ولدالشيخالعربي طبٌال سنة 1841 بمنطقة " تبحريــن " بالمديـة ،ينحدرمن عائلة عريقة محافظة علىالقيمالعربية الإسلامية ، ألحقه أبوهبأحدالكتاتيب كباقي أبناء المديبة ،وبعد ذلكقامأبوهبإرساله إلىإحدى الزوايا بغرب البلاد ، فانكبٌ علىالدراسة و المطالعة تحتإشراف الشيخ الفاضل" المجٌاوي " الذي كانحريصاعلى أداءرسالته المقدسة الممثلة في تعليمالقرءان اكريم لأبناءوطنه في فترة كانالإستعمار الفرنسي حديث العهد في هذه البلاد ،وماكانيقومبه مناستئصالللهوية العربية الإسلاميـة لأبناء الشعب الجزائري ،فتخرجت علىيد هذاالشيخ كوكبومنحملة القرءان الكريم ، وكانشيخنا" العربي طبٌال " ضمنهذه الكوكبة التي تشبٌعت بالعلوم الدينية و الشرعيـة ،وبعدإنهاء فترةدراسته بهذه الزاوية عاد إلى مسقطرأسه بالمديـة ، وعيٌن كمعلم بمسجد " سيديرمضان " بالقصبة بالعاصمة ،وبعدذلكانتقل إلأىمدينة " تنــس " ليصبحمفتيابها .
- ومعحنينهالمفرط إلىمسقطرأسـهالمديـة ، جعلهيعود إليها ليصبح إماما بمسجد " المالكي " قبلالشيخ " حميدةفخٌار " و ذلكفي سنة 1917 ،فاستبشرت به أهالي المديـة خيرا لشهرته و مركزه العلمي آنذاك ،حيثكان خطيبا و مفتيا و قاضيــا ،وتجنٌبالخلاف كانقدوقع حولوظيفة إمامة المسجد و تواضعامنه ،شدٌ الرحال إلىمدينة " البرواقيـة " لواصلعمله بالمسجد العتيق بها معأفرادأسرته إلىأنتوفٌٌي رحمه الله سنة 1919 ،ودفن بمسقطرأسه بـ " تبحريــن " بالمديـة بجوار ضريح " سيدي خانــوش " رحمهالله .
الحمدللهوحدهالقهار ، و الصلاة و السلام علىأشرف المرسلين سيدنا محمد صلىاللهعليه و سلم و على آله الطيبين الطاهريـن إلىيوم الدين .
قالتعالى : " منالمومنينرجالصدقواما عاهدوااللهعليه فمنهممنقضىنحبهو منهم منينتظر و مابدلواتبديلا " الآية 23 الأحزاب .
ولدالشيخ " امنوٌربنحدٌةيوم25 ماي 1925 في عائلة منأحدعشرفردا ،زاولدراسته في كتٌاب الحي علىيدالشيخ " عبدالقادرباشن " رحمهالله ،وقدحفظ القرءان الكريم سنة 1937وعمره آنذاك أحدعسرعشرسنة ،انتقلبعدها في الأربعينيات إلى قرية" لاأولاد خليفة " بولاية المدية أيممارسمهنةالتعليمالقرءاني لأبناءالقرية ليعودبعدها إلىحي" عينالذهب لمسكإمامة مسجد الحي ، وذلك سنة 11952 بعدأن أوقفوالده قطعةأرض لبناء مسجد ، وبعدسنتين أي سنة 1954 ذهب لتأدية مناسكالحج لأولمرة ، انتدب مرتينمنقبلوزارةالشؤون الدينية ضمن البعثة الوزارية للحج ، وذلكلمكانته و سمعتهالطيٌبة ، حيث يشهدله بتبليغ الرسالة بأمانـة و إخلاص ،ومع التسعينيات ،بدأالمرض يتبعه إلىأن وافتهالمنيـة يوم 21ماي 2002 .
ألحقهوالده بأحد كتاتيب الحي لحفظالقرءانالكريم علىيدالشيخ " رويس عبد العزيز " ،وإلىجانبهذاكانيقوم بمساعدةأبيه في فلاحةالأرض و تربية المواشي و بتوجيه و إرشاد أحد الأسرة الكبار السيد الحاج " رويس عبد القادر " الملقب بـ : " سي بحبح " الذي تميز بحبه الإسلام و غيرتهعليه ، فكان بماانعمالله عليه منالمال يقوم بإنفاقه في تعليمالأطفال النجباءمن أبناء المديـة اللغة وعلومها ،فطلب من شيخنا" رويس أحمد بن يوسف " الإنضمامإلى مجموعةالطلبة الذاهبين إلى" قسنطينة " لمتابعةومواصلة دراسته في اجامع الأخضر عندالعلامة الشيخ " عبدالحميدابنباديس " (1) ، وعندوصولهم إلىقسنطينة ، حضوا بترحابلدى الشيخ ، وأصبحوا منالمقربين لديه ،بحيث جعلكلامنشيخنا " رويس أحمد " و " محمدالصغيربن حفــري " منحراسه الدائمين يلازمانه أثناءقيامه بالدروس لحراسته من بعض المشاغبين و الأشرار.
و لاستحسان الشيخعبدالحميدابنباديس لطريقةتلاوتهم للقرءانالكريم ،كانيقولللطلبة : " رتٌلوا القرءانمعجماعةالمديـة" لأنه أعجب بهم في الأداء و النطق .
بعدعودة الشيخ " أحمدبنيوسف " منقسنطينة ، عملخبٌازا لعدع إيجاده عملا في الميدان الذي يناسب تعلٌمه ، و بعدذلك طلب منهالتدريس بالمدرسةالزوبيرية لتعليم اللغةالعربية ، فعمل بهالمدةأربع سنوات ثمغادرها بعدذلك ، عائدا لتربيةالمواشي ،وعند اندلاع الثورةالتحريرية أصبح منالممولينلها صحبة اخيه " قدور " ،وعند اعتقال هذاالأخير ، منقبلالجيش الإستعماري ذهب إلى " بوغار " بقصرالبخاري حيث كان ابنه الأكبريعمل خيٌاطا في ثكنة الجيش الإستعماري و كانيقومبتهريب بعض الملابس العسكريـة للمجاهدين ،و عنداكتشتف أمره لدىالإستعمار ، هرب و التحق بصفوف المجاهدين و استشهد بإحدى المعارك بمنطقة " أولادبوعشرة " و رجع الوالدإلىالمدية و بقي يعملبالفلاحة و تربيةالمواشي إلىغايةسنة 1965 ، و للإحتياج الماس للإطارات في ميدان التربية و التعليمبعدالإستقلال ،التحق الشيخ بسلكالتعليم ،فكاناول تعيينله في دار الطفولة بـ " بنشكاو " ثمانتقل إلىمدرسة" تيحبريـن " حيث عملبها لعدةسنوات ثمأصيب بمرض ألزمه اإبتعاد عنالتدريس ،وبقي يصارع المرض إلىأنتوفي سنة2003 في شهرنوفمبر رحمة اللهعليـه و طيٌب ثراه .
(1)الجماعة التي رافقهاالشيخ أحمدبنيوسف إلىقسنطينة تتكونمنالسادة : " محمدالصغيربنحفري – سي أحمد رويس الخيٌاط – علي بنخاوة – محمد دراجي.-
الحمدللهوحدهالقهار ، و الصلاة و السلام علىأشرف المرسلين سيدنا محمد صلىاللهعليه و سلم و على آله الطيبين الطاهريـن إلىيوم الدين .
قالتعالى : " منالمومنينرجالصدقواما عاهدوااللهعليه فمنهممنقضىنحبهو منهم منينتظر و مابدلواتبديلا " الآية 23 الأحزاب .
ولدبمدينةالمديـة بتاريخ الرابع جانفي 1903 ممنأسرة محافظة ،وعندبلوغه الخامسةمن عمره ، التحق بأحدكتاتيبها بحي"مرجاشكير " لتلقي حفظ القرءانالكريم،كماكانمعتادا آنذاك فيمثلهذاالسن عندأهالي المدينة ، فبدأحفظهعلىيدالشيخ " بنيلس " ثمالشيخ " الضيف بوشـو " الذي أتمعلى يديهحفظللقرءانالكريم .
- خلال هذه الفترة المبكرة منحياته التي انكب فيهاعلىحفظالقرءان الكريم ،لوحظ مالديهمن استعداد فطري و ذكاء مفرط و ذاكرةقوية ،وحب لطلبالعلم ،الشيئ الذي جعل من أسرته تقوم بكفايته للتفرغ طالبالعلم واستغلالالما لديهمنقدرات لمواصلةالتحصيل والتعلم ،فكان قد تعهده كلمنالشيخ " بغداد " و الشيخ " الحسينــــي " المعروف بـ : " بالحصينـــي " ليأخذعنهما ماتيسر منعلومالعربية مننحووصرف و بلاغة بالإضافة إلى علوم التوحيد و الفقه و التفسير و ماتيسرمن علم الفلك ،وهولميتجاوز سن العشرين ربيعامن عمره .
- ماحظي بهشيخنا " أحسنالتهامي " رحمهاللهتعالى منعلمو أخلاق تربوية ،جعل أعيانأهالي المدية ينتخبونه معلمالتحفيظالقرءان الكريمبالكتٌاب الذي كان قد تخرٌج منعطالبا خلفاللشيخ " الضيف بوشو " إثروفاته .
والجديربالملاحظة ، أنٌ كتٌابه لميقتصر على عملية تحفيظ الصبية للقرءان ،بل تعداهم إلىتعليمالكبار في حصصمسائية خاصة مشاركابذلك في محوالأميـة التي كانتضاربةأطنابها آنذاك عندعامةالناس .
و أثناء عملهالتعليمي هذا،اعتمد علىتكوينهالذاتي ، وذلكباعتكافه علىمطالعةكتبالتفسير و الفقه و المنطق ... كماكانيجالس العلماء و يأخذعنهم ،وكان مايطالعهمنكتب، يقوم بتعقيباتو إضافات علىتوصلقراءته علىهوامش هذهالكتب و تسجيل ماوجدهمن خلافقات فينفس الموضوع و مايستحسنهمن آراء و أفكار .
و بحكمتكوينهالذاتي ،و تحصيلهالمعرفي في هذاالميدان ،لميقتصر نشاطهالتعليميعلىتحفيظالقرءانالكريم فحسب ،بلتعداه إلىتدريس الفقه و التوحيد و القصص القرءاني و السيرةالنبويـة الشريفة ، بالإضافة إلىعلومالعربيـة .
و بفضلمناللهعزوجل ، و عملشيخنا و نشاطه الدؤوب ،تخرجتعلىيديه نخبة منالطلبةالشباب الذينكانلأغلبهم شرف التعيينفي المدارس الإبتدائية بعدالإستقلال مباشرةلتعليماللغةالعربية ،وبذلكالتحقوا بوازرةالتربية و التعليم ، كماكانمنهم منالتحق بوزارةالشؤون الدينيةفي الستينيات .
و مننشاطاته كذلك ،أنه بحلول شهررمضان المعظم منكل سنة يفتحكتٌابهبحي" مرجاشكير " ليحييليايه بتقديمدروس و مواعظ و إرشادات للمصلين يختمهابإقامةصلاةالتراويح ،الشيئ الذي جعل سكان هذا الحي يقبلون عليه و يواضبون على الحضور و بخاصة الكبار و المسنون منهم إلىآخر يوم منه.
بعدالإستقلال كان لهشرف تأطيرجمعية بأحد مساجد العاصمة رفقة الشيخ " محمد الحسيني " المعروف بـ " محمد بلحصيني " لكنتأطيره هذا لميدمطويلا ( سنةواحدة )لعقدالعزمعلىالعودة إلىتعليمالأطفال حفظ القرءان الكريم ، وتكريس حياته لهذه المهمة النبيلة الشريفة ،وبعدعودته لميكتف بتحفيظ القرءان فحسب ، بل كانيخصص لطلبته المتفوقين في عملية الحفظ حصصامسائية يدرسهم فيها متن الأجروميـة ، وشرح الكفاوي ، وكانيدعوهم دائما إلىتجنب التدوين و يدعوهم إلى الإعتماد علىالذاكرة .
إضافةإلىما تقدم ،أنه كان يتقن الخط و يجيده ،فقامبنسخ مصحف بيده بمساعدة الشيخ " قدور المستغالمي " الذي قام بإهدائه شخصيا للرئيس الراحل " هواري بو مدين " إثرزيارته لولاية المديـة سنة 1969 ، كما كانقداتصل به صاحب مكتبة البلدة لنسخ مصحف و طبعه بلبنـان .
و في آخر أيامحياته ،ابتليبمرض الحصرالبولي ،فكانصابرا لقضاءالله و قدره ،وبقي علىتلكالحال إلى أنوافتهالمنية بتاريخ 25 فيفري 1987 ،وأثناء تشييعجنازته قلمطلبتهالشيخ " محمدبلحسن اليعقوبي" بإلقاء كلمة تأبين علىروحه قبل أنيوارى جثمانهالتراب .
- والشيخأحسنالتهامـــي رحمهاللهإلىجانب كونه معلم تحفيظالقرءان الكريم ، كانيتمتعبأخلاق فاضلة و مواقف و مبادئ حسنةجعلتمنه مضرب الأمثال في التربية الدينية النابعة عنالعقيدة الصحيحة و القدوة الحسنة ، و يكفيهشرفا ، أنٌ جل طلبتهساروا علىنهجه ،نذكرمن جملتهم الشيخ" محمداليعقوبي " قدشهدبجدارتهو تمكنه منعملهالتعليمي في حفظالقرءان و تدريسه المرحومالشيخ " محمدبلجباس " .
كمالقٌبوه مندرسوامعه ،أمثالالشيخ " بنعيسىبندالي " رحمهالله بـ ( جامعالمتون " لكثرةحفظهللمتون،كمتن الأجرومية ، وألفيةابنمالك ، ولاميةمختصر خليل ، متن ابنعاشر ... ،وهذاماجعلهموسوعة في هذاالميدان،متضلعا في المسائلالفقهية و مرجعا يلجأإليه في الفتاوي ،وكانمنرفاقه الذينلازموه يومياكلمنالســـــــادة :
إن تاريخ تأسيسمدينة المدية ما يزال يثير جدلا كبيرا من خلا ل الآثار و آراء الكثير منالباحثين في مجال التاريخ و علم الآثار، حيث تنسب هذه المدينة إلى قريةقديمة لامباديا بل و قبلها كانت تسمى ألمغاراو حسب الروايات التاريخية أنميلاد هذه المدينة يعود إلى ألف سنة. حيث تأسست سنة ثلاث مائة و خمسون (350) هـ مع مدن مليانة، بجاية، الجزائر العاصمة، تلمسان و هذا ما ذكرهالمؤرخون أمثال البكري أن المدية عتيقة قديمة و أن المدية سبقت بني زيري وأنها أقدم من أشير.
عرفت المدينةالكثير من الحضارات مرورا بالعهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية وصولاإلى العهد العثماني، فكانت التسمية التي أطلقت عليها سنة ألف و خمس مائة وثمانية و سبعين (1578) م ببايلك التيطري. و لو غصنا في عمق التاريخ لمااستطعنا أن ننفذ من هذه الفسيفساء التاريخية التي نسجت مجد هذه المدينةالعريقة. و المدية اليوم من بين ولايات القطر الجزائري تتوفر على منتوجثقافي سياحي و تاريخي، و هي تتقاطع مع مدينة تلمسان في عدة تقاليد لتشابهأنماط المعيشة لدى سكانها، و أسلوب حياتهم حتى قيل أنها شقيقة تلمسان، ومع ذلك تبقى المدية تلك المدينة المترامية الجذور في قلب الجزائر الغالية،والتي أنجبت العظماء أمثال الشيخ ابن شنب و فضيل اسكندر، فخار مصطفى وغيرهم و يكفيها أنها كانت عاصمة الولاية الرابعة حيث لعبت دورا ثوريابارزا خلال فترة الإحتلال.
المبحث الأول: مدينة الجزائر خلال الحكم العثماني.
كانت مدينة الجزائر أيام الاحتلال الروماني تعرف باسم "ايكسيوم" ثم خرجتأثناء هجمات الوندال وثورات البربر وأصبحت مقرا لقبيلة بربرية تدعى "بنيمزغنة" وفي القرن العاشر ميلادي، الرابع هجري أسس بلكين بن زيري بن منادالصنهاجي مدينة لقبها "بجزائر بني مزغنة".
وأخذ نمو الجزائر يتزايد إلى أن هاجمت القبائل العربية سهول متيجة فاستولتقبيلة الثعالبة على جزائر بني مزغنة وسكنتها، ولما وضعت الدولة الزيانيةتكالب الإسبان على سواحل إفريقيا واحتلوا الجزائر وأسسوا حصنا على إحدىصخورها "البينون" .
ونتيجة للضغوطات الإنسانية على سكان الجزائر استنجدوها بالأخوين عروج وخيرالدين بربروس للتخلص من الخطر الاسباني المحدق بهم، لأنهم على علم بعدمقدرتهم على مواجهة الجيوش المسيحية، وذلك بسبب ضعفهم وصراعاتهم الداخلية . وعندما نجح عروج في القضاء على شيخ المدينة سالم التومي ونصب نفسه حاكماعليها، حرض الإسبان أنصاره للتخلص من عروج وأتباعه، وشنوا بدورهم حملةعليهم 1516م باءت بالفشل. وحملة أخرى في 1518 نجحت في القضاء عليه، كماوجهوا حملة جديدة على مدينة الجزائر سنة 1519 للقضاء على خير الدين ورفاقهباءت هي الأخرى بالفشل. قام أهل الجزائر في أثرها بتحريض من خير الدينبطلب الحماية من السلطان العثماني في مقابل الانطواء تحت لواء الدولةالعثمانية وهو ما لقي القبول عنده، وقام بمساعدة الجزائر بألفي من الجندالانكشاري وبمثلها من المتطوعين وتعيين خير الدين بايلربايا على الجزائروذلك أواخر 1519م .
قد اتخذ خير الدين مدينة الجزائر عاصمة له، وفي عهده وعهد خلفائه اتخذتمركزا منبعا، تحطمت أمامه كل الهجومات الاسبانية وغيرها، حتى أطلق عليهاالمدينة التي تقهر، أو المدينة المحروسة، ودار الجهاد، ودار السلطان ولمتنجح سوى الحملة الفرنسية في سنة 1830م في احتلالها .
أولا: موقع مدينة الجزائر.
تقع مدينة الجزائر بين خطي عرض 36.46 شمالا وخط طول 3.3 شرقا، وبالتاليتقع في إقليم وسط البلاد، جناحها الغربي الإقليم الوهراني، وجناحها الشرقيالإقليم القسنطيني .وهي مدينة بحرية مبنية على شاطئ البحر على قاعدة واسعةنسبيا في شكل نصف دائرة على هضبة سريعة الانحدار .
ويمتد إقليم مدينة الجزائر من دلس شرقا، إلا تنس غربا، ومن ساحل البحرشمالا، إلى سفوح الأطلس البلدي جنوبا، وتضم إقليمي الساحل ومتيجة مع بعضالامتدادات في بلاد القبائل والتيطري . وقد تحولت من مرسى صغير، يلجأ إليهالصيادون ويؤوى إليه المسافرون كمحطة ثانوية عند هبوب العواصف إلى مرسىكبير يستقبل مختلف السفن والبضائع، ويقصده التجار من الداخل والخارج.
كما تحولت من قرية مجهولة وعرة المسالك معلقة على صدر الجبل، إلى عاصمة البلاد، كثيرة العمران وافرة السكان .
وقد كان للمدينة خمسة أبواب هي:
ثانيا: أبواب مدينة الجزائر:
أ- باب عزون:
نسبة إلى أحد الثوار من الأهالي اسمه عزون، ثار ضد الحاكم التركي، وحاصرالمدينة لكنه قتل من طرف الأتراك. وباب عزون من أهم أبواب المدينة، ومنهكان يدخل القادمون من الجنوب والشرق ومن السهل المتيجي. وكان له جسر يرفعأثناء الخطر .
ب- باب الجديد:
يقع في الجهة الجنوبية الغربية يدخل منه القادمون من البليدة والغرب .
ج- باب الوادي:
نسبة إلى الواد الذي يمر بجانب المدينة، يفتح هذا الباب على الشمال أوالطريق التي تمر بجبل بوزريعة، وهو أقل الأبواب أهمية، ينتهي بجسر يرفعوقت الخطر .
د- باب الجزيرة:
وسمي بباب الجهاد، لأنه الباب الذي كان مخصصا لدخول وخروج القراصنة. وهوأشد الأبواب متانة ومناعة، تقع بجانبه عدة ثكنات للانكشارية البحرية .
و- باب الديوانة:
ويسمى أيضا باب البحر، أو باب السردين كان مخصصا للتجارة البحرية، ولقدعلقت بهذا الباب خمسة أجراس، قيل بأنه جيء بها من مدينة وهران سنة 1708موعلقت على باب الديوانة تخليدا لذكرى الإنتصار على الإسبان واسترجاع مدينةوهران .
كل هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم متقنة الصنع، مرصعة بالحديد، تغلق قبلغروب الشمس بقليل وتفتح بعد طلوع الشمس بقليل، يكثر بها الحراس، وتشتد بهاالحراسة حتى لا ينسل منها إلى المدينة مشبوه فيه وتحاديها القلاعوالثكنات، وكان داخل هذه الأبواب أبواب أخرى ثانوية مثل البابين الداخليينبالقصبة العليا والباب الداخلية فيما وراء باب الجزيرة أو الدزيرة .(انظرالملحق رقم:01).
ثالثا: مراحل الحكم العثماني.
وكما ذكرنا سابقا أن مدينة الجزائر قد دخلت تحت الراية العثمانية هذا مااكسبها نوعا من الحماية، وأبعدها عنها الكثير من الأطماع خاصة الاسبانية،واستمر الحكم العثماني للجزائر من عام 1509م الى غاية الاحتلال الفرنسيعام 1830م. حيث اجمع المؤرخون على تقسيم هذه الفترة الطويلة من الحكم إلىأربعة عهود وهي كالتالي:
أ- عهد البايلربايات (1519م-1587م)
وبدأ حكام مدينة الجزائر يطلق عليهم هذا اللقب ابتداء من 1519م، وهوالتاريخ الذي دخلت فيه مدينة الجزائر تحت راية الحكم العثماني بصفة رسمية،وكان أول من حمل هذا اللقب هو "خير الدين" استنادا إلى الفرمان الذي أصدرهالسلطان العثماني "سليم الأول"، أن يكون التعيين رسميا من طرف السلطان .
كما لمعت في هذه الفترة عدة شخصيات نذكر منها: "صالح رايس" الذي قامباسترجاع وتحرير بجاية، ووضعوا حدا لأطماع الإسبان، وطردوا منها بصفةنهائية سنة 1555م .
ولقد تولى هذا المنصب (منصب بايلرباي) ثمانية عشر شخصا من الأتراك أولهمكما ذكرنا سابقا خير الدين (1519م-1534م) وآخرهم حسن فنزيانو (1583م-1587م) ، وتميزت هذه المرحلة من الحكم أن معظم من شغل هذا المنصبهم من طائفة رياس البحر الذين كان ابلغهم من رفاق خير الدين .
ب- عهد الباشاوات (1587م-1659م)
في سنة 1587 تم إلغاء نظام البايلربايات، واستبدله بنظام الباشاوات وهذاالتغيير عين من قبل السلطان العثماني "مراد الثاني"، حيث اصدر فارمانإلغاء نظام البايلربايات واستبداله بهذا النظام، فاخذ الباب العالي بإرسالالباشاوات لحكم مدينة الجزائر ابتداء من 1587م ، وكان هؤلاء الحكام يديرونشؤون الدولة بمعاونة اللجنة الاستشارية مؤلفة من: وكيل الخرج، الخزناجي،خوج الخيل والأغا، وفي هذه المرحلة كان الباشاوات يعينون لثلاث سنوات .
وأول باشا عين طبقا لهذا التنظيم الجديد هو "دالي احمد باشا" (1587-1589م) وتداول على هذا المنصب أربعة وثلاثون حاكم منهم من شغل المنصب لمرتين مثل "حسين الشيخ" (1613م-1616م)، وكان آخرهم الباشا "إبراهيم" (1656م-1659م) .
ج- عهد الأغاوات: (1659م-1671م)
انتقل النظام من الباشاوات إلى الآغاوات، وكان هذا عام 1659م، وكانالأغاوات ينتخبون من الفرق الانكشارية لمدة شهرين قمريين لهذا كانوايعرفون ب "أغا المقريين"
ولكي لا يستأثر بالأغا بالسلطة فقد تقرر أن يستعين الحاكم بالديوان العالي . وقد تميز هذا العصر بمحاولة انفصال الجزائر عن الدولة العثمانية ، ضفإلى ذلك النظام لم يدم طويلا، فالأغا يتولى الحكم كما اشرنا سابقا لمدةشهرين ثم يعزل، لذا تشبث الأغا بهذا المنصب ورفضوا التنازل عنه مما أدىإلى عزلهم بطريقة غير طبيعية كالقتل وأول من تولى هذا المنصب هو "خليلأغا" (1659-1660م) وجاء بعده ثلاثة أغوات كان آخرهم "علي أغا" (1665م-1671م) .
د- عهد الدايات (1671م-1830م):
نتيجة الأوضاع التي شهدها عهد الأغوات من النزاعات الشخصية والمؤامراتوالانقلابات ضد بعضهم البعض والاغتيال حتى أن كثيرا من ولاة هذا العهدعزلوا أو قتلوا أو ابعدوا بعد شهرين أو أقل من تعيينهم في مناصبهم، وأدتهذه الحالة إلى ظهور طبقة الرياس واختفاء نظام الأغاوات وظهور عهد الدايات 1671م، والذي دام طويلا واندمج فيه الجنود الانكشارية بطائفة الرياسواختفى الصراع بينهما. وتمكن بعض الدايات من الاستقرار في الحكم مدة طويلةخاصة في القرن الثامن عشر، وكانت هناك بعض التنظيمات تحد من سلطة الداي فيأوائل هذا العصر، ولكن في العصور المتأخرة حكموا حكما مطلقا وأصبح للدايالحرية المطلقة في الحكم والإدارة والتفاوض مع الدول الاجنبية وعقدالمعاهدات السلمية والتجارية، ويعلن الحرب والسلم ويستقبل الممثلينالدبلوماسيين الأجانب، ومنه يعد عهد الدايات بداية لعهد الاستقلال الكاملللدولة الجزائرية عن الدولة العثمانية ولم تبقى إلا بعض الشكليات ، وأولمن تولى هذا المنصب هو الداي الحاج باشا (1671م-1682م) وجاء يعده أربعةوعشرون دايا كان آخرهم الدي حسين باشا (1818م-1830م) والتي كانت فترة حكمهأطول من الفترات في عهد الدايات .
رابعا: أوضاع مدينة الجزائر قبيل حكم الداي حسين.
تميزت أوضاع مدينة الجزائر قبيل الداي حسين الاضطرابات وتجاوزات الأتراكعلى مستويات متعددة، فسياسيا كان نظام الحكم متوترا فالدايات يتعرضونللانقلابات والقتل منذ بداية حكمهم سنة 1671م وقتل منهم ستة عشر داي، كماأنها لم تسلم من الاضطرابات الداخلية المتكررة من فترة إلى أخرى ففي غضونسنة (1813م-1814م) قام بأي وهران بثورة على مدينة الجزائر وزحف على رأسجيشه شرقا حتى وصل إلى مكان لا يبعد عن المدينة بأكثر من ثلاثة فراسخ،وبعد انتصارات وهزائم تمكن الداي "عمر باشا" الذي كان يشغل منصب الأغا فيتلك الفترة من قمعها واسر بأي وهران وإعدامه .
إضافة إلى سخط الأتراك، فثارت فرق الجيش المتواجدة بقسنيطنة وقررت إسقاطالداي، وفي 30 نوفمبر 1817 وصل إلى المدينة الجزائر جيش يتكون من أربعةآلاف أو خمسة آلاف جندي فاستقبلوا بنيران المدافع فاضطر الثورات إلىالتراجع وإقامة معسكرهم بعيدا عن المدينة، ولكن هذا المعسكر اختفى فياليوم التالي ، ونتيجة لهذه الاضطرابات أمر الداي علي خوجة (1817-1818) بان ينقل مقر إقامته من القصر السابق إلى القصبة، أعلى نقطة في المدينة فيسرية تامة، وفي الليل، أيضا عمل علي باشا على الزيادة في تحصين القصبةوتزويدها بمئة مدفع آخر وبالإضافة إلى حرسه التركي كون فرقة قوية منالكراغلة والحضر وأخرى من الزنوج، وحرص على أن تكون الفرقة التركيبة اضعفالفرق في الجيش والحاميات على حد سوى، حتى لا تستطيع أن تقوم بأي حركة ضده، ولم يغفل عليه أن جعل بينهم جواسيس يلتقطون له إخبارهم .
أما على الصعيد الاجتماعي فكانت مدينة الجزائر تعاني من اجتياح الطاعونمنذ 1817م هذا الوباء الذي لم تبتلى به منذ عشرين سنة، واستمر في الفتكبحياة الناس، ففي شهري أوت وسبتمبر 1817 كان يؤدي بحياة مائتين شخص يوميامن مدينة الجزائر .
وشهدت هذه الفترة تناقصا في عدد الأتراك يوميا وهذا بسبب الإعدام والطردوغير ذلك فمنهم من عاد إلى وطنه تلقائيا ، كما أن الداي علي خوجة وضع خطةتقضي على الانكشارية نهائيا من المدينة وعمل على اخذ أطفال اليهود مندويهم وإرغامهم على اعتناق الإسلام والقيام بالحراسة في القصبة، وترسلالبنات إلى خدمة حريمه، وقد أثار هذا اشمئزاز جميع المسلمين لأن دينهم لايرضى بأعمال من هذا النوع .
وفي عام 1816 حصرت غارة اللورد ايكسموث على مدينة لجزائر التي دمرت جزءامن مباني المدينة وخربت عددا من الراكب البحرية من ضمنها "البورتقيزية" التي أسرها الرايس حميدو من البرتغال عام 1802، واضطر الداي عمر باشا علىإمضاء صلح مهين مع انجليزا، فأطلق جميع الأسرى المسيحيين بالمدينة وأعادالمبالغ المالية التي تم بها شراء الأسرى قبل دلك وتنازل عن المطالبةبالاتاوات .
وقدر محتوى الخزينة في الفترة التي سبقت عهد الداي حسين (1817م) بخمسيندولار اسباني وهو مبلغ ضخم لأن الدولار الاسباني كان يساوي في تلك الفترة 3.4 فرنك فرنسي ، وتم تحويل هذه الخزينة بما فيها إلى مقر السلطة الجديدة .
أما الأوضاع الخارجية لمدينة الجزائر قبيل عهد الداي حسين خاصة مع جيرانهاتونس والمغرب وطرابلس كانت على حال حسنة، فعلاقة مدينة الجزائر مع تونستحسنت بعدما كانت في اشد توترها وانطفأت نار الفتنة في عهد علي خوجة الذيعمل على تحسين العلاقة ونسيان الماضي وأحقاده، وكذلك مع المغرب وطرابلسوهذا ما تدل عليه التبرعات التي بعث بها مولاي سليمان سلطان المغرب،والمراكب الذي بعث به يوسف باشا من طرابلس، وهي التبرعات التي جاءت إلىمدينة الجزائر بعد المعركة المؤلمة مع الانجليز . أما مع الدول الأجنبيةفكانت الأوضاع تتأرجح من دولة إلى أخرى، فمع الانجليز فقد بناهج من خلالحملة اكسموث على المدينة 1816م، أما اسبانيا فمند سنة 1815 وهي تبدل جهودامستمرة من اجل تسوية معقولة لقضية الديون ولكن دون جدوى نظرا لتحفظالجزائر بحقها في تسديد هذه الديون ولو بالالتجاء إلى القوة، لذلك طلبتالحكومة الاسبانية من قنصلها بمغادرة المدينة ، وكانت الدولة الأحسن حظاهي الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تحظى بالاحترام من الحكومةالجزائرية، وهذا ما يفسر احترام البحارة الجزائريين للسفن الأمريكية التيكانت تتجول في مناطقها بعكس السفن الأخرى التابعة للدول الأجنبية والتيكانت تعرض للتفتيش .
المبحث الثاني: الداي حسين باشا قبل أن نبدأ في استعراض تفاصيل حياة الداي حسين باشا، يجدر بنا الإشارةإلى نقص المصادر التي تتحدث عن هذه الشخصية بالذات، إذ قلما نجد كتاباتناول هذا الموضوع بالتفصيل، إذ نكتفي بتقديم خطوط عريضة وعامة على هذهالشخصية، لا تكفي للوصول إلى تعريف واف وكاف.
أ- حياته:
هو حسين خوجة بن علي، وقيل ابن الحسن، آخر دايات الجزائر ، ولد بقريةفورلا "vurla" الواقعة على الشاطئ الجنوبي لازمير ، أما عن سنة ولادتهفهناك تضارب في التواريخ، فهناك من يقولانه كان في 1764 ، 1767م أو 1773م، وهو من عائلة تركية أصلية، نشأ باسطنبول حيت تلقى مبادئ القراءةوالكتابة واكتسب تدريبا عسكريا في المدارس العسكرية أهله لأن يصبح من رجالالمدفعية بالجيش العثماني ، وأكتسب مهارة في تلقي المدافع وتصويبها، فأصبحبذلك طبجيا ماهرا وقد اكتسب هذه المهارة من أبيه الذي كان ضابطا في الفرقةالمدفعية (الطبجية).
وقد وصفه المؤرخ الفرنسي "اغسطين جال" في الحديث الذي دار بينه وبين الدايحسين في الفندق الذي كان يقيم فيه عند زيارة الداي حسين لباريس في سنة 1831م على النحو التالي: "...قامة متوسطة يميل إلى السمنة...، وله هامةعظيمة وواضحة المعالم، وله لحية بيضاء طويلة ذات تموجات ذهبية، يعلوهاشارب أكثر سوادا وكأنه يشكل قوسين للحية، وكل ذلك يضيف وسامة إلى ملامحوجهه.
وللباشا عينان هادئتان، نصفهما مختبئ وراء نظارات، ولم يكن حسين متجهماولا جامدا، فهو يحب الضحك والحكاية، وله طيبة يمكن أن تكون ساذجة تجعلهمحبوبا أكثر لدى الناس وكانت ملامحه لطيفة وجذابة" . (انظر الملحق رقم:02).
أما احمد الشريف الزهار فقال عنه "كان قوي النفس لا يتزعزع لعظام الأمور،ولا يتضعضع لنواب الدهور، أما سرية في أهل البلد، وأهل مملكته فقد سارفيهم سيرة حسنة لأهل الجزائر، فقد كان يعفو عن الجرائم، ويصفح عن الزلات" .
كما كان يتميز بالوفاء في القيام بالالتزامات، وكان معروفا في كامل أنحاءأوربا وانه لا يوجد بلاط واحد اشتكى من أن حسين قد خرق المعاهدات التيابرمها سواء مع القوى أو الضعيف .
وقد ظل أثناء ذلك منتظما في حياته مقتصدا في معيشته متواضعا في مظهرهمتقيدا بأحكام الشريعة الإسلامية ميالا إلى القضايا الأدبية والمسائلالشعرية محبا لاستظهار القرآن ساهرا على أحوال أسرته وراعيا لأخيه الذيكان يقيم معه، معتنيا ببناته الثلاثة (عائشة، حفيظة، أمينة) .
ب- وصوله إلى الحكم:
سمح له عمله بالجيش أن يترقى في سلك الاوجاق إلى عضو بالديوان، مما سمح لهأن يصبح وكيل حوش ، ثم تولى منصب خوجة الخيل في عهد عمر باشا (1814م-1817م) وظل محتفظا بهذا المنصب واستطاع أن يكسب ثقة الداي علي خوجة (1817م-1818م) وأصبح محل ثقته ولما أنهى وظيفته العسكرية تعاطي مهنةالتجارة ونجح فيها نجاحا باهرا، فأصبح غنيا في مدة قصيرة، ثم اسند إليهالداي علي باشا منصب كانت الدولة وكلفه بتسيير ممتلكاتها .
اسند إليه منصب الداي في أول مارس 1818م بوصية علي خوجة الذي وافته المنيةبسب مرض الطاعون الذي أصاب المدنية في أواخر شهر فيفري 1818م وذلك لمهارتهفي معالجة الأمور وخبرته الإدارية ومعرفته بتصريف أمور الدولة أثناء توليهمنصب خوجة الخيل في عهده . كما أن الانكشارية انتخبوه بالإجماع دايا علىالجزائر، فرفض حسين باشا هذا التشريف ولكن إلحاح الانكشارية جعله يقبل ذلككرها فخاف على نفسه .
وقد نال رضى رجال الديوان واكتسب ثقة الموظفين بالدولة وضباط الجيش وقدوجد المساعدة في ذلك من صهره الحاج مصطفى بن مالك، هذا وقد توجه وفد منالشخصيات من بينهم أعضاء الديوان لحمل خطاب توليته لسلطان باسطنبول.
مع الهدايا التقليدية المعتادة، وعادوا بفرنان التولية والخلعة فأقيمتالأفراح بالجزائر، ونال رضى عامة الناس ، واختار هو الآخر القصبة مقرا له،حيث توفرت الشروط الأمنية ، حيث كان يقوم على حراسته مع مساعديه فرصة منالجند الانسكندري وجماعة من رجال زواوة .
وبعد مبايعته قام بعزل وزراء على خوجة وطردهم من البلاد، كما أعاد أطفالاليهود إلى آبائهم وأعاد أيضا قسما من الأموال التي أخذت من الأتراك الذينكانوا قد هربوا إلى المناطق الأخرى، وفي عهده رجعت الأمور إلى عهدهاالسابقة ، وعمل منذ توليه منصب الداي لمدة اثني عشر سنة (1818م-1830م) علىتنظيم أمور الدولة والسهر على إقرار النظام وتصريف شؤون البلاد ومن مقرإقامته الدائم بحصن القصبة .
وكانت نهاية حكم الداي حسين باشا بتوقيع معاهدة التسليم 05 جويلية 1830م،غادر الداي حسين بمقتضى نص التسليم مدينة الجزائر، فاستقل سفينة جان داركبعد غروب الشمس يوم 10 جويلية 1830م برفقة 108 من إفراد أسرته وحاشيتهواستقر "بلييفون" بايطاليا في 24 أكتوبر 1830م. التي أقام بها ثلاث سنوات،ثم تحول إلى الإسكندرية بمصر على نية أداء فريضة الحج، فأقام بها في 23سبتمبر 1833 معتزلا السياسة في أحد القصور التي خصصت له مع حاشيته، إلى أنوافته المنية عندما كان خارجا من المسجد في 30 أكتوبر 1838م عن سن يناهزالثلاثة والسبعين سنة .
ــ أراد رجلٌ تطليقزوجته، فقيل: ما يسوؤك منها؟ قال: العاقل لا يهتك ستر زوجته. فلما طلقهاقيل له: لِـمَ طلقتها؟ قال ما لي و للكلام فيمن صارت أجنبية؟
ــ قال احد الحكماء: لا يغرنك اربعة: إكرام الملوك، و ضحك العدو، و تملُّـق النساء، و حـرُّ الشتاء. ــ كتمان الأسرار يدل على جواهر الرجال، و كما انه لا خير في آنية لا تمسك ما فيها، فلا خير في إنسان لا يكتم سراً.
ــ قال الفضيل ابن عياض: ثلاثة لا تلومهم عند الغضب: المريض و الصائم و المسافر.
ــ قال احد الظرفاء: إني اخاف من النساء اكثرمن الشيطان ! لأنه سبحانه يقول في سورة النساء (( أنَ كَـيْـدَ الشيطانِكان ضعيفاً )) و في سورة يوسف (( إن كيدَكُـن عظـيم)). ِ ــ إحسانك للحرِّ يحركه على المكافأة، و إحسانك إلى الخسيس يبعثه إلى معاودة المسأ لة
ــ جاء رجلٌ إلى احد الحكماء و قال له: إنيتزوجت امرأة وجدتها عرجاء، فهل لي ان أردها؟ فقال له: إن كنت تريدُ أنتسابق بها.. فردها..!!
ــ قال إبليس: العجب لبني آدم! يحبون الله و يعصونه، و يبغضونني و يطيعونني!!
ــ تشاجر زوجان و امتنعا عن الكلام. و قبل ان يصعد الزوج للنوم، قدَّم لزوجته ورقة مكتوب عليها: ايقظيني الساعة الخامسة صباحاً. وفي اليوم التالي استيقظ الزوج، ونظر الساعةفوجدها الثامنة! فاغتاظ، ثم لبس ثيابه، ولما اراد الخروج، نظر فرأى ورقةمكتوب عليها: استيقظ، الساعة الآن الخامسة!
[ــ من التناقضات العجيبة ان يكون اول ما يهتم به الإنسان أن يعلم الطفل الكلام، ثم بعد ذلك يعلمه كيف يسكت!!