مدينة البرواقية :
منطقة فلاحية صغيرة بين أيدي المعمرين
يذكر في هذا الصدد أن بعض كبار عائلات المعمرين على غرار " بلاشت" و " بيرجو و "جرمان" شرعت منذ عام 1860 في عملية واسعة النطاق لنزع الملكيات مما أدى إلى إفقار العدد القليل من القبائل المحلية التي تمكنت من البقاء رغم تعاقب حملات الاستعمار على البلاد. و قد قامت هذه الأخيرة بتقاسم الأراضي الخصبة فيما بينها كما فرضت سيطرتها علىالمؤسسة السياسية لدرجة أن بعض هذه العائلات كعائلة " بلاشت" تمكنت من تعيين أحد أفرادها المتمثل في شخص جورج بلاشت كمنتخب بالمجلس الوطني آنذاك. و ساهم هذا المنتخب في مشروع إنجاز خط السكة الحديدية الرابط بين البليدة و الجلفة مرورا بالمدية والبرواقية و قصر البخاري و الذي استغل في نقل المحاصيل الزراعية و الخرفان و الحلفاء التي يتم جلبها من المستثمرات المسيرة من طرف عائلة " بلاشت".
جدير بالذكر أن مدينة البرواقية كانت تضم في حدود سنة 18922 سجنا فلاحيا أقيم بالموقع الذي كانت توجد فيه عشيرة كبيرة من الصباحي الفرنسيين و محطة للنقل بالسكة الحديدية موضوعة في خدمة عائلة " بلاشت". و تطلب الأمر الانتظار لغاية حلول العشرية الأولى من القرن 20 لبروز أول نواة حضرية موجهة لاستقبال المعمرين الجدد و عائلات الجنود المتواجدين بالمنطقة. و سرعان ما انضم سكان هذه المنطقة إلى الكفاح لتحرير الوطن حيث نفذت عمليات مسلحة متناثرة داخل المدينة استهدفت المعمرين و مؤسسات جيش الاحتلال.
منطقة معروفة بنشاطها المسلح
و تمت أبرز هذه العمليات سنة 19566 حيث نظمت عشرات الكمائن استهدفت معسكرات العدو المتواجدة بضاحية مدينة البرواقية و قوافل الجيش الفرنسي العابرة لتراب المنطقة من ضمنها الهجوم على موكب عسكري ب " حد ربيعة" (شرق البرواقية) الذي أسفر عن مقتل 25 جنديا و ضابطا في صفوف الجيش الفرنسي و استرجاع المجاهدين لكمية هامة من الأسلحة. كما قادت كتيبتا " الجلولية" و " الزبيرية" التابعتين لجيش التحرير الوطني عمليات واسعة أشهرها الهجوم الذي توج بالقضاء على معسكر للجيش الاستعماري بأكمله متواجد بمنطقة " الفرنان" بالمدخل الشمالي للمدينة. و مع حلول عام 1957 تم تكثيف العمل المسلح لاسيما بالمناطق الريفية حيث سجلت فرق جيش التحرير الوطني انتصارات عديدة رغم الجهاز الذي أقامه الجيش الاستعماري للتصدي لهجومات جيش التحرير الوطني.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire