي والإكسسوار لمختلف المسارح في العالم منذ 1953.

Aucun commentaire: