الفن المطبخي هو أحد أشهر العادات والتقاليد العريقة لمدينة المدية، بحيث يعبر عن اللمدانيين وشخصيتهم المشبعة بالروافد الثقافية، بحكم تواجدهم في منطقة جمعت بين العديد من الشعوب والحضارات: من بربر، عرب، أندلسيين، أتراك وغيرهم، إضافة إلى وفرة مختلف المنتوجات الفلاحية مما جعل المطبخ اللمداني يتميز بتنوع أطباقه وثراء قيمتها الغذائية ولذتها الفائقة التي تفتح شهية كل مقيم أو سائح، فما إن يتذوقها حتى يحس بطعم العراقة والأصالة التي تنكهت بها.
يترأس قائمة الأطباق التقليدية اللمدانية طبق العصبان الذي يتوج الموائد في المناسبات كالأفراح وفي أيام العادية للأسر، ويطلق عليه وتقديمه كتأشيرة تفتح لك الأبواب لمعرفة ثراء تقاليد المنطقة، خاصة إذا كان متنكها بأفضل التوابل التي تجود بها أسواق المنطقة.
البلبول هو أيضا من أشهر المأكولات التي تختص بها المدية دون سواها، يحضر من الخبز اليابس حيث يهرس ثم يفتل بنفس الطريقة التي يحضر بها الكسكس، يضاف إليه الزعتر وعند تقديمه يحلى بالسكر، البلبول هو من الأطباق التي يقبل عليها الحضر وهو ذو أصول تركية، إلى جانب هذين الطبقين نجد أيضا الكسكس بأنواعه المختلفة فهناك ما يحضر منه بالمرق الأبيض أو الأحمر، ويضاف إليه أحسن العنب المجفف، ومنه ما يحضر بواسطة البازلاء والفول (المسفوف) الذي يقدم باللبن أو الحليب وهذا النوع يطهى عند استقبال فصل الربيع.
هناك أطباق أخرى تحضر في المواسم وأشهرها الروينة المعدة أساسا من القمح المحمص، يطحن ويغربل ثم يضاف إليه السكر ويعجن بالماء ثم يشكل في كريات كبيرة الحجم توزع في الوعدات والاحتفالات المحلية التي تسمى بالمعروف، والمغزى من توزيعها على الزوار وخاصة على تلاميذ الكتاتيب القرآنية هو درء للسوء عن مقديميها حسب المعتقد الشعبي السائد في المنطقة.
المدية هي من أكثر المدن الجزائرية إنتاجا للعنب بمختلف أنواعه (احمر بوعمر، الداتي، المقراني، السانسو)، وبذلك يكون أساسا في إعداد الكثير من الحلويات التي تدخل في الاستهلاك اليومي أو في المناسبات كرأس السنة الهجرية يناير أو الأعياد المختلفة، كما يحضر من أيضا الروب وهو مربى العنب المركز، إلى جانب هذه التخصصات المدانية يستطيع السائح بهذه المنطقة تذوق أطباق أخرى منها الكعبوش والسموم بجنوبها، كما تشترك مع بقية مدن الجزائر بأطباق مثل البغرير، الصامصة والمقروط وغيرها...
وبذلك يجد زائرها الخيار والدلال في تذوق ما لذ وطاب من مختلف أنواع الحلويات الشهيةفي بعض المناطق الدوارة أو البكبوكة، يستهلك في فصل الشتاء كما يحضر خصيصا في عيد الأضحى، فهو أفضل طبق يشتهيه اللمدانيون، وإن كنت سائحا بالمدية فسوف تدلك المطاعم التي تختص في طبخه
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire