عهد الأمير عبد القادر
كان الأمير بعد تأهبه للمعركة (بعد 1834) يفكر في ضرورة توسيع دولته من الناحية الشرقية بضم التيطري و المدية و باستيلائه على مليانة حتى يتمكن من محاربة الأجانب، ففي 1835م دخل مليانة و نصب أخاه الحاج محي الدين الصغير على رأسها ثم فكر في المدية و كان عالما بأهميتها الجغرافية و الاستراتيجية (و هي حصن يحمي الناحية الغربية) و كانت نواحي المدية خاضعة لنفوذ ولي من أولياء درقاوة هو الحاج موسى الدرقاوي الذي أعلن الجهاد على النصارى فقدم المدية في 1835 و طلب من سكانها أن يسلموا له يهود المدينة و إباضييها فامتنع السكان ثم صالحوا هذا الشيخ و سمحوا له بدخول الميدة و منها انطلق نحو الجزائر على حماره لقتال الفرنسيين فسمي بوحمار، و لم يرض الأمير بغيره ليتزعم الجهاد، و نزل عبد القادر عند مليانة في 20 أفريل 1835 و اصطدم بالحاج موسى في حوش عمورة على
و تعكر الجو بينه و بين الفرنسيين فكان الأمير يغزو القبائل المبايعة لفرنسا و كان كلوزيل Clauzel يغزو القبائل المناصرة لعبد القادر و هكذا عاد كلوزيل مرة أخرى إلى المدية في مارس 1836 ليفرض على السكان الباي محمد بن حسين الذي عينته السلطة الفرنسية و كان رد فعل الأمير سريعا.
فهاجم أنصاره المدية و استولوا على المدينة و بعثوا الباي إلى وحدة حيث قتل لكن في 07 أفريل 1836 دخل ديميشلا Desmichelas المدية من جديد و تطور الوضع شيئا فشيئا و عاد الأمير إلى وادي شلف سنة 1837 ثم إلى المدية و ألقى القبض على 80 من الكرغلان و بعث بهم إلى مليانة و أثناء إقامته بالمدية استقبل الأمير أعيان البليدة ثم نصب بعد ذلك أخاه الحاج مصطفى خليفة له على المدية.
و في 01 ديسمبر 1837 زحف إلى أولاد المختار جنوب المدية و كان يوجد بينهم رجل يدعى الحاج عبد الله أتى من المغرب الأقصى و تنبأ و ادعى أنه المهدي فوقع في قبضة الأمير و بعثه إلى سلطان المغرب الذي كان في طلبه و لكن خصوم الأمير مثل الدواير و العبيد و ناخة و أولاد نايل المختار لا زالوا يتربصون الفرص و اضطر الأمير إلى غزو زناجة جنوب بوغار مدة ثلاثة أيام حتى النصر، و في المدية توجه الأمير لمحاربة الزواتنة و هم كرغلان نزلوا زاكي الزيتزن غرب يسر ثم عاد إلى المدية و بهذا استقبل مبعوث الوالي فالي Valée لمباحثة مشروع معاهدة التافنة كما استقبل بها الحاج عيسى الأغواطي فعينه خليفة له على الأغواط و كان كلاهما ضد زاوية التيجانية عين ماضي.
قبل نهوضه لمحاربة الشيخ التيجاني كلفلان المدية إلى تاقدميت و كان يتوقع فيهم الميل إلى فرنسا، و في طريقه إلى عين ماضي اختط حصن نازا في الجنوب الغربي للمدية، و عندما دخلت حكومة الأمير في عصرها الذهبي و بلغت سلطته أقصى ما عرفه قرر أن تكون المدية مقر الخليفة و عين البركاني بها و أصبحت المدية مع تلمســـان و معسكر و مليانة عبارة عن جبهة تساير الساحل و تقف في وجه العدو و في نوفمبر 1839 رجع عبد القادر إلى المدية ليستأنف الحرب فكانت المدية عاصمة دولته فتوجه إليها الأعيان و الأنصار و نشبت الحرب و لعب خليفة مليانة و هو بن علال ولد سيسي مبارك و خليفة المدية و هو البركاني دورا هاما مثل تعطيل مواصلات العدو و قطع الماء على معسكر البليدة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire