لابن أبي شنب أعمال كثيرة ـ ما يفوق الأربعين مؤلفا ـ حسب رواية الشيخ الفاضل عبد الرحمن الجيلالي ـ أطال الله عمره و نفعنا بعلمه ـ و هذه الأعمال موزعة على سائر العلوم الإنسانية أو قل الأدبية المتداولة عند العرب و الإفرنج معا ، حيث أحيا بعضها بالتحقيق و بعضها بالتنقيح و بعضها بالشرح و التعليق و بعضها بالتأليف
المؤلفات
1ـ تحفة الأدب في ميزان أشعار العرب : كتاب من الحجم المتوسط، تناول فيه علم العروض بطريقة تعليمية مبسطة ، لا تختلف عن كتب غيره المؤلفة في هذا العلم ، يبدأ الكتاب بتعريف لعلم العروض ثم تحديد مفهوم الشعر ثم يعرف القصيدة ليصل إلى تركيب البيت الشعري .. و يختم الكتاب بفنون الشعر السبعة ، والتي نجد فيها بعض الاختلافات بينه و بين صفي الدين الحلي في كتابه ( العاطل الحالي و المرخص الغالي ) عند تناوله لفنون الشعر السبعة .. و يمتاز كتاب ابن أبي شبب بالبساطة في المعلومات مع الذكاء في تناول بعض الآراء التي قام حولها الجدل ، مثل تعريفه للشعر، يقول : الشعر هو الكلام الموزون قصدا بوزن عربي .و هذا التعريف يكشف لنا رأي ابن أبي شنب في مفهوم الشعر في العصر الحديث .. الشعر المرسل والقصيدة النثرية و شعر التفعيلة الخالي من القافية النمطية و غير ذلك . و الكلام الذي يأتي موزونا من غير قصد ليس شعرا . و ينطبق هذا على قصيدة عبيد بن الأبرص من العصر الجاهلي ، و بعض آيات القرآن ، التي جاءت موزونة ولكن دون قصد ، فليست شعرا . ( يريد أن يخرجكم … من أرضكم بسحره ) فهو موافق لمجزوء الرجز ( من تزكى فإنما … يتزكى لنفسه ) فهو موافق لمجزوء الخفيف .
و كذا بعض الأقوال التي تنسب إلى الرسول ( ص ) ، كقوله في غزوة حنين : أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب… فهي من منهوك الرجز .
و أعظم ما في هذا الكتاب ـ في رأيي ـ كثرة الشواهد و تنوعها ،لأننا في هذا العصر نفتقد في كثير من الكتب الشواهد التي تدعم الرأي و تفسر النظري و تجليه حيث تكتفي تلك الكتب بشاهد تداوله العلماء ـ على مر السنين ـ ثم تخلص إلى الحكم و تقنع به و تدعو الغير إلى التسليم به .
و كتاب ( تحفةالأدب ) مطبوع عدة طبعات آخرها الطبعة الرابعة سنة 1990م / 1411هـ . عن دار الغرب الإسلامي . و هو متوفر في المكتبة الوطنية ـ الحامة ـ تحت رقم : M466 a M468
2ـ كتاب في تربية الأولاد و عبارة عن رسالة الإمام أبي حامد الغزالي ، قام بترجمتها إلى اللغة الفرنيسة و نشرت في المجلة الإفريقية la Revue Africaine سنة 1901 م .
3ـ كما ترجم رسالة أخرى إلى اللغة الفرنسية بعنوان ( خاتمة في رياضة الصبيان و تأديبهم و ما يليق بذلك ) نشرت أيضا في المجلة الإفريقية و لكن لا يعرف مؤلفها .
4ـ قام بتهذيب و تبويب كتاب ( البستان في ذكر الأولياء و العلماء بتلمسان ) لصاحبها ابن مريم المديوني التلمساني و تم طبع هذا الكتاب سنة 1908مـ
5ـ كما قام بالعمل نفسه في رحلة الشيخ الورتلاني حيث حققها أحسن تحقيق ووضع لها الفهارس المفصلة و صحح ما فيها من هفوات و تصحيف
6ـ و العمل نفسه قام به في كتاب ( عنوان الدراية في علماء بجاية ) لأبي العباسي أحمد الغبريني و تم نشر هذا الكتاب سنة 1910مـ
7ـ قام بدراسة نقدية مستفيضة لتراجم الرجال المذكورين في إجازة الشيخ عبد القادر الفاسي، و قدم هذا العمل لمؤتمر المستشرقين الرابع عشر المنعقد بالجزائر سنة 1905 ، و نشر الكتاب باللغة الفرنسية في باريس سنة 1907 تحت عنوان Etude sur les personages mensionnes dans lidjaza de cheikh Abdelkader el fassi
7ـقام بنشر نبذة من كتاب : ترتيب المدارك …للقاضي عياض طبع بصقلية سنة 1910 .
8 ـ ألف كتابا في : ( تاريخ الرجال الذين رووا صحيح البخاري و بلغوه للجزائر) نشر باللغة الفرنسية في مجموع المقالات التي نشرت مأخوذة من مؤتمر المستشرقين سنة 1905 .
9ـ كما حقق كتابا في التاريخ بعنوان ( طبقات علماء افريقية ) لأبي عبد الله .
10 ـ و حقق أيضا كتاب طبقات علماء تونس لأبي العرب التميمي و هو جزآن و الكتابان الأخيران مختومان بفهارس و نتائج مفيدة ، طبع الكتاب الأخير بباريس حوالي سنة 1920 م
11 ـ و له كتاب آخر بعنوان بيان أسباب تملك النصارى في أسبانيا طبع بفرنسا سنة 1923 .
12 ـ و له كتاب قيم ذكر فيه و بين مآخذ الشاعر الإيطالي دانتي من الأصول الإسلامية في كتابه المشهور DVINA COMEDIA أو الكوميديا الإلهية و طبع سنة 1919.
13 ـ كما صحح و حقق كتاب الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية ،لمؤلف مجهول ، طبع سنة 1928 و هذا العمل قدمه في مؤتمر معهد المباحث العليا بالرباط سنة 1928.
14 ـ و له كتاب الفارسية في مبادئ الدولة الفارسية لابن فنفذ القسنطيني ، مع ترجمة سابقة مستقلة لهذه الشخصية ، نشر هذه المقالة بالفرنسية و طبعت سنة 1928 .
15 ـ و له كتاب وصايا الملوك و أبناء الملوك قحطان بن هود النبي … مع تعليقات .
16 ـ و كتاب طرس الأخبار بما جرى آخر الأربعين من القرن الثالث عشر للمسلمين مع الكفار … من تأليف الشيخ محمد العربي المشرفي الغريسي .ذكرنا سابقا أن ابن أبي شنب ألف كتبا كثيرة خاصة ما له صلة بالأدب و أقصد علوم اللغة العربية ، كما حددها العلماء قديما ، و من هذه الكتب و المؤلفات نذكر ما يلي :
17 ـ كتاب تحفة الأدب الذي سبق ذكره ، يقول عنه الشيخ عبد الرحمن الجيلالي هو كتاب فريد في بابه وحيد في فنه لم يؤلف مثله من حيث الجمع و الإتقان و الضبط ، مع وفرة المادة و كثرة الأمثلة و التمارين … طبع لأول مرة بالجزائر سنة 1906مــ … و طبع ثانيا سنة 1928
18 ـ و نشر مثلثات قطرب مشروحة شرحا بسيطا ، و طبع الكتاب بالجزائر سنة 1906 م
19 ـ و له بحث موجز في بيان أصل كلمة شاشية و نشر بالفرنسية سنة 1907 م
20 ـ و من أعماله تنقيح معجم العالم بوسيي ، و هو معجم عربي فرنسي ،مع بعض الزيادات ،طبع بالجزائر بعد وفاته سنة 1930مـ .
21 ـ و كذا عمل في معجم ابن سديرة ، و هو أيضا معجم فرنسي عربي ، طبع سنة 1924، دون الإشارة إلى اسمه في هذا المعجم .
22 ـ و من أعماله أيضا ضبط و نشر كتاب :تحبير الموشين في التعبير بالسين و الشين ، لصاحبه الفيروز آبادي … طبع سنة 1327 هــ .
23ـ و نشر أيضا منظومة الشيخ برهان الدين بن عمر الجعبري،المعروفة باسم :تدميث التذكير في التأنيث و التذكير ،و طبع بـستراسبورغ ،سنة 1911 .
24 ـ و كتب إيضاحا في شرح كلمة تليس باللغة الفرنسية ،و طبع سنة 1912مـ.
25 ـ و أهم كتبه المشهورة هو :أبو دلامة ،حياته و شعره .و هو عبارة عن أطروحة لنيل شهادة دكتوراه ، طبع الكتاب ( الرسالة ) بالجزائر سنة 1922 م.
26 ـ و له متاب الألفاظ التركية و الفارسية الباقي استعمالها في لغة أهالي مدينة الجزائر … و هو الرسالة الثانية لنيل شهادة الدكتوراه ، لأن شروط الحصول على هذه الشهادة كان يتطلب آنذاك تقديم كتابين في مرحلتين اثنتين ، و نوقشت الرسالة أمام الجمهور في الجزائر ، كما يقول الشيخ عبد الرحمن الجيلالي و ليس في فرنسا كما جاء في مذكرات توفيق المدنيـ رحمه الله ـ و نشرت هذه الرسالة ( الثانية ) سنة 1922مـ ، أيضا .
27 ـ و من أعماله ذات الصلة بعلوم اللغة ، تحقيقه و شرحه كتاب الأعلم الشنتمري على ديوان علقمة الفحل … و فيه مقدمة زاخرة فيها ترجمة الشاعر علقمة بن عبيدة الميمي ، و فيها استنتاجات و آراء قيمة ، كما أضاف إلى الديوان الأصلي جملة من شعر علقمة لم يذكرها الأعلم الشنتمري ، و في خاتمة الكتاب فهارس للكلمات المشروحة و لأسماء الرجال و النساء و القبائل ،و فهرس آخر لأسماء البلدان و الأماكن و الجبال و النهار و فهرس رابع لأبيات الشعر و قوافيه …طبع الكتاب بالجزائر سنة 1925 م.
28 ـ كما عني بشرح ابن السكيت على ديوان عروة ابن الورد … طبع الكتاب بالجزائر سنة 1926 .
29 ـ كما شرح شواهد كتاب الجمل للزجاجي ، و صدر الكتاب بمقدمة في ترجمة المؤلف ( الزجاجي ) و التعريف بالكتاب ، و ختم الكتاب بفهارس ثلاثة : أبواب الكتاب … أسماء الشعراء … أسماء القوافي .. طبع الكتاب ( الشرح و المتن معا ) بالجزائر سنة 1927 .
30 ـ كما شرح و رتب و هذب كتاب الأعلم الشنتمري في شرح ديوان امرئ القيس … و هو كتاب ضخم ، نشرته الشركة الوطنية للنشر و التوزيع ، بعد وفاته بسنوات طويلة ، و كان ذلك سنة 1974م .
31 ـ و من مؤلفاته القيمة كتاب طريف ، جمع فيه الأمثال العامية في الأقطار المغربية الثلاثة ( الجزائر ـ تونس و المغرب ) و شرحها باللغة الفرنسية … طبع بالجزائر سنة 1907.
32 ـ كما قام بجمع الأخطاء المطبعية ، و التصحيفات الواردة في معجم لسان العرب ، و بعث بها إلى العلامة أحمد تيمور في مصر ليضيفها إلى التصحيحات المضافة إلى الطبعة الثانية من هذا المعجم المذكور .
33 ـ و له تعليقات موجزة على كتاب غلط الضعفاء من الفقهاء لابن بري ..
34ـ و له كتاب أو معجم جمع فيه الألفاظ الإيطالية الدخيلة في لغة الجزائريين .
35 ـ و له ترجمة لما نظمه الشيخ محمد بن إسماعيل الجزائري في حرب القرم التي وقعت بين 1854 ـ 1856 LA GUERRE DE CRIMEE . طبع الكتاب بالجزائر سنة 1908 م .
36 ـ و ترجم قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه و سلم ، تنسب القصيدة لأم هانئ ، مطلعها .ما للمساكين مثلي مكثري الزلل *** إلا شفاعة خير الخلق و الرسل .
طبعت هذه القصيدة المترجمة سنة 1910مـ .
37 ـ كما قام بعمل جليل ، حيث تكفل بتنظيم خزانتي الكتب المخطوطة بالجامعين الكبير و الجديد ، فوضع لهما فهارس وصف فيهما ما احتوتا من نوادر الكتب و المؤلفات ، و طبع هذا العمل المتعلق بالجامع الكبير سنة 1909 .
38 ـ و ألف معجما آخر بالاشتراك مع المستعرب ـ ليفي بروفنسال ـ نقدا فيه بعض المطبوعات الفاسية ( المغرب الأقصى ) .طبع بالجزائر سنة 1927مـ
38 ـ كما ألف كتابا بعنوان : المثلثات ـ أو عدد الثلاثة عند العرب باللغة الفرنسية DU NOMBRE TROIS CHEZ LES ARABES طبع بالجزائر سنة 1927 .
39 ـ و ترجم ديوان الحطيئة مع ترجمة حياة الشاعر أيضا .
40 ـ و ترجم القسم الثاني من كتاب فقه اللغة للثعالبي .
41 ـ و ترجم متن شذور الذهب لابن هشام الأنصاري ، في النحو .
و في الأخير نقول : إن مؤلفات العلامة الجزائري ابن أبي شنب تفوق الخمسين مؤلفا ، ذكرها العلامة الجزائري الشيخ عبد الرحمن الجيلالي ـ حفظه الله و أطال عمره ، و نفعنا بعلمه ـ
في كتابه محمد بن أبي شنب ، حياته و آثاره ، و هو كتاب قيم ، أحاط بالكثير من جوانب حياة ابن أبي شنب ، و أثبت له بعض الأعمال ، منها : نتف من رسائله مع محمد كرد علي ، كما أثبت له بعض القصائد في مختلف الأغراض الشعرية ، كما أثبت في هذا الكتاب عينات من كلمات التأبين ، التي ألقاها أو أرسلها بعض الشخصيات العلمية و الأدبية و السياسية في وفاة ابن أبي شنب ، من مختلف الأقطار العربية ،خاصة تونس و المغرب الأقصى …
و إننا نقف وقفة إجلال و تعظيم لهذه العبقرية الفذة التي أنجتها تربة الجزائر في مرحلة عصيبة … رحم الله ابن أبي شنب ، الذي عرف كيف يزرع وسط الظلام الدامس شعاعا يتلألأ ويراه كل الناس فينبهرون و يتفاءلون قائلين : إن الشعاع سيعم و إن الظلام سيختفي .
لقد جمع ابن أبي شنب بين التأليف بالعربية والفرنسية، ونشر الكتب القديمة التي يراها ضرورية لأبناء وطنه في وثبته ونهضته.
كان محمد بن أبي شنب صورة الأديب والعالم المسلم الذي عرف كيف يطلع على الأساليب الأوروبية في العمل دون أن يفقد شيئا من صفاته وعاداته، وأورثته سعة علمه زهدا وتواضعا ورغبة في تلبية كل طالب علم قصده في مسألة أو قضية.
سافر محمد بن أبي شنب إلى أوروبا لحضور مؤتمرات المستشرقين وغيرهم، و أتاحت له هذه الزيارات أن يتصل بكبار العلماء في الغرب ومصر والشام، وارتبط بصداقات علمية مع بعض أعلام عصره وراسل كثيرا منهم، مثل الأستاذ أحمد تيمور باشا، وحسن حسني عبد الوهاب باشا، ومحمد كرد علي، ونشر كثيرا من بحوثه في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، وكان المجمع قد اختاره عضوا مراسلا به.
وكان العلامة محمد بن أبي شنب ينتدب في جميع الامتحانات العالية في شمال أفريقيا ويترأس لجنة من لجانها التي تتألف من كبار العلماء الفرنسيين، ويروي تلميذه محمد سعيد الزاهري أنه التقى به في لجنة الامتحان في تونس سنة (1341 هـ= 1922م) في الكلية الزيتونية مع العلماء الفرنسيين فوجده عالما جزائريا غير متجنس بالفرنسية، ورئيسا مشرفا على لجنة علمية فرنسية يرأس جلساتها بزيه الجزائري، وحين حضرت صلاة العصر أوقف الجلسة للاستراحة وقام فصلى.
جمع محمد بن أبي شنب إلى جانب ثقافته العربية الأصلية ثقافة الغرب، فقد نهل منها منذ الصغر، وتربى في المدارس التي كانت فرنسا تتولى إنشاءها وإعدادها بهدف تخريج أجيال مفرغة من الثقافة العربية والإسلامية، ولكن ابن أبي شنب تفلت منها ونجح في تحصين نفسه بثقافة عربية واسعة.
وكان يعرف من اللغات اللاتينية والإنجليزية والأسبانية والألمانية والفارسية والتركية، بالإضافة إلى الفرنسية التي كان يتقنها ويخطب بها وكتب بعض بحوثه بها.
ولم ينقطع ابن أبي شنب عن الدراسة والتحقيق وإلقاء المحاضرات في قاعات الدرس حتى لقي ربه في (شعبان 1347 هـ=1929م)، ودفن في مقبرة سيدي عبد الرحمن الثعالبي بالجزائر – رحمه الله رحمة واسعة .
مصادر البحث
1. أنور الجندي – الفكر والثقافة المعاصرة في شمال أفريقيا – الدار القومية للطباعة والنشر – القاهرة – 1385 هـ= 1965.
2. زكي محمد مجاهد – الأعلام الشرقية في المائة الرابعة عشرة الهجرية – دار الغرب – بيروت – 1994م.
3. محمد كرد علي – المعاصرون – دار صادر – بيروت – 1413هـ= 1993م.
4. خير الدين الزركلي – الأعلام – دار العلم للملايين ـ بيروت – 1986م.
5. يوسف إليان سركيس – معجم المطبوعات العربية والمعربة – مكتبة الثقافة الدينية ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
6. محمد السعيد الزاهري – محمد بن أبي شنب – مجلة المقتطف – نوفمبر 1929م.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire