حسين داي 1265 ه - 1848 م
هو حسين بن حسين ولد بقرية فرلة ( vurla ) الواقعة على الشاطئ
الجنوبي لجون أزمير ( 1764) من عائلة تركية أصيلة ، نشأ بأسطنبول
حيث تلقى مبادئ القراءة و الكتابة و اكتسب تدريبا عسكريا في احدى
المدارس العسكرية أهله لأن يصبح من رجال المدفعية بالجيش العثماني
، مارس تجارة التبغ بجانب عمله كجندي و تعامل في ذلك مع البنادقة
قبل أن يلتحق بحامية الجزائر بعد أن استغنى عن خدماته برغبة منه
أو لقوة في شخصيته و طباعه الحادة.
سمح له عمله بالجيش الجزائري أن يترقى من جندي في سلك الأوجاق ،
الى عضو بالديوان ، مما سمح له أن يصبح وكيل حوش راسوطا ثم تولى
منصب خوجا الخيل على عهد عمر باشا ( 1814 -1818) وظل محتفظا
بهذا و استطاع اكتساب ثقة الداي على خوجة (1817-1818) و أصبح
محل ثقته فشاركه قرار نقل مقر الحكم من قصور الجنينة الى حي القصبة
حيث أصبح الموظفون السامون و سجلات الدولة و ودائع الخزينة في مأمن
من تمردات فرق الانكشارية .
و قد ظل أثناء ذلك منتظما في حياته مقتصدا في معيشته متواضعا في مظهره
متقيدا بأحكام الشريعة الاسلامية ميالا الى القضايا الأدبية و المسائل الشعرية
محبا لاستظهار القرآن ساهرا على أحوال أسرته و راعيا لأخيه الذي كان يقيم
معه، معتنيا ببناته ( عائشة ، حفيظة ، أمينة ) و قد فضل أن يزوج كلا من
عائشة و حفيظة بصباط الجيش من اللوجاق .
أسند له منصب الداي في أول مارس 1818 بوصية من علي خوجة الذي وافته
المنية بسبب مرض الطاعون في أواخر شهر فيفري 1818 م ، و ذلك لمهارته
في معالجة الأمور و خبرته الادارية و معرفته بتصريف أمور الدولة أثناء توليه
منصب خوجة الخيل .
تتخلص أعمال حسين الداي في النقاط التالية :
-1- تنظيم الادارة و الاعتناء بالبحرية و ضبط أمور الجيش، حيث عين في حياته
كل من -الحاج أحمد باي بايا على قسنطينة
-و حسن بايا على وهران
- مصطفى بومزران بايا على التيطري ( المدية )
- يحى آغا قائدا عاما على الجيش (( آغا العرب ))
-2- اقرار الأمن وفرض سلطة الدولة ؛يث وضع حدا للعديد من حركات التمرد
و العصيان . مثال تصدى لتمرد قبائل الأوراس و النمامشة و واي سوف و قبائل
جرجرة و أتباع الحركة التيجانية و أولاد مختار و الأرباع بالهضاب العليا مابين
1823 -1826 .
-3-فرض هيبة الجزائر الدولية في تعامله مع الدول الأروبية تميزت علاقته بدول
الجوار بالسلم- خاصة دول االمغرب العربي و الدول العربية -، أما الدول الأوروبية
تميزت علاقته بهم بالحزم .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire