الشيخ محمد بلحفري المدعو موحا الصغير
هو الإمام و المعلم و المجاهد و آخر طلبة الشيخ عبد الحميد إبن باديس.
ولد الشيخ بلحفري بالمدية من عائلة محافظة و يتميز بقوة الشخصية و الشجاعة و حبه للوطن.
في بداية شبابه سافر إلى قسنطينة ليتتلمذ على يد الشيخ عبد الحميد إبن باديس هو و بعض أصدقائه و من القصص التي يذكرها عنه الذين عايشوه أنه و بعد إستقراره بقسنطينة سمع أنه هناك بعض الصعاليك يقومون بالتعدي ليلا على طلبة الشيخ لأجل الإستيلاء على أموالهم فتعجب الشيخ بلحفري لسكوتهم عن ردع هؤلاء اللصوص فخرج ليلا باحثا عنهم ولما صادفهم إنهال عليهم ضربا جعلهم يفرون منه فرار الفئران و منذ تلك الواقعة أصبح طلبة الشيخ في مأمن ولا أحد يستطيع التعرض لهم.
و مع بداية الثورة المباركة إلتحق الشيخ بصفوف جيش التحري الوطني مجاهدا و إماما ليستوطن الجبال الشامخات لمقارعة الإستدمار الفرنسي و من بين المهام التي كلف بها من طرف قيادة الولاية الرابعة التاريخية هي جلب السلاح من الحدود التونسية فتنقل راجلا و ماشيا على الأقدام مع مجموعة من المجاهدين يشقون الجبال و الوديان و الأحراش تنفيذا لأوامر القياده آنذاك واستمرت الرحلة عدة أسابيع ليعود هو و رفاقه محملين بعتاد عسكري و أسلحة ساهمت في تعزيز القوة العسكرية لجيش التحري الوطني
و غداة الإستقلال شغل الشيخ بلحفري رحمه الله منصب معلم في مدرسة الزوبيرية بالمدية و بالموازاة مع مهنة التعليم كان ينشط في المساجد واعضا و مربيا و مرشدا و داعيا إلى الله تعالى
و بعد تقاعده من سلك التعليم لم تتوقف مسيرته العلمية و الدعوية بل شغل منصب امام بمسجد الشهيد بن دالي براهم إلى أن وافته المنية.
و قد تشرفت بالإحتكاك معه بالمسجد المذكور و نحن صغارا نحفظ القرآن فكان نعم المعلم و نعم المربي و نعم الإمام حتى و إن كنا نتصادم معه أحيانا إلا أنني أشهد أننا كنا نحن الخاطئين بحكم صغر سننا.
و معروف عن الشيخ محمد بلحفري دفاعه الشرس عن اللغة العربية و عن الإسلام و الجزائر و قد كان صادحا للحق لا يخاف في الله لومة لائم و كلمة الحق يقولها ولا يخشى أحد و كان عندما يعتلي المنبر فحدث ولا حرج ينتقد و يوجه و ينصح و يدعوا للحق ولو كلفه ذلك حياته
و من أبنائه البارزين محفوظ بلحفري صحفي بالتلفزيون الجزائري سابقا و بعده مقدم نشرات الأخبار بقناة mbc الفضائية.
رحمه الله تعالى و جزاه عنا و عن الإسلام و عن الجزائر خيرا