كانت مدينة الجزائر أيام الإحتلال الفينيقي تعرف بإسم إكوسيم، التي أسسوا عليها محطة تجارية خلال القرن 6 ق م وذلك بعد زمن من تأسيس قرطاجة . وتم إختيارها نتيجة موقعها الإستراتيجي الحصين، إذ كانت تمتلك ميناءا لإرساء السفن والذي تشكله أربعة جزر صغيرة.
وفي القرن الأول ميلادي تحولت إلى مستعمرة رومانية، وعرفت إثرها بإسم إكوسيوم
ثم خرجت المدينة أثناء حروب الوندال وثورات البربر وأصبحت مقر قبيلة بربرية عرفت بني مزغنة وفي القرن العاشر ميلادي أسس الأمير الصناهجي بلكين بن زيري بن مناد بأمر من والده مدينة جزائر بني مزغنة
وهكذا اشتهرت الجزائر تلك الفترة، فإتسعت رقعتها وأقامت علاقة في البر والبحر مما أكسبها أهمية، وأصبحت محل إعجاب الكثير من حيث كثافة سكانها وإزدهار تجارتها وإنتعاش إقتصادها وكثرة عمرانها. هذا جعلها محل أطماع الدول الأخرى، حيث خضعت لحكم عدد من الدول كالدولة الزيرية والحمادية، والموحدية، ومع ضعف هذه الأخيرة أصبحت تارة وأخرى بين الحفصيين والزيانيين، والمرينيين، حتى هاجمتها قبائل عربية وأصبحت تحت إملرة الثعالبة التي إنتزعها منهم الإسبان وأسسوا عليها حصن عرف بحصن الصخرة البينون، الذي أصبح يشكل مركز تهديد مستمر للمدينة لأن من خلاله يمكن مراقبة المدينة ويسهل قمعها بالمدافع.
ونظرا للتهديدات الإسبانية المتتالية على الجزائر، قرر الجزائريين الإستنجاد بالإخوة بربروس عروج وخير الدين لتخليصهم من الخطر الإسباني خاصة بعد نقضهم للصلح الذي تم بينهما.
فاستجاب عروج لطلبهم هذا وقصد الجزائر برا وأخوه بحرا وبدأ مباشرة في قصف الإسبان والتوسع على حسابهم بالتخلص أولا من حركة التمرد التي أعلنها سالم التو مي الثعالبي، ثم دخوله في حملات متتالية ضد الإسبان باءت كلها بالفشل حتى تم القضاء عليه سنة1518. وجاء بعده أخوه خير الدين الذي دخل في صراع مستمر مع الإسبان منذ1519م. ونظرا لإستمرار الفشل في صفوف الجزائريين. طالب سكانها الحماية من السلطان العثماني والدخول تحت لواء الدولة العثمانية. وهكذا بورك هذا الطلب بالقبول من خلال دعمهم بألفين من الجند الإنكشاري وعدد من المدافع والذخائر الحربية.
و تم تعيين خير الدين بايلر بايا على الجزائر. الذي إتخذ مدينة الجزائر عاصمة له، وبهذا دخلت الجزائر تحت لواء الدولة العثمانية وتحول خير الدين من أمير البحر إلى رئيس دولة مرتبطة بالإمبراطورية العثمانية ومتحالفة معها ضد إسبانيا زعيمة العالم المسيحي. كما تحولت الجزائر من قرية تجارية بسيطة إلى عاصمة للبلاد تحمل إسم جزائر الغرب.
وهكذا أصبحت الجزائر عاصمة الأتراك بصفة رسمية، إذ عرفت بالمدينة المحروسة التي لا تقهر.حتى تم إحتلالها سنة 1830 من خلال الحملة الفرنسية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire